كشفت المملكة العربية السعودية أنها ستُخفّض صادراتها من النفط بما يصل إلى نصف مليون برميل في اليوم، بدايةً من ديسمبر/ كانون الأول، وهي أوّل علامة ملموسة على أن منظمة "أوبك" بدأت في تقليص الإنتاج، إذ تواجه سوقا متخمة بإمدادات النفط في عام 2019.
وقال خالد الفالح، وزير الطاقة السعودي، للصحافيين في العاصمة الإماراتية أبوظبي، إن السعوديين عززوا الإنتاج في نوفمبر/ تشرين الثاني، لكنهم سيخفضون الشحنات الشهر المقبل.
وأضاف خالد الفالح: "تشهد منظمة البلدان المصدرة للبترول والموردون الآخرون علامات على وجود فائض في الإنتاج في الولايات المتحدة، ومع ذلك من السابق لأوانه الحديث عن خفض الإنتاج".
وذكر موقع "بلومبرغ" أنه إذا مضت السعودية وشركاؤها قدما في تمديد التخفيضات إلى عام عام 2019، ستحتاج السعودية إلى إقناع زملائها من أعضاء المجموعة مثل العراق، والتي تحاول تعزيز إنتاجها، وكذلك روسيا التي لم تظهر حماسا لخفض الإنتاج.
وقالت هيليما كروفت، الخبيرة الاستراتيجية في BC Capital Market: "أعتقد بأن الأمر كله يتعلق بروسيا، يبدو أنهم متتردون في تخفيض الإنتاج".
وتتعرض منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" والمزودون المتحالفون لضغوط متصاعدة للنظر في التخفيضات المتجددة بعد انخفاض أسعار النفط.
وانخفض سعر النفط الخام الجمعة، إذ أفادت الولايات المتحدة عن ارتفاع الاحتياطي من البترول، إذ انخفض سعر خام برنت إلى أقل من 70 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 6 أشهر، متراجعا بنسبة 4% الأسبوع الماضي، كما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 5٪ تقريبا.
وقال الفالح: "معدلات الإنتاج في ديسمبر/ كانون الأول، ستقل بنحو نصف مليون برميل في اليوم مقارنة بشهر نوفمبر/ تشرين الثاني"، في إشارة إلى معدلات النفط الخام التي يطلبها العملاء من مصافي التكرير.
ويبدو أن السعوديين يحققون توازنا دقيقا، فمن جهة يقولون إنه لا حاجة إلى الذعر، ويصرون على أن السوق لا يوجد بها إنتاج مفرط كما يدعي البعض، ومن ناحية أخرى بدأوا في خفض الإنتاج من جانب واحد، لكن في الواقع، يبدو أن المملكة حذرة من إثارة غضب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي ألقى باللوم على أوبك لعدم قيامها بما يكفي لكبح أسعار النفط.
وتوضح الرياض أن هذا القرار لا يهدف إلى تقليل الإنتاج، لكن الطلب على الخام السعودي انخفض.
وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك: "من الصعب القول ما إذا ستكون أسواق النفط متخمة بالإنتاج في العام المقبل، نحتاج إلى الانتظار بعض الوقت لنرى عملية تطور السوق"، مضيفا أن روسيا نتنج حاليا ما بين 10 إلى 20 ألف برميل يوميا، دون مستويات أكتوبر/ تشرين الأول.
وحثّت وكالة الطاقة الدولية دائما "أوبك" على زيادة الإنتاج لضمان تلبية الاحتياجات والطلبات العالمية على النفط الخام، وكذلك تعويض خسائر الإنتاج في فنزويلا وإيران.
وتعقّد زيادة إنتاج الصخر الزيتي الأميركي من التحدي الذي تواجهه "أوبك" وحلفاؤها إذ ارتفع إنتاج الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي إلى مستوى قياسي بلغ 11.6 ملايين برميل في اليوم، وارتفعت المخزونات بمقدار 5.8 ملايين برميل، وفقا إلى إدارة معلومات الطاقة.
ووصل إنتاج أوبك في أكتوبر/ تشرين الأوب إلى أعلى مستوى منذ عام 2016، بينما ضخت روسيا الشهر الماضي 11.4 ملايين برميل في اليوم، وهو رقم قياسي في مرحلة ما بعد الاتحاد السوفييتي.
أرسل تعليقك