القاهرة – عصام محمد
كشف اللواء مصطفى المنيسي، أستاذ إدارة الأزمات في أكاديمية الشرطة، أن مواجهة التطرف في مصر، لن تكون فعالة بالمواجهة الأمنية فقط، وأنه يجب أن تكون على محورين رئيسيين أحدهما "تنموي" والآخر "أمني"، مطالباً كل وزارة او جهة تحظى بممثل في المجلس القومي لمكافحة الإرهاب والتطرف، أن يكون لها دور فعال وقائم على أسس علمية، للقضاء على التطرف من منبعه، ومواجهته بالفكر والتوعية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية ورفع الوعي الثقافي وتفنيد الإشكاليات الدينية في عقول الشباب.
ورحب اللواء دكتور مصطفى المنيسي، الخبير الأمني، بقرار رئيس الجمهورية، عبد الفتاح السيسي بإنشاء المجلس القومي لمواجهة الإرهاب والتطرف، وتشكيل أعضائه من وزارات وجهات عدة، لبحث ودراسة الأسباب التي قد تقود بعض الشباب إلى السقوط في براثن التطرف، ومعالجتها، وعدم الاعتماد على الشق الأمني فقط في المواجهة، مؤكدا في الوقت ذاته على الدور الأمني التي تقوم به القوات المسلحة المصرية والشرطة المدنية، في مواجهة عناصر الخلايا المتطرفة، الذين سلكوا طريق تشكيل الخلايا المتطرفة لتنفيذ عمليات عدائية ضد الدولة ومنشآتها، وضد أفراد الأمن والمدنيين (الأقباط)، موضحا أن من سلك هذا الطريق، بات مطلوبا أمنيا لتقديمه للعدالة، ولن يكون ضبطه إلا عن طريق الأمن، لتفكيك تلك الخلايا العدائية.
واعتبر المنيسي في مقابلة مع "مصر اليوم" أن كل جهة في مجلس مكافحة التطرف، يجب أن تقدم تصورات موضوعية قائمة على أسس علمية، للكشف عن الأسباب التي تدفع بعض الشباب إلى التطرف، مطالبا كل من وزارتي التربية والتعليم و"التعليم العالي" ووزارتي الثقافة والأوقاف بجانب مؤسسة الأزهر الشريف والكنيسة، بتفعيل أدوراها في إطار أهداف المجلس، لتجفيف التطرف من منابعه. وعبر المنيسي، عن استيائه من غياب دور الأحزاب السياسية، في مواجهة الخطر الذي يقوض من جهود التنمية، مطالبا بتفعيل آلياتها في المواجهة، ومشاركة الحكومة لها، للاستفادة من قواعدها ومن صلتها بالجماهير، لرفع معدلات التوعية لدى الفئة التي قد تكون فريسة سهلة لأفكار التطرف.
وتصور المنيسي أن المجلس المعني بمكافحة التطرف، يهدف في أهم محاوره إلى تضييق الخناق على الجماعات التي اعتبرتها مصر "محظورة ومتطرفة"، وعدم السماح لتلك الجماعات مرة أخرى بالنزول إلى الشارع ومحاولة إقناع الجماهير بأفكارها المتطرفة، وإفساد كل محاولات تلك الجماعات، ودفع الشارع والجمهور إلى لفظها ولفظ أفكارها.
وأكد المنيسي، على أن الفقر وحده ليس بالضرورة أن يكون سببا للتطرف، إلا أنه مع عوامل أخرى كانخفاض الوعي الثقافي والتشدد الديني، قد يدفعان بعض الشباب المتحمس للتجارب إلى اعتناق أفكار متطرفة ومنها إلى الانخراط في خلايا تنفذ أعمالا عدائية، موضحا أن المقصود بالتنمية أن تكون ثقافية واجتماعية ودينية قبل أن تكون اقتصادية، بمعنى أن يحارب الفكر بالفكر. وأشاد المنيسي بالمجهودات الأمنية التي بُذلت خلال الفترة الماضية، في ملاحقة عناصر الخلايا المنبثقة من تنظيم الإخوان المتطرف، موضحا أنه سيكون لها دور كبير إيجابي في المستقبل القريب في دحر التطرف عموما.
أرسل تعليقك