القاهرة – وفاء لطفي
توقّع رئيس المركز الديمقراطي لشؤون الشرق الأوسط، ورئيس الاتحاد الدولي للمصريين في أميركا، محمد الجمل، اتخاذ دونالد ترامب موقف متشدد بشكل أكبر من السعودية، على اعتبار أنه يرى أنه لا ضرورة لحماية المملكة باعتبارها دولة راعية للتطرّف من وجهة نظره.
وكشف الجمل، في حوار خاص لـ"مصر اليوم"، أن حرب "ترامب" ضد التطرف في سورية ستكون نقطة خلافية كبيرة في علاقته بالمملكة، حيث أن السعودية ترغب في التخلص من بشار الأسد وهو لا يرغب في ذلك، مؤكدًا أن احتمالية حدوث التصادم بين البلدين موجودة وبنسبة عالية، ومشيرًا إلى أن خبر إعلان فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة مثّل صدمة كبيرة، خاصة أن كل استطلاعات الرأي والإعلام كانت تتوقع فوز هيلاري كلينتون، مضيفًا : "بالتأكيد الخبر، كان صدمة للجميع في أميركا قبل أن يمثل صدمة للعالم الغربي والعربي أيضا، ولكن أؤكد أن كل استطلاعات الرأي كان دقيقة ولم تكن موجهة بأي شكل من الأشكال، إلا أن مات حدث سيكون لها دروس مستفادة في أي انتخابات أخرى".
وتحدّث الجمل عن أبرز العلامات التي كانت ترجّح فوز ترامب بالانتخابات، موضحًا أن من أقوى العلامات هو استحواذه على الأصوات في ولاية فلوريدا، والتي كانت مؤشرا قويا لفوزه بالانتخابات باعتبارها أقوى وأكبر الولايات في أميركا ، كما أنه بعد ذلك استحوذ على أصوات كل الولايات باستثناء ولايتين فقط وهما غير مؤثرين في الأصوات، وعن السبب الذي قلب موازين اللعبة ورمى بنتائج استطلاعات الرأي ودعم الإعلام له عرض الحائط، أضاف: "يوجد عدة أسباب، أهمها أن ثقة الشعب الأميركي في هيلاري كلينتون لم تتعد نسبة 39%، كما أن عملية الهكر التي تمت على البريد الإلكتروني لهيلاري وتسريب وثائق من هذا البريد كانت صدمة للشعب الأميركي وخسرت بسببه أصوات هائلة"، مؤكدا أن تسريب الفيديوهات الجنسية لترامب لم تكن مؤثرة بشكل سلبي على قوته الانتخابية، خاصة في بلد مثل أميركا .
وأفصح الجمل عن مستقبل العلاقات بين مصر وأميركا، مضيفًا : "بالتأكيد، ستكون مصر من أكبر الدول التي ستربطها علاقة جيدة مع الولايات المتحدة خاصة بعد فوز ترامب، كما أن ترامب أبدى رغبته وبشكل رسمي في التعاون مع مصر، وهذه نقطة جيدة، كما أن الرئيس السيسي قابله عندما كان متواجدا في نيويورك كما قابل هيلاري وهذا يدل على شئ من الاهتمام، بالتأكيد سيكون هناك تأثير على العالم العربي، وبالأخص القضية السورية، أما العلاقة مع مصر فستتحسن للأفضل، كما أن رؤية ورغبة دونالد ترامب في القضاء على تنظيم داعش المتطرف سيكون التأثير الأقوى على العالم العربي والغربي أيضا، وبصفة عامة الرئيس يتحدث باسم الشعب عادة، والشعب لديه موازين قوى، كما أن قرارات الرئيس في أميركا لا تكون بالقوى التي يتخيلها الكثيرين خارج أميركا باعتبار أنه يوجد مجلس الشيوخ الأميركي والكونجرس يشتركا في قرارات جميعا"، وعن رؤية ترامب في القضاء على تنظيم "داعش" المتطرف ، أكد الجمل أن القضاء على تنظيم داعش المتطرف سيكون أسرع كثيرا من رؤية هيلاري كلينتون المرشحة الخاسرة في القضاء على هذا التنظيم، وهو يرى ضرورة التعاون مع الروس في ضرب معاقل تنظيم داعش ومواقعه خاصة في سورية والعرق، ثم ليبيا، وأعتقد ان عملية القاضاء على هذا التنظيم المتطرف سيكون لها أثر إيجابي بالنسبة لسورية ومصر وليبيا.
وبشأن القضية السورية، وكيف كان يرى رؤية مرشحته في حل هذه القضية الهامة، أوضح الجمل أن دونالد يرى أن رؤية المرشحة الخاسرة هيلاري كلينتون في حل القضية السورية باتخاذ قرار الحظر الجوي رؤية خاطئة، كما أن علاقة ترامب بالروس جيدة بشكل أكبر من علاقة هيلاري، لذا سيتخذ دونالد قرارات أفضل من أجل حل المشكلة السورية، ورؤيته هي أنه يرى أن بشار الأسد ليس عدوا لأمريكا، لذا فهو لن يركز على القضاء على الاسد، ولكنه سيركز على القضاء على التطرف وعلى "داعش"، وأعتقد أن هذا جزء إيجابي بصرف النظر عن معاملة الأسد للشعب السوري.
وبيّن الجمل علاقة ترامب بالمملكة العربية السعودية، خاصة بعد إعلان المملكة بشكل واضح وصريح دعمها لمنافسته هيلاري كلينتون ودعم حملتها الانتخابية بـ2 مليار دولار كما تردد، مشيرًا إلى أن "الكل يعلم، أن دونالد ترامب سيكون له موقف متشدد بشكل أكبر من المملكة السعودية، كما أنه يرى أنه لا ضرورة لحماية السعودية بإعتبارها دولة راعية للتطرف من وجهة نظره، كما أنه سيطلب امتيازات أكثر من المملكة باعتبارها بلد غنية بالنفط والمال، كما أن حربه ضد التطرف في سورية ستكون نقطة خلافية كبيرة في علاقته بالمملكة، كما أن السعودية ترغب في التخلص من بشار الأسد وهو لا يرغب في ذلك، وهنا شتكون نقطة الخلاف، إلا أنه بشكل عام السعودية بلد هامة لأميركا، إلا أن احتمالية حدوث التصادم بين البلدين موجودة وبنسبة عالية"، وفيما يتعلق بكراهية ترامب المعلنة للمسلمين، كشف الجمل أن ترامب أوضح أكثر من مرة، أنه كان يقصد بالكراهية هنا هي كراهيته للإسلام المتطرف، بمعنى أنه إذا وجد أي مسجد يدعو إلى التطرف سيقوم بإغلاقه على الفور، بالرغم من أن هذا سيكون مخالف للدستور الاميركي إلا أنه يفعل ذلك بالتأكيد.
أرسل تعليقك