أكّد لـ "مصراليوم" أن التنظيم يبحث عن مرشّح للرئاسة

ثروت الخرباوي يؤكّد أن جماعة الإخوان المسلمين منقسمة

الأحد ,08 كانون الثاني / يناير2017 ، 05:56 بتوقيت القاهرة المحلي

مصر اليوم - ثروت الخرباوي يؤكّد أن جماعة الإخوان المسلمين منقسمة

الكاتب ثروت الخرباوي

القاهرة - مصطفى الخويلدي

أكد القيادي المنشقّ عن جماعة الإخوان المسلمين الدكتور ثروت الخرباوي ، أن الجماعة الآن في مصر مقسّمة إلى 4 كيانات من ضمنها كيانين حركيين هما "محمد كمال" و"محمود عزت" وهناك خلافات بينهما، فضلا عن اتجاهيين أخرين هما اتجاه سلفي وصوفي ، مشددًا على أن التنظيم الدولي للإخوان اعتزل الخلاف الدائر في مصر بين تلاميذ "محمد كمال" ومجموعة "محمود عزت" حول حتمية مواجهة النظام الآن أو تأجيل المواجهة والإعداد لها.

وكشف الخرباوي، أن الانقسامات داخل صفوف الجماعة تزايدت بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة ووصلت إلى حد التخوين بعد اتهام قيادات لندن، وعلى رأسهم إبراهيم منير، وهذا ما سيدعم إمكانية انقسام الجبهتين في المستقبل، مشيرًا إلى أن "الخلاف الحالي في الجماعة ليس في الأفكار، وإنما في الوسائل المتمثلة في انتهاج العنف من جانب جبهة محمد كمال أو اللجوء إلى المهادنة من جبهة محمود عزت لعبور الأزمة، وتطورت الأمور إلى الاتهام بالخيانة بانقسامات هي الأكبر في تاريخ الجماعة، هذا أمر طبيعي جدا في تاريخ الجماعة ، فعندما تمر بأزمات كانت تقع خلافات ضخمة بها ، وأكبر خلاف حدث داخل جماعة الإخوان وترتب عليه فصل أكثر من 90 شخصًا ، هو الخلاف الذي حدث عقب مقتل حسن البنا في فبراير 1949 ، ووقتها انقسمت الجماعة عدة أقسام : من الذي يكون مرشدا لهذه الجماعة ، وهل هم مجموعة الأزهريين ، وكان يمثلهم الشيخ البكوري والغزالي وسيد صادق، أم يكون من الجناح المدني من الشخصيات المدنية ذات التعليم المدني العادي ويمثلهم عبدالقادر عودة وعمر الترمساني وآخرين ، أو جناح التنظيم السري في الجماعة وكان يمثله عبدالرحمن السندي ومصطفى مشهور و أحمد عادل كمال وآخرين، أيضا حدثت خلافات ضخمة داخل الجماعة عقب وفاة الهضيبي المرشد الثاني للجماعة ، في بداية السبعينيات وترتب على هذا الخلاف ان قام مكتب الإرشاد وقتها بتعيين مرشد سري ، وهو حلمي عبدالمجيد ، أحد قيادات التنظيم السري ، فعين ليكون مرشدًا سريًا وظل من عام 73 إلي يناير 76 سريًا لا يعلم عنه أحد شيء ، وكان عمر الترمساني فقط المتحدث الرسمي للجماعة ، ثم انتهى دور المرشد السري واصبح بعد 3 سنوات كاملة عمر الترمساني هو مرشد الإخوان".

وأوضح الخرباوي أن "كل فترة من الفترات كانت تحدث خلافات وكان يترتب عليها فصل أو استقالة وخروج عدد من الأعضاء البارزين داخل الجماعة إلا أن الخلاف الأخير الذي حدث هو الخلاف الأكبر والأقوى في تاريخ جماعة الإخوان ، لأنه حدث بعد مواجهة تمت بين الإخوان والشعب لا بين الإخوان ونظام ما ، فكان أكبر من قدرة الجماعة على تحمله فانقسمت الجماعة إلى رؤيتين ترتب عليهما أن يكون هناك جماعتين ، فمسألة اجتماع وتشكيل مجلس شورى جديد للإخوان والإقرار بمرشد الجماعة بديع وآخرين بمناصبه ليحن خروجهم من السجن ، فهذ الأمر ليس وليد اليوم وليس وليد الاجتماع الذي أسفر عن هذا الأمر لكنه منذ أن قام الشعب بإقالة جماعة الإخوان من الحكم"، مشيرا إلى أن "الجماعة منقسمة إلى جماعتين الآن والجماعتين يؤمنون بوجوب استخدام العنف وحتمية الصدام مع المجتمع ، لكن مجموعة ترى أن الصدام ينبغي أن يكون عاجلًا وفوريًا هي مجموعة محمد كمال، ومجوعة ترى أن الصدام ينبغي أن يكون آجلًا عندما تمتلك الجماعة القدرة على القيام به والإعداد له ".
وأشار الخرباوي إلى أن "الانقسام لن يتوقف على فريقين فقط ولكنه سيزيد فهناك اتجاه أخر موجود داخل الجماعة وهو اتجاه سلفي بحت ، بمعنى انه هذه الفترة فقه الواقع يقول انه يجب ألا يعكس الإخوان على الإعداد النفسي والتديني لهم فلا يشاركوا في أي شيء فقط ولا ينحاز لأي من الفريقين السابقين ويعمل على إعداد نفسه دينيا وهي مجوعة بدأت تزداد الأن إلا انه لم ينتبه لهم احد لانهم ليس لهم أي صوت ، وقالوا انهم الآن في زمن الفترة وفي زمن الفترة قال الرسول صلى الله عليه وسلم لسعد ابن معاذ انه اذا كنت في زمن الفتنة فلزم بيت أو فليسعك دارك .لانهم يرون ان شهوة الحكم أخذتهم وان هناك انفلات في إباحة الدماء وغيرها وهم يرفضون هذا الكلام ، ويروى انه يجب أن يقوموا بالتعبد وحفظ الاحاديث وسيكون وجود بالمساجد السلفية حتى يتلقون من العلم من السلفيين وارى أن سيكون قوة طاغية في المستقبل وهيقلل من إعداد العمل الحركي، وهناك كيان رابع وهو كيان الصوفي واطلقوا عليه الصوفية العلمية والذي يبحث عن الجوانب الروحية وأعداده قليلة ،ومن خلال دراستي للإخوان وجدت أن هذا الكيان ينشا عقب الأزمات الكبرى ثم يكبر ويتلاشاه ، ولا يجمعه كيان خاص به . مشيرا إلى أن الكيان كفر بفكرة التنظيم بسبب الخلافات وقال أن ينبغي أن يكون للجماعة تيار ينقل أفكاره إلى عامة الناس وليس تنظيم والتيار لن يكون ألا اذا كان لدينا قراءة للإسلام تناسب عقول الناس لا تعاديهم وبالتالي لا استطيع أن انقل أفكاري ويستقبلها الناس ، وقاموا بعمل دراسات خلال الفترات الماضية حول لماذا تقبل المواطنين في القرى الأحياء الشعبية في مصر دعاة السلفيين فوجدوا أن الخطاب السلفي كان يناسب عامة الناس وكان يتحدث عن الجنة والنار والأشياء الشكلية المتعلقة باللحية والثياب ، وقالوا انهم يستطيعون عمل ذلك بشكل حديث وضربوا أمثلة بفكرة التيار بالمشروعات التي يقوم بها "عمرو خالد" ، مشيرا إلى انه فرد إلا انه استطاع أن يصنع تيار ،وبالتالي قدوتهم في صناعة التيار في المجتمع هو "عمرو خالد " ، مع إجراء تعديل سلفي عليه أي يكون عمرو خالد بلحية وجلباب وليس بدلة وكرافته"
وأفاد الخرباوي أن التجربة أثبتت أن الأجيال الجديدة التي تنضم للجماعة أنها ستنضم إلى احد الكيانين الأخرين ، مشيرا إلى أن ذلك الكيان الصوفي سيكون فقط بمثابة حضانة فترة معينة وسيتم تفريغ الأفراد منه لأنه ليس لديهم منهج حركي، وحول الخلافات الحالية بينهم ومدى سيطرة فصيل على الآخر. أكد الخرباوي انه هناك خلافات موجودة الآن إلا انه لا يستطيع ان يحدد الدقة لان مجموعة محمود عزت قالت أن مجموعة محمد كمال قالت لم تستطيع إلا السيطرة على محافظتين ونصف من محافظات مصر ، في حين ان مجموعة محمد كمال تنفي ذلك الكلام وتقول إنها المسيطرة على 25 محافظة وان الريق الآخر له محافظتين ونص ، لكن المقطوع به أن محافظة الجيزة بالكامل والإسكندرية بعض محافظات الصعيد مثل محافظة أسيوط تحت يد محمد كمال بالكامل، كما أن تحت يده مناطق عدة في القاهرة أيضًا ".
ونوّه الخرباوي إلى أن "جماعة الإخوان وخاصة كيان محمود عزت يبحث عن شخص لا يكون من الإخوان ولا علاقة له بالإخوان ويستحسن أن يكون قد وقف ضد الإخوان حتى في 30 يونيو إلا انه يجب يكون ضد النظام الحالي ،لطرحة للترشح لرئاسة الجمهورية ويراهنوا على انه لو هناك شخص مناسب طرح نفسه للترشيح فان جماعة الإخوان ستسعى بكل قوتها للوقف معه . فهي تبحث عن مرشح غير إخواني في الانتخابات المقبلة ، وأي أحكام إعدام سيصدر سيتم تنفيذه فورًا لان مصر دولة مؤسسات ولن يكون هناك أي تراجع على الإطلاق، أما مسالة المراجعات والحوار فانا من انصار أن يكون هناك علماء ومفكرين ومثقفين يذهبوا للإخوان بالسجون للتحاور معهم ، لعلها تستطيع انقاد بعض الشباب المضلل حتى أن لم ننقذ كل الشباب ولكن على الأقل ننقذ بعض الشباب من الفكر المضلل ، لان هؤلاء الشباب لم يجدوا حوارا مجتمعيا ولم يجدوا من يتحاور معهم ، فضلا عن انهم فاقدين للثقة تماما في الرموز التي تتحاور ، بالتالي ينبغي البحث عن محاور ذكي لبق مثقف يستطيع السيطرة على قلوب هؤلاء بدل من أن نتركهم تحت تأثير الإخوان" .

وأكّد الخرباوي أنه من الطبيعي أن تتأثر الدول بالخلاف الدائر في مصر وان تنحاز بعض الدول الإخوانية إلى رؤية محمد كمال منها إخوان " قطر والكويت والبحرين وأميركا وألمانيا " وهذا أمر مؤثر داخل التنظيم الدولي نفسه ، وهناك إخوان " تونس والمغرب وإنجلترا وفرنسا وإخوان إندونيسيا وماليزيا " منحازون إلى محمود عزت باعتباره تلميذا مصطفى مشهور، إلا أن معظم التنظيم الدولي منحاز إلى رؤية محمود عزت ، وهناك 10 دول فقط منحازة إلى محمد كمال، وترتب على هذا الكلام انه حدث اجتماع للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان تم في لندن وانتهى إلى انه لا ينبغي أن ينحاز أي كيان من كيانات الإخوان في الدول المختلفة لأي فريق من الفريقين في مصر ولا يبدوا رأيهم فيما يحدث في مصر وقالوا انهم هؤلاء الفريقين – محمد كمال ومحمود عزت – أخوين وكل أحد فيهم عزيز علينا وينبغي ألا نتدخل تلك المعركة ونحاول التوفيق بينهما ، كما ينبغي الا نرد على الاتهامات الموجهة للتنظيم الدولي أو مجموعة لندن"، وترتب على ذلك الآن تقوم مجموعة محمود عزت بإعداد قوائم بأسماء شخصيات كبيرة ومؤثرة في مجموعة محمد كمال تمهيدا لإعلان فصلهم وإرسال هذه القوائم للإخوان داخل مصر بالمحافظات وإخوان التنظيم الدولي باعتبار انهم يعملون ضد التنظيم .

وأوضح الخرباوي أن تجنيد الجماعة للسيدات، بدأعام 1944 ، حيث بدائه حسن البنا بقسم الأخوات ووضع "لبيبة أحمد" مسؤولة عنه ، وبعدها سيدة أخرى تسمى "فاطمة " ثم " زينب الغزالي " وظل قسما اختياريا يقتصر دوره على بعض الأمور البسيطة وليس له شكل محدد ، إلا أن إعادة خيرت الشاطر هذا القسم من جديد عام 1992 ، بالاتفاق مع مصطفى مشهور ، و مرشد الإخوان في ذلك الوقت حامد أبو النصر ، وتم إسناد إدارة هذا القسم في أول الأمر للشيخ احمد عبدالله الخطيب باعتباره شيخ ازهري له وقاره وسيحظى باحترام شديد من الأخوات وظل هذا القسم اختياريا بمعني ان تكون العضوية لزوجات الأخوة أو أخواتهم أو بناتهم او أمهاتهم او الأخوات التي تستطيع أخوات القسم تجنيدهم وإدخالهم ولا يكونوا متزوجين من قبل ، فاذا تزوجت واحدة منهم ومن احد من غير الإخوان تخرج من سم الأخوات ، ولذلك كان هناك سعي دائم بأن الأخت تتزوج من أخ ، حتى يكونوا بعد ذلك أسرة إخوانية . ثم اصبح العمل إلزاميا في هذا القسم بعد ثورة يناير وأصبحت الأخت ملتزمة بكل واجبات الأخ ويكون لها أسرة وعليها مسؤولة ولكن ظل مسؤول القسم هو واحد من الأخوة، ومن فترات طويلة كانت جيهان الحلفاوي زوجة إبراهيم الزعفراني ، وهي مرشحة سابقة للإخوان بمحطة الرمل في الإسكندرية تقدمت بطلب إلى مكتب الإرشاد وقالت لماذا لا يكون الأخوات أعضاء بمكتب الإرشاد ولماذا لا تكون الأخت مسؤولة عن قسم الأخوات ، وقوبل طلبها بالرفض وبدأت جماعة الإخوان في عمل ممارسات إقصائية ضدها وزوجها ، رغم انه رجع للإخوان مرة أخرى لأسباب تتعلق بالمصالح".

وبيّن الخرباوي أن قسم الأخوات، كبر بعد وصول الإخوان إلى الحكم وتعاظم هذا الدور بعد ثورة 30 يونيو، وحدثت أيضا خلافات بين محمد كمال ومحمود عزت ، حيث طلب الأخير عدم مشاركتهم فيما يطلبه محمد كمال منهم ، فقام كمال بطرح بحث فقهي عن طريق مجدي شلش ، قال فيه متى يباح للمرأة المسلمة أن تخرج للجهاد ، مشيرا إلى ان الجماعة الآن في مرحلة جهاد الدفع ويبغي على الأخت أن تكون في مقدمة المجاهدين ، لان ذلك سيحث القاعدين الذين لا يريدون الحركة على الحركة ، وبالتالي شهدنا دور للمرأة في كل العمليات التي تمت في الأحداث الأخيرة بكنيسة البطرسية وأحداث كرداسة واغتيال الشهيد النائب العام السابق المستشار هشام بركات ، حيث كانت الممولة للعملية وتديرها هي طبيبة إخوانية وتحاكم حاليا ، قدوا مسيرة إلى الحرس الجمهوري أثناء فض اعتصام رابعة " وقالوا عنها "مذبحة " كانت الأخوات في مقدمة هذه المسيرة في محاولة انقاذ محمد مرسي، فتلاميذ محمد كمال هما اخطر الجماعات داخل الاخوان .

وحول علاقة الإخوان بالمخابرات الغربية ومحاولات الإضرار بمصالح مصر، أكد الخرباوي أن هناك تبعية بين المخابرات الأميركية والبريطانية، وان جماعة الإخوان هي أداة من أدوات المخابرات الأميركية ، يتم إدارتهم من المخابرات البريطانية خاصة وانهم معروف من اهم أجهزة مخابرات العالم ، أن المخابرات البريطانية هي الأقوى والأعتى والأقدم ولها هيمنة وسيطرة على المخابرات الأميركية وهناك تنسيق كبير بينهم فجماعة الإخوان تابعه لهم، وعن سؤال إعلام تنظيم داعش وما كان عليه من سرعة في تبني العمليات المتطرّفة ألا أننا شاهدنا في حادث تفجير الكنيسة البطرسية تبني العملية بعد 48 ساعة من تنفيذها ، هل ذلك دليل على ان الإخوان لها علاقة بتنظيم داعش، أوضح الخرباوي أن جماعة الإخوان لها علاقة بداعش ، حيث قال يوسف القرضاوي أن أبو بكر البغدادي كان من الإخوان ، مشددًا على أن كافة الجماعات المسلحة كانت ضمن جماعة الإخوان تعتبرها الجيش المسلح الذي تمتلكه ، ان هناك علاقة بين رأي مجموعة محمود عزت بان تعمل تحت الإض فكان ذلك لإعطاء تنظيم داعش والقاعدة وغيرها فرصة للتعبير عن نفسها ، وهي التي تقوم بالدور نيابة عنها وتنشغل هي بإعداد نفسها في الداخل فهم على علاقة بداعش إلا إنني أرى أن البيان لن يتأخر ، مشيرا إلى ان هناك كيانين لداعش في شمال سينا وهو ولاية سيناء ، وكيان في العراق وهناك عمليات تتم تبع ولاية سيناء أخرى تتم تبع العراق، ومضيفا إلى أن هناك علاقة تنظيمية بشكل أو بآخر ما بين داعش والإخوان .

وشدد الخرباوي على أن لجوء الإخوان للعمليات الانتحارية في الفترة الأخيرة، مبيّنًا أنه من فكر الجماعة الإسلامية ونه كان هناك كيانين مشهورين يرفعون السلاح في مصر بذلك الوقت هما : "الجهاد والجماعة الإسلامية " ، وان الجماعة الإسلامية كانت تقوم بتفجيرات عامة ، والجهاد كانت تقوم بعمليات الاغتيال ، حيث اغتالوا رئيس مجلس الشعب الأسبق رفعت المحجوب ، واغتالوا الرئيس الراحل أنور السادات .مؤكدا على ان الكيانين تربوا في حضن الإخوان في البداية ، موضحا إلى انه هناك عودة لتلك الفترة مع إجراء بعض التعديلات بانه دخل بها عمليات انتحارية وان الكيان الذي يمارسها هو كيان واحد وبينهم وبين بعض تحالفات وتقسيم أدوار .