القاهرة - محمود حساني
أكد عضو مجلس النواب المصري، ومؤسس حركة "تمرد" الشعبية، محمود بدر، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، أول رئيس يحرص على الاستماع إلى الشباب لمعرفة آرائهم ومواقفهم ومشاركتهم في إدارة أمور البلاد، خلاف ما كنا نراه في الماضي، حيث كان الرئيس يظهر في دور المُلقي للخطابات، وسرعان ما يُغادر المؤتمر، دون أن يستمع أو أن ينصت إلى أبناء بلده، ومن كان يحّضر مثل تلك المؤتمرات، شباب بعينه محسوب على الحزب الوطني الحاكم آنذاك، في جلسة أشبه بالندوات، أما الآن فالرئيس يترك عُرفًا رئاسيًا جديدًا، سيجبر من سيصل إلى حكم البلاد مستقبلًا، أن يكون حريص كل الحرص على الاهتمام بالشباب وتمكيّنهم.
وأضاف النائب محمود بدر، في حديث خاص لـ"مصر اليوم": "منذ لقائي الأول للرئيس السيسي مع الشباب، عندما كان وزيرًا للدفاع آنذاك، والرجل يستمع إلينا أكثر مما يتحدث لنا، وعندما سأله أحد الحضور، بشأن أسباب عدم حديثه والتزامه بالصمت، جاء رده "هذه الدولة لا تقوم إلا من خلال الشباب، ولن تواّجه التحديات إلا من خلال الشباب، ولن تصل إلى مكانتها اللائقة إلا من خلالهم، لذا فأنا استمع وأنصت إلى أفكاركم ومقترحاتهم وأدوّنها"، وبعد وصوله إلى الحكم، ترّجم ذالك، إلى أفعال على أرض الواقع، فأصبح شباب مصر من مختلف التوجهات السياسية، ضيف دائم على مؤاتمرات الدولة، فوجدنا مؤتمرًا للشباب في شرم الشيخ، وذهب إلى الصعيد، للاستماع إلى معاناة أبنائه وأحلامهم، والمؤتمر الثاني للشباب مُقام في أقصى صعيد مصر، أسوان، وها هو المؤتمر الثالث في الإسماعيلية، الجميع يتسأل ويبدي آرائه وانتقاداتهم والرئيس يستمع ويجيب ويتفاعل، دون أي تنسيق مُسبق كما كنا نرى في الماضي .
وتابع بدر، أن مصر تسير في الطريق الصحيح بفضل القيادة الحكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسي، على الرغم ما تواجهه من تحديات في الداخل ومؤامرات في الخارج، وظروف اقتصادية صعبة، تعجّز معها أي دولة أن تقف طويلًا أمام تلك المؤامرات، لولا عناية الله وتكاتف الشعب خلف الرئيس السيسي، فالتحديات التي تواّجه الدولة المصرية خلال الظرف الراهن لا يتصورها أي مواطن، مواصلًا "لذا فنحن نخوض معركة حقيقية على أكثر من جبهة، ضف إلى ذالك، هناك عشرات المشاريع التي تُنفذها الدولة في جميع أنحاء مصر، سيكون لها مردودًا كبيرًا في تغيير الأوضاع الاقتصادية والظروف المعيشية للمواطنين إلى الأفضل، وستوفر فرص عمل للشباب، لكن ما نحتاجه الآن هو الصبر والتحمّل، كما وعد الرئيس".
وأردف بدر: "بعد 4 أعوام على اندلاع ثورة الثلاثين من حزيران/يونيه 2013، التي أطاحت بجماعة "الأخوان" من حكم البلاد، فإن نظرة الكثير من زعماء العالم بشأن ما جرى في مصر، تغيّرت تمامًا، وتفهمّوا طبيعة ما حدث هنا، والأسباب التي دفعت الملايين من المصريين إلى الخروج في الشوارع والميادين، بل أن مصر، أصبحت " محط أنظار" الكثير من زعماء ورؤساء العالم ووزراء الدفاع، بدأت بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والفرنسي أولاند، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلى جانب مسؤولين أوروبين وأفارقة وآسيوين، والعشرات من وزراء دفاع دول العالم، كان آخرهم وزير الدفاع الأميركي، وهذا أمر ليس مستغربًا".
واستدرك بدر، قائلًا" "إن مصر منذ فجّر التاريخ ينظر إليها كواحدة من أعرق الدول حضارةً وتقدمًا، والكثير من الدول آنذاك كانت تسير على نفس نهجها، بل أن بعض الدول كانت تأخذ حاجتها منها، لذا أكرر أن اهتمام العالم في العصر الحديث بما يجري هنا، وحرصهم على فتح صفحات جديدة، والتعاون والمشاركة، لما لها من تأثير كبير على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، غير قاصرًا على محيطها العربي أو الأفريقي بل يتعدى الأمر ذلك إلى معظم دول العالم، ومن هنا بدأت نظرة زعماء العالم إليها تتغير، واقتنع الجميع بما حذّره منه الرئيس السيسي في عام 2014، من مخاطر استفحال التطرف وعدم التعاون على مكافحته، والجميع الآن يمّد يد العون من أجل التعاون، بعد أن اقتنع أن مخاطر التطرف ليست بمنأى منها".
وبشأن الاتهامات التي تُلاحقه بعدم تفاعله تحت قبة البرلمان المصري، شدّد بدر، أنه لا يعلم إلى أي شئ عن تلك الاتهامات، متسائلًا: "هل أصبح الشو الإعلامي دليلًا على التفاعل البرلماني؟!، فأنا منذ اليوم الأول وأنا متواجد تحت قبة البرلمان، ولم أسجّل أي غياب في أي جلسة، وحريص كل الحرص على إبداء رأي ومواقفي تجاه الأحداث الأخيرة، والجزء الأكبر من وقتي، بين أبناء دائرتي في القليوبية، لذا ليس لدي وقت للظهور الإعلامي، فقضاء حوائج أبناء الدائرة أفضل مليون مرة من التصارع والتناحر في الفضائيات، وهو المشهد الغالب الآن في الإعلام".
وبخصوص رأيه في فرض حالة الطوارئ في البلاد، أوضح النائب بدر، أن مصر في معركة من أجل الوجود والبقاء، في مواجهة عناصر مدعومة من أجهزة مخابرات إقليمية ودولية، وهي معركة ذات نفس طويل، لن تنتهي منها بين عشيةً وضحاها، ولكنها قطعّت شوطًا طويلًا فيها، وتكبدّت في سبيل ذلك ثمنًا باهظًا، لذا كان لا بد من تطبيق حالة الطوارئ، بعد أن انتقلت معركتنا مع التطرف من سيناء إلى الداخل .
وكشف مؤسس حركة " تمرد" الشعبية، عند سؤاله عن رأيه في الدكتور محمد البرادعي، أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها مصر طوال الأعوام الخمسة الأخيرة، بينّت للمصريين، حقيقية الكثير والوجوه التي يخفونها عليهم، فعرّوا من وقف مع مصر في أزمتها، ومن باع وتقاضي ثمّن بيعته، ومن ترك بلاده وسافر إلى الخارج وهي في محنتها، والجميع عند التاريخ سواسية، لن يرّحم ولن يتجاوز عن أخطاء أحد .
وردًا على سؤال بشأن رأيه في الانتخابات الرئاسية المُقبلة، أجاب بدر، أن صوته سيذهب بكل تأكيد للمرشح الأجدر والذي يستحقه، الذي يقّدر قيمة مصر والمصريين، ويعلم حجم التحديات التي تواجّهها، للرئيس عبدالفتاح السيسي، حال إعلان ترشحه للرئاسة الجمهورية في عام 2018 .
أرسل تعليقك