ناقش مساعد رئيس مجلس الوزراء السابق ، المتحدث الرسمي لحملة الرئيس عبدالفتاح السيسي ، واستاذ القانون الدستوري وعضو مجلس الشعب المصري عبد الله المغازي بعض القضايا المهمة وعبّر عن رأيه في عدد من الأمور وتحدث بصدق عند عدة محاور كان اولها عن تقييمه لاداء الرئيس السيسي خلال العامين الماضيين.
و قال المغازي في لقاء مع "مصر اليوم" إنه بالتأكيد هناك إيجابيات وسلبيات فلو تحدثنا على مستوى الايجابيات فعلى المستوى الخارجي كانت العلاقات الخارجية لمصر طيبة خلال فترة الرئيس عدلي منصور ، لكنها ساءت خصوصا بعد أحداث فض ربعة والنهضة على المستوى الدولي ، وبعدها قامت الجهود الدبلوماسية الشعبية بالسفر للخارج لتحسين صورة مصر الخارجية ،مشيرا إلى انها لقيت إستحسان كبير في الخارج بعدها سافر الرئيس السيسي إلى هذه الدول كان هناك إستحسانا منها خصوصا الصين وروسيا التي تحكمنا بهم علاقات طيبة .
وبعد ان اتى الرئيس بحكم علاقته الطيبة كان هناك إستحسان دولي ورفع للكثير من العقوبات على مصر مثل إيطاليا والمانيا والتي تربطنا ، اما إنكلترا والولايات المتحدة الاميركية مازالت العلاقات غامضة معهم ولكن في المجمل على المستوى الخارجي كان هناك العديد من المكاسب منها رجوع مصر للاتحاد الافريقي حيث مثلت أفريقيا في مؤتمر المناخ بباريس ، كما انه اصبح لها مقعد دائم بمجلس الامن وهذا يمثل طفرة في علاقتنا الخارجية .
اما عن المستوى الداخلي فلابد من تقييم الوضع من ناحيتين هما اولا : ما فعله الرئيس من مشاريع خصوصا فيما يتعلق بالبنيه التحتيه من طرق وكباري وإسكان وزراعة و خلافه.
لكن هذه المشروعات من وجهة نظري هي عبارة عن خريطة ناقصة لانه لابد ان يكون هناك خريطة إقتصادية متكاملة بحيث تُخدّم هذه المشروعات على بعضها البعض ، وهذا ما نسميه بتعظيم الإستفادة من المشروع ، وهو موضوع محل نقد خصوصا الناحية الاقتصادية .
ثانيا: كان يجب ان يكون هناك خريطة مشروعات عملاقة ايضا مشروعات إنتاجية وصناعية ، الا ان الحكومة التي عهد إليها الرئيس عبدالفتاح السيسي لإقامة هذه المشروعات فشلت فشلا ذريعا بل كل يوم تخرج علينا بأنها تشجع الاستثمار لكن الواقع الحقيقي يقول انها هذه الحكومة حكومة موظفين يستغرقوا للروتين يستسلموا له ، وبالتالي المستثمر المصري قبل الاجنبي بدأ يترك الاستثمار .
اما المستثمرين الذين يقدرون على التعامل مع تلك الحكومة هم اصحاب الحظوة وهم معروفين بالاسم ذلك من تسير مشروعاتهم بالضبط مثل ما كنا عليه ايام مبارك والباقي الذي ليس له علاقة بالسلطة أعماله شبه متوقفه وكل ما يقال غير ذلك هراء .
وعن رأيه في حكومة المهندس شريف إسماعيل ، قال المغازي إن هذه الحكومة تُفسد كل ما يصنعه الرئيس من إنجازات وخصوصا في الملف الداخلي ، اذ تجاوز حجم الدين العام 53 ميلار دولار خارجي و 2 ونصف تريليون جنيه داخلي ، اي اننا تجاوزنا تقريبا مجمل الناتج القومي الاجمالي لمصر . وهذ يمثل خطورة شديدة جدا فالدول التي تجاوزت ذلك تعرضت إلى الافلاس والمثل الاقرب لنا اليونان فلولا إنقاذ دول الاتحاد الاوروبي لها لكان الوضع بها من المستحيل حله .
مشيرا إلى ان مصر في مرحلة شديدة الخطورة لكني لا اخاف حجم الدين مع وجود إدارة حسنة لموارد الدولة ، بحيث تقدر تسدد بإنتظام الدين الخارجي .
وانا بالنسبة لي لو كنت رئيس وزراء مصر استطيع تسديد أكثر من نصف الدين الداخلي على الاقل خلال عام واحد بالإدارة الجيدة لموارد الدولة الحسنة، وانا اتكلم وقد كنت مساعدا لرئيس الوزراء ، مؤكدا على ان المشكلة الرئيسية للرئيس هي انه يحتاج الى تفعيل الإنجازات ، لكن الحكومة الحالية تهدرها وبالتالي هناك خطر كبير جدا لمسته من وجود 3 اشياء هما إرتفاع نسبة التضخم بصورة كبيرة وإرتفاع الاسعار ، و زيادة معدلات البطالة وسعر الدولار .
فمع إرتفاع سعر الدولار الحكومة كل يوم تزيد العقوبات على من يحوز دولارات فهذ يؤكد عجز الحكومة انها مفلسة وهذه شهده سلبية للإقتصاد المصري .
وعن نصيحته للرئيس في نهاية العامين . قال المغازي بمقارنه بسيطة جدا نحن خسرنا الاداء المتميز للمهندس إبراهيم محلب وكل المشروعات التي تسليمها في الفترة الاخيرة كان بدأها وانجز منها بنسبة 90 % المهندس إبراهيم محلب ، وللأسف افتتحها المهندس شريف إسماعيل . ولذلك إناشد الرئيس في نهاية العامين كواحد من الشباب كنت أشرف بأنني المتحدث الرسمي لحملته ، إناشده تغيير المهندس شريف إسماعيل ، وهذا لن يتم الا بعد عرض الامر على البرلمان لانه لم يعد بإيد الرئيس وحد ، واتمن ان يتولى رئاسة الحكومة المهندس إبراهيم محلب مرة اخرى مؤقتا الا ان يتم إختيار عنصر كفء .
وعن تقييمه لاداء الحكومة قال المغازي انها الاسوء في تاريخ مصر ، حيث وصل سعر الدولار إلى 11 جنيه مشيرا إلى انه مجهوداتها تهدر المال العام مثل ما يحدث في وزارة التموين ، فكل يوم نتحدث عن توريدات وهمية للقمح ، كما انه وصل سعر الدجاج إلى 27 جنيه وهو ما يدل على تلك الحكومة عاجزة عن مواجهة المشكلات ووضع حلول لها .
وتابع المغازي ان رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب ظلم بسبب لا دخل له فيه وهو المتعلق برشوة وزير الزراعة .
وحول اداء البرلمان ولجانه ، اوضح مساعد رئيس الوزراء السابق ، ان البرلمان به قيادات هي الاكفأ ، ولكن أحيانا إذ كان هناك 11 مهاجما في فريق واحد يخسر الفريق ، مشيرا إلى انها مجموعة عمل ذات كفاءة ولكنها تروس غير معشقة لا تساعد بعضها ، والكل فيه يقول انا فلان ، لا يوجد روح للجماعة ، كما ان الكثير منها محبط ومكتوف الايدي بسبب إئتلاف دعم الحكومة وهو ما يطلق عليه إئتلاف دعم مصر فهو انشاء خصيصا لدعم الحكومة وليس لدعم مصر ، وبناء عليه الحكومة امنت جانب البرلمان وظهر ذلك في عدم حضور أغلب الوزراء لجلسات البرلمان وحتى إذا حضر الوزير فهو على يقين ان محدش يقدر يعمله حاجة ، لدرجة ان بعض النواب بيقولو كلام يضحك مثل احنا هنكلم الرئيس يقيل الوزير فلان ، فهو كنائب مش محتاج يكلم الرئيس دا الرئيس هو اللي المفروض بيرجع للبرلمان لو حب يغير وزير .ولذلك أطالب النواب بقراءة مواد الدستور جيدا.
وتابع المغازي ان هذ ا الائتلاف يحمل في طياته النوايا الحسنة له ، ولكن الطريق إلى جنهم مفروش بالنوايا الحسنة بمعنى ان ذلك الإئتلاف سيكون سببا رئيسيا في فشل البرلمان لانه سيعطل عمله ضد الحكومة ، لان مهمته هو حماية الحكومة حتى هذه اللحظة .
وانصح البرلمانيين ان يكون ولائهم للشعب وليس للحكومة فالذي اتى بهم إلى البرلمان وامنهم على راعية مصالحة هو الشعب وليس الحكومة ، لانهم لو دعموا الحكومة سيغضب الشعب عليهم وعلى الحكومة .
وحول قرار الحكومة بإجراء تعديل على قانون التظاهر ، فأكد المغازي ان القانون ليس بهذا السوء ولكن ما اتمناه هو إلغاء عقوبة الحبس في التظاهر وتشديد عقوبة الغرامة ، وتقيليل مدة الاخطار ، ايضا في حالة الاعتراض من قبل الامن يتم الاحتكام للقضاء ليقول كلمته .
وحول ازمة الدولار وما يقوله البعض انها ازمة مفتعله ، اكد المغازي إلى انها ازمة حقيقة وجزء بسيط منها مفتعل لكن نحن لا نُصنّع ولدينا مشكلة في موارد الدولار هي السياحة واتمني ان يكون هناك وزراء سياسيين فمصر مليئة بالكفاءات لكنها تحتاج إلى بحث .
فمصر تحتاج إلى تنمية استثمارات الفكر الانتاجي وإستغلال الاتفاقيات الدولية مثل الكوميسا وأن يتولى السياحة صاحب فكر مبتكر يستفيد مما وصلت عليه الحالة الامنية ، فمصر تحتاج إلى ثورة عارمة فيما يتعلق بالمحافظين والوزراء .
وحول رويته للشباب في حكومة شريف إسماعيل ودورهم ، فأكد المغازي "انهم وردة في جاكت الحكومة ، فهم مجموعة أكفاء لكنهم لا يتولون اي صلاحيات فهم وردة جميلة مستقرة في جاكت الحكومة .مشيرا إلى ان أي وزير يأتي للحكومة فأول ما يفكر به هو الاطاحة بشباب المعاونين وهو ماحدث معنا بمجلس الوزراء .
وهنا اريد ان اعرف الاسباب التي جعلت المهندس شريف إسماعيل يستبعدنا ، على الرغم اننا لم نتقاضى اي اجر ،ولا حتى معنا سيارة كنا نعمل على نفقتنا الخاصة من اجل مصر .
واشار المغازي انه لو من المفترض انهم اخطأوا في اشياء كان يجب على رئيس الوزراء ان يجلس معنا ويقول لنا لقد اخطأتم في نقاط كذا ، وبناء عليه تم الاستغناء عنكم ، لكننا انجزنا ملفات في وسائل الاعلام شهد لها الجميع مثل القرى الاكثر فقرا وإفتتاح قناة السويس وذلك بشهادة المهندس إبراهيم محلب وشهادة الرئيس السيسي .
اما عن أداء الحكومة وتأثيرها على رصيد الرئيس عبدالفتاح السيسي عند الشعب المصري ، قال المغازي انها تخصم كل يوم من رصيد الرئيس ، ولذلك اتمني من الرئيس التشاور مع البرلمان لتغييرها عقب رمضان مباشرة واعتقد ان الاقتصاد المصري سيشهد مزيدا من التدهور خلال الاشهر القليلة المقبلة إذا استمر شريف إسماعيل رئيسا للوزراء .
وحول معلومات وردت إلى "مصر اليوم " لتجهيزه لكيان شبابي لخوض الانتخابات المحلية . اكد المغازي انه بحكم الشعبية التي يتمتع بها سيعلن عن كيان باسم "قائمة شباب مصر" للمحليات ، مشيرا إلى ان هذه القائمة ستكون مفاجأة من العيار الثقيل، تحمل في طياتها مجموعة شباب مدرب على اعلى مستوى بحكم خبرتنا انا وصديقي معاون رئيس مجلس الوزراء السابق الدكتور هشام فهمي بحكم خبرتنا في المحليات فالماجستير الذي حصلت عليه كان بالمحليات والعلوم الإدارية وبالتالي نحن الان بصدد تجهيز مجموعة من الشباب تستغل فيها رصيدنا وسمعتنا الطيبة ، وستكون مفاجاة ستصدم حتى القوائم التي يعدها الآخرون لو كانت اجهزة الدولة .
وتابع المغازي ان ما فعله الرئيس من إعداد مجموعة من الشباب في التأهيل الرئاسي شيء طيب ، ولكن على السيد الرئيس التواصل مع أطياف الشباب كافة وبالذات الشباب المُسيّس من داخل الاحزاب وخارجها ، فلم يكن شباب مصر هم فقط شباب التأهيل الرئاسي او شباب الصحافيين او شباب المخترعين ، فشباب مصر اكبر من ذلك ولا بد ان ننصت للشباب السياسي سواء من داخل الاحزاب او خارجها ، لا بد ان يكون هناك تنوع من أطياف الشباب كافة ، اما الانحياز المتنوع لشباب دون غيره فهو يمثل مشكلة ، والشباب يحمل رصيد حب كبير للرئيس عبدالفتاح السيسي ، لكن لديهم عتب شديد عليه انه تواصل مع البعض دون الاخر .
أرسل تعليقك