كشف إبراهيم العسيري كبير المفتشين السابق في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أنه بشأن الإسناد بالأمر المباشر لروسيا لإقامة أول محطة نووية في مصر شجاعة لم يقدم عليها رئيس من قبله، مؤكدًا أنه كان على يقين من شجاعة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وإعلاء مصلحة مصر على مصلحته الشخصية.
وأكد العسيري في تصريحات خاصة إلى "مصر اليوم"، أن توقيع الاتفاقية بالأمر المباشر يوفر سنتين من موعد البدء في إنشاء المحطة مقارنة بطرحها في مناقصة عالمية، والتي تستغرق وقتا طويلا، لافتًا إلى أن شركة "روس اتوم" الروسية تعد من أكبر الشركات العالمية المتخصصة في التكنولوجيا النووية والمسؤولة عن إنشاء المحطات النووية في روسيا. وتقوم روسيا بتحمل التمويل الكامل للمشروع النووي المصري حتى يتم تشغيلها وبالتالي يتم تسديد المبلغ بالكامل بعد تشغيلها وانتاج الكهرباء .
وأوضح أنه سيتم تنفيذ المشروع هذه المرة نظرا لتوقيع اتفاقيات مع الجانب الروسي، وسفر لجنة لبحث خطة بناء المفاعل النووي، ولكن منذ الرئيس الأسبق محمد مرسي لم يتم اتخاذ أي خطوة في هذا المشروع ولا قام بتوقيع مذكرة تفاهم .
وأشار إلى أن المشروع لن يكلف مصر شيء لأن الدولة التي ستحصل على المناقصة ستكلف المشروع85% من المكون الأجنبي لتكلفة المحطة و15% من المكون المحلي للمحطة وسيتم تسديد هذه القروض بعد تشغيل المحطة من الوفر التي توفره على استخدام الغاز الطبيعي والبترول.
وأكد أن الطاقة الشمسية هي مكملة للطاقة النووية لكن لايمكن الاعتماد عليها فلايوجد دولة في العالم تعتمد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وحدهما ومثال على ذلك الولايات المتحدة الأميركية أكبر دولة تمتلك الفحم وثاني دولة في تصديره، لديها 104 محطة نووية لانتاج الطاقة والصين أول دولة في تصدير الفحم لديها 28 محطة نووية وبإمكانها الاعتماد على الفحم وحده ومايتردد عن ان محطة شمسية فقط تنتج كهرباء الشرق الاوسط خطأ بكل المقاييس، لانهم لم يضعون كفاءة المحطة الشمسية في الاعتبار وتم مراجعة هذا الادعاء ووجدوا أنه لايزيد عن 3% من بترول الشرق الاوسط هذا كله بالاضافة إلى أن الطاقة النووية أنظف من الطاقة الشمسية ومرايا المحطة الشمسية عمرها 25 سنة على أقصى تقدير، وتحمل مواد سامة مثل الزرنيخ والكيلو وات ساعة من الطاقة النووية أرخص من الشمسية .
وقال إن مشروعنا سلمى بحت ولسنا في حاجة لسلاح نووي مطلقا، وستتخلى إسرائيل عن سلاحها النووي قريبا لان استخدامه سيؤثر عليها وعلى دول الجوار. وعن التخوف من حدوث تخريب أو تسريب من المحطة النووية إذا حدث هجوم إرهابيي عليها يقول لن يحدث شيء من هذا القبيل مثلما لم يحدث شيء لقناة السويس والسد العالي هذا مشروع متكامل وسيتم تأمينه من كافة الجوانب حتى عن طريق الجو . فإنشاء المحطة النووية يخضع لمعايير أمان دولية لابد من تطبيقها وسيتم تأمين المحطة بالكامل تحت رعاية القوات المسلحة من قوات ثابتة ومتحركة وكاميرات مراقبة .
وبيّن أن روسيا ستقوم بتمويل محطتين نوويتين فقط ولكن هناك 6 محطات نووية أخرى ستقوم مصر ببناءها، ومقر المحطتين فى الضبعة واحده منهما ستقوم على انتاج الوقود النووي وأخرى على التخلص من النفايات النووية . وأؤكد لكم أن موقع الضبعة يكفى لبناء محطتين نوويتين بل يكفي لبناء 8 محطات ،وتكلفة المحطة الواحدة 4 مليارات دولار مايعني تكلفة روسيا 8 مليارات دولار . وأكد أن الإمارات لديها محطتين تحت الانشاء والسعودية رصدت 100 مليار دولار لبناء 16 محطة نووية وهم ليسوا في حاجة للطاقة ولديهم وفرة من البترول .
وكشف أن مصر مؤهلة لإنشاء المشروع ،لأن مصر بها مفاعل من عام 1961 فمفاعل "أنشاص" ليس لإنتاج الكهرباء ,لكنه للأبحاث وإنتاج النظائر المشعة وهو مسئول عن كل النظائر المشعة المستخدمة في الطب في مصر والكوادر التي تعمل عليه هى سواعد مصرية,وهناك مصريون يعملون في مفاعلات نووية لدول خارجية ، ووقت الإتفاق علي إنشاء المحطة النووية سيتم تدريب تلك العناصر علي التشغيل والصيانة ,والتعامل مع الوقود النووي وكل ذلك تم إعداد التقرير له ، أما من ناحية التمويل ، هناك عروض تمويلية تغطي 85 % من تكلفة المحطة يتم سدادها من عائد المحطة على فترات .
وأوضح أن الوكالة الدولية لها أكثر من دور أولاً: تقدم المساعدات الفنية المطلوبة كالتدريب ودراسة الجدوي والتعاون في مجال ضمان الجودة ، ثانياً: التعاون في دراسة المواقع وبالفعل جاء خبراء لدراسة موقع الضبعة ، وهناك مجالات عديدة مثل المشروعات الفنية ومجالات الوقود النووي والتعامل مع النفايات ،بالإضافة إلى أن أهم مهامها التفتيش علي المحطات النووية وكيفية تشغيلها ,والتأكد من أنها لا تستخدم إلا في أغراض سلمية للمفاعل النووي .
وأكد انه بالنسبة للمخاطر من الإشعاعات فإذا كان هناك فرد جالس علي سور محطة فحم سيتعرض للأشعة بنسبة مائة بالمائة ,لأن الفحم به مادة يورانيوم أما المحطة النووية يمكن أن تخصب اليورانيوم ويكون تحت السيطرة ، وبالنسبة للتخلص من النفايات عندما كنت أعمل في التفتيش علي المفاعلات النووية كنت أرتدى زيّ من القماش, ونظراً لإمكانية إحتواء مياه الغسيل علي إشعاعات فكان يتم حفظها وفي بعض الأحيان يكون الزي من الورق ويتم بعد ذلك حرقه وتعبئة الرماد داخل إسطوانات ، كما يتم عمل فلاتر لتنقية الهواء ففي المفاعلات يكون ضغط الهواء في الداخل أقل بحيث يدخل الهواء من الخارج ولا يحدث العكس ويتم تغييرها كل شهر وتوضع ببراميل ويغلق عليها ، أما الوقود نفسه يتم التعامل معه بمنتهي البساطة ففي بعض الأحيان يتم وضعه تحت المياه مثل أحواض السباحة من خمسة إلي مائة متر مياه, وهذه المياه تمنع أية إشعاعات من الخروج وتظل مائة عام بهذا الوضع ، ومن الممكن وضع النفايات بإسطوانات, فهذه خرافات نحن نتحدث عن محطة واحدة والدول الأخري بها العديد من المحطات فاليابان بها أكثر من 50 محطة وبلجيكا التي لاتطل إلا علي نهر واحد ولا تطل علي أي بحر لديها محطة نووية تطل عليه .
فمن هنا لابد أن تراعي الجودة العالية عند التصميم والدقة والتأكد من صلاحية المواد المستخدمة عند بناء المفاعل، ومراقبة جميع خطوات التشغيل ، وهناك أشياء من الممكن أن تحدث بالمفاعل يتم التعامل معها ذاتياً مثل إرتفاع درجة حرارة المفاعل فهناك خاصية تقلل منها داخل المفاعل نفسه ، بالإضافة إلي وضع الوقود بكوريات صغيرة وهذا كله يوجد داخل وعاء من الصلب لا يصدأ سمكه حوالي 25 سم والوعاء داخل غلاف خراساني سمكه متر تقريباً والخراسان مبطن من الداخل بصلب لا يصدأ ومع ذلك كله يتم وضع وحدات أمن مساعدة تعمل وقت الطواريء
أرسل تعليقك