كشف النائب صلاح حسب الله المتحدث الرسمي بإسم مجلس "النواب" المصري أن البرلمان الحالي يملك مقومات التميز والتفرد مقارنة بالمجالس السابقة، كاشفًا في الوقت ذاته عن أسباب الحقيقة وراء تأييد البرلمان لاتجاه الدولة إلى الاقتراض من الخارج.
وقال النائب حسب الله في حديث خاص لموقع "مصر اليوم"،" إن الأعضاء الحاليين برئاسة علي عبدالعال تمكنوا خلال دور تشريعي واحد من الانتهاء من 197 تشريعًا في مجالات مختلفة "الصحة والتعليم والإقتصاد والصناعة والزراعة".
اتفاقيات غير مسبوق
ولفت النائب حسب الله أن الإهتمام البرلماني بالملفات الخارجية كان على المستوى المطلوب أيضًا، حيث مرر النواب 66 اتفاقية خلال شهور قليلة، وهو رقم غير مسبوق أيضًا في تاريخ الحياة النيابية المصرية، مشددًا على أن المجلس لا يقوم في هذا الإطار بـ"استعراض عضلات"، وإنما إظهار مواكبة حثيثة للقضايا المشتعلة التي لاتهدأ ومجاراتها تشريعيًا ورقابيًا.
وقال النائب عن الانتقادات التي يوجهها البعض بشأن تغول الدور الشريعي للنواب على الدور الرقابي، وأن الأخير غائب في مواجهة الحكومة والتجار" إن أعضاء المجلس يمارسون أدوارهم الرقابية دون قيد أو تربص، وأن غياب الاستجوابات تحت القبة حتى الأن، تعود إلى عدم استيفاء ماتم تقديمه للشروط الضمنية والشكلية، فتلك الأداة الرقابية قد يترتب عليها إسقاط حكومة، أو الإطاحة بوزير".
حديثي العهد
وأضاف حسب الله أن تقديم أى استجواب يجب أن يكون متكامل من جميع جوانبه، وأنه نظرًا لكون البرلمان الحالي مشكلًا من أعضاء حديثي العهد نسبيًا بالعمل النيابي، فبعضهم يقدم طلبات إحاطة، أو بيانات عاجلة ويظن أنها استوفت جميع إجراءات الاستجواب، فيكون مصيرها السقوط المباشر".
وتابع حسب الله حديثه قائلًا" بلغ عدد طلبات الإحاطة التي نظرها المجلس خلال دور الإنعقاد الأخير نحو 385 طلبًا، كما استعرضت اللجان النوعية نحو 390 طلبًا، فضلًا عن 303 بيانات عاجلة، وتم توجيه 1090 سؤالًا إلي الحكومة، بخلاف 20 طلب مناقشة عامة، وأن كل ذلك كافي بالرد على من يدعي غياب دور المجلس الرقابي".
صدام متكرر
وقال النائب حسب الله بشأن الصدام المتكرر بين علي عبدالعال رئيس مجلس النواب، والمعارضة النيابية المتمثلة في تكتل 25-30 " إن الجميع يرحب بالمعارضة، ولكن في الوقت ذاته لا يجب أن تتحول إلى "ديكتاتورية" تتسلط على الأغلبية وتفرض رأيها وإلَا أدعت مظلومية وأنطلقت لتشكو قهرها، هذا أمر يجب التنبه له جيدًا".
وأضاف النائب "لدينا وجوه برلمانية بارزة ومستقلة كالنواب كمال أحمد، وعبدالمنعم العليمي، ولم يخرجوا عن النص يومًا، وحديثهم راقي وأسلوبهم مشهود له من الجميع، في حين أن البعض يتعمد افتعال الصدامات، معتمدين على استفزاز الأخر".
لجنة القيم
ولفت النائب أن لجنة القيم في البرلمان لن تقف مكتوفة الأيدي أمام وقائع تهدف إلى لتعطيل أعمال المجلس، ستتحرك في شكوى ضد النائب هيثم الحريري، وستحسم أمر النائب أحمد الطنطاوي،وأعضاء التكتل سابق الذكر".
وتابع النائب حديثه قائلًا " إنه بالنسبة لطريقة إدارة وتسيير رئيس المجلس لمثل هذه المشكلات، تعد مثالية من وجهة نظره، لأنه على رأس مجلس نيابي يضم 596 نائبًا يتباينون في ميولهم السياسية والحزبية المختلفة، وفي مثل هذه الاختبارات وترويض السجالات والمشاحنات ومنع احتداد الآراء، تكون المهمة بالغة الصعوبة في هذه الأجواء".
الحزب الحاكم
وأضاف النائب أنه في السابق كان هناك حزب حاكم، يستطيع إدارة أعضاءه بطريقة ما، ولكننا حاليًا أمام مطالبات متوالية بتطبيق اللائحة وتوعية النواب بأدوارهم وحقوقهم، وردع المخالفين وتشجيع المجتهدين، وبالتالي لا أستطيع إلا أن أنصف شخص عبدالعال في هذه المرحلة".
ولفت النائب بشأن كمية القروض الهائلة التي مررها المجلس أنها للضرورة القصوى، وهدفها الوحيد هو مشاريع التنمية العملاقة، لا تدخل في بنود "الأكل والشرب"،أوالاستهلاك منعدم العائد، وبالتالي فإنه يتم توجيهها نحو مسارات ستعود بالنفع على الدولة.
وختتم النائب حديثه بموضوع القروض الهائلة التي مررها المجلس قائلًا "لايغيب عن أي مبتدئ في الاقتصاد أن القروض علامة على قوة الوضع الاقتصادي ، فهي قادرة على السداد والإلتزام ودفع عجلة التنمية فيها، وأن فلسفة الدولة في هذه المرحلة واضحة بشأن القروض، وهي دعم المشاريع التي بطبيعة الحال توفر فرص العمل وتوفر بيئة إجتماعية تساعد على النجاح والإنجاز".
أرسل تعليقك