القاهرة - أسماء سعد
صرح هاني رسلان رئيس وحدة دراسات حوض النيل بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، بأن مستقبل العلاقات بين دول القرن الأفريقي مبشرة، وأنها تتجه إلى مسار جيد، موضحًا أسباب وأشكال التقارب بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا.
وأكد هاني رسلان في حديث خاص إلى "مصر اليوم"، على ألا ينبغي استعجال الحلول النهائية في قضية سد النهضة.
وحول رأيه في المجهودات المصرية المبذولة مؤخرا من مصر للتقارب مع دول القرن الأفريقي، أوضح أن تلك الخطوات ليست ملموسة فحسب وإنما متسارعة، ولها أهداف واضحة، ولكن علينا ألا نستعجل نتائجها، فلا يمكن إحداث تكامل تام في العلاقات مع باقي الدول وتسوية ملفات النزاع بين ليلة وضحاها، نعم هناك توجه مصري لاستعادة العلاقات مع دول القارة السمراء، ولكن علينا ان نتمهل في طلب النتائج سريعا.
وأضاف رسلان: هناك قرار مصري بنزع فتيل الأزمات مع دول أفريقيا، رأينا ذلك مع السودان ومع إثيوبيا، وهو ما قابله توجهات من قادة تلك الدول، بانه يجب إسكات الأصوات التي تصور مصر كعدو، وأن يكون هناك سياسة جديدة لا تميل إلى التصعد ضد القاهرة، وأرى أن طي صفحة الخلافات والتوتر وبناء التفاهمات مع تلك الدول ناجح إلى أبعد حد.
وبسؤاله عن مكتسبات العودة إلى القرن الإفريقي، قال رسلان إن الاستفادات تعم الجميع ولا تخص دولة أو طرف بعينه، وأن العائد على القاهرة سيكون تجاري واقتصادي واستثماري من ناحية، وأمني وتنسيقي دبلوماسي من ناحية أخرى، سنتمكن من فتح منافذ للبيع والشراء، سنغلق أبواب من التهديدات واستغلال الثغرات للإيقاع بين مصر وجيرانها.
وتابع "مصر لم تفوت أي قمة إفريقية خلال السنوات الماضية، فالنتيجة كانت عودتها لمقاعد شاغرة ومؤثرة سواء في البرلمانات الإفريقية أو التعاون القضائي والقانوني وحتى الدبلوماسي مع تلك الدول، استطعنا أن نقنع الأنظمة الجديدة في عدة دول وعلى رأسها إثيوبيا بحسن نوايانا، فتمكننا من كسر النغمة التي كانت مزعجة لمصر في السابق في هذا الصدد".
وعن رأيه في قضية سد النهضة، وصفها على الفور بـ"الشائكة"، والتي قال إنها سوف تظل تحتل حيز من المباحثات والتفاهم والتشاور بشأنها، قضايا بهذا الحجم والأهمية، دوما ما تتسع مراحلها، و تتبدى فيها الاتفاقات النهائية بعد فترات ليست بالقصيرة، وفي النهاية مصر لها حقوق كما أن إثيوبيا لها حقوق، ومن مراقبتنا لتحركات وقرارات المفاوض المصري، فإننا نثق ونطمئن في ان الأمور ستأخذ منحى إيجابي.
وبسؤاله عن تسليط الاهتمام والضوء على مستقبل العلاقات الأفريقية في المنتدى الدولي الثاني للشباب بشرم الشيخ، أثنى رسلان على المؤتمر، وقال إنه فرصة لدفع العلاقات بين مختلف الدول الإفريقية، من خلال بوابة الشباب التي تملؤها الحيوية والطموح في إحداث تعاون وتقارب على مستوى الشعوب مع دول القارة، وأن التنظيم والقوة التي يتمتع بها الشباب يمكن أن تتغلب على أي فتور او تأزم، نحن نراهم في المؤتمر منخرطين، ولا يفرقهم الخلافات أو الحسابات السياسية المعقدة.
واختتم حديثه قائلا عن مستقبل العلاقات من وجهة نظره، بين دول القارة عموما ومع مصر خصوصا، قائلا "إن القاهرة منهجها ثابت منذ 30 يونيو 2013 وحتى الآن، تسوية أي خلافات وزيادة التواصل في العلاقات الثنائية مع العواصم الإفريقية، وفي المقابل هناك تحسن ملحوظ في نوعية الأنظمة الحاكمة بأكثر من دولة أفريقية مؤثرة، هذا الأمر قد يعطي توقع إيجابي لمستقبل العلاقات بين دول القارة".
أرسل تعليقك