القاهرة - محمود حساني
قدّم مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الهندسية ، الدكتور هاني عازر ، تعازيه في وفاة العالم الكبير الدكتور أحمد زويل ، الذي وافته المنية ، الثلاثاء الماضي ، عن عمر ناهز الـ 70 عاماً قائلاً :" إن الشعب المصري فقد عالمًا كبيرًا ورمزًا علميًا يفخر به كل مصري ، وسيظل اسمه محفوراً في الذاكرة لفترة طويلة" ، مضيفاً :"إذا كانت مصر فقدت ابنًا بارًا وعالمًا نابغًا رفع اسمها عاليًا في المحافل العلمية فإن المجتمع الدولي خسر واحدًا من أهم علمائه الذين خدموا البشرية لمدة 50 عامًا " ، مشدداً على أن زويل كان ابنًا بارًا لمصر ولم ينسَ فضلها عليه ولا واجبه تجاهها، مؤكداً أن مدينة زويل للعلوم والتكنولوية ستظل شاهدة على حبه لبلده ووفائه لها.
وقال خبير الأنفاق العالمي ، المهندس هاني عازر ، في حديث خاص لـ"مصر اليوم " قبل ساعات من سفره إلى فرانكفورت، بعد زيارة قصيرة إلى مصر إستغرقت عدة أيام شارك خلالها في إحتفالات مرور عام على إفتتاح قناة السويس الجديدة، إنه "بعد مُضي خمسة أعوام على الإضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد خلال تلك الفترة ، فإن مصر تتقدم إلى الأمام بفضل إرادة أبنائها متحدية كل الصعاب ، رغم العوائق والتحديات التي تواجهها ، فالعام الماضي ترجم المصريين طموحاتهم وأحلامهم إلى واقع ، وذلك بعد عقود طويلة عزَّ فيها الحلم وغاب عنها الأمل، قرروا أن يبهروا العالم من جديد كما فعلوا منذ ١٥٠ عاماً ويحفروا قناة سويس جديدة ،لتصبح لمصر قناتان تربطان البحر الأبيض بالأحمر وآسيا بأفريقيا ، مبيناً أن الأجيال المقبلة ستدرك قيمة ذالك الإرث العظيم الذي خلفه لهم أجدادهم .
وأوضح المهندس هاني عازر ، أن خطة تنمية إقليم قناة السويس بوجه عام تتضمن 42 مشروعاً ذا أولوية، منها 6 مشروعات ذات أهمية قصوى وهي: تطوير طرق القاهرة/ السويس -الإسماعيلية– بورسعيد إلى طرق حرة، للعمل على سهولة النقل والتحرك بين أجزاء الإقليم والربط بالعاصمة، وإنشاء نفق الإسماعيلية المار بمحور السويس للربط بين ضفتي القناة "شرق وغرب" ، كما تتضمن إنشاء نفق جنوب بورسعيد أسفل قناة السويس لسهولة الربط والاتصال بين القطاعين الشرقي والغرب لإقليم قناة السويس، بالإضافة إلى تطوير ميناء "نويبع" كمنطقة حرة، وتطوير مطار شرم الشيخ وإنشاء مآخذ مياه جديد على ترعة الإسماعيلية حتى موقع محطة تنقية شرق القناة لدعم مناطق التنمية الجديدة ، مبيناً أنه يجري الآن العمل في كل من جنوب بورسعيد وفي شمال الإسماعيلية لإقامة ثلاثة أنفاق في كل منهما. كما تم الانتهاء من مداخل أنفاق السيارات في الإسماعيلية، وتم تركيب الماكينة الأولى في مدخل هذه الأنفاق وتقوم بعمليات الحفر خلال الوقت الراهن .
وأشار عازر إلى أنه يجري العمل في هذه المشروعات من خلال شركات مصرية ، وبسواعد خمسة آلاف عامل مصري ، تم تدريبهم على دفعات في الخارج لتأهيلهم للعمل . وحول موعد الانتهاء من هذه الأنفاق ، أكد خبير الأنفاق العالمي ، المهندس هاني عازر ، أن العمل في هذه المشروعات يجري على أكمل وجه وبأقصى سرعة ، تنفيذاً لتعليمات الرئيس السيسي الذي يحرص على سرعة تنفيذ المشروعات العملاقة ، في أقرب وقت ، غير أن مثل هذه المشروعات من الصعب تحديد مدى زمني للانتهاء منها ، وهو ما يعيه الرئيس السيسي تماماً نظراً لحجم هذه المشروعات وطبيعة العمل فيها ، مضيفاً: "تعلمنا في الإدارة أنه كلما وقع الاختيار على مديرين كفوئين ، وتواجد الإرادة والعزيمة من الجميع ، فإن معدل إنجاز المطلوب يكون أسرع وأفضل ويترتب عليه تقليل المتابعة المطلوبة من قبل القيادة الأعلى، وبالتالي فإن الوقت الذي يستغرقه إنجاز هذه المشروعات يتناسب مع حجم الجهد المبذول.
وحول رؤيته عن مستقبل مصر الفترة المقبلة ، أكد المهندس عازر الذي تم تكريمه من جانب المستشار الألمانية أنجيلا ميركل عام 2006 ، أنه متفائل جداً بمستقبل بلاده خلال السنوات المقبلة ، على الرغم الأزمات التي عصفت بالوطن خلال السنوات الخمس الأخيرة ، إلا أن العامين الماضيين ، وحجم المشروعات التي تم تنفيذها في أرض الوطن ، أثبتا أن المصريين قادرون على تحقيق المستحيل ، والنهوض ببلادهم إلى الأمام ، ومواجهة التحديات ، وأن ذلك متوقف على تكاتف جميع أطياف الشعب المصري خلف الرئيس السيسي ، والتمسك بثوابت الوحدو الوطنية ، والاهتمام بالعمل والانتاج ، مشدداً أن العالم ينظر إلى مصر وشعبها بكثير من التقدير والأمل ، وينتظر منهم أن يتبوأوا مكانتهم اللائقة بين الأمم.
وختم مستشار رئيس الجمهورية ، المهندس هاني عازر ، حديثه ، داعياً الشباب إلى تطوير أنفسهم علمياً ومعرفياً ورياضياً ، في ظل عصر السموات المفتوحة ، وعدم التوقف عند مستوى معين من التعليم ، والاسبتعاد تماماً عن اليأس والأحباط ، وإنتهاز الفرص المتاحة أمامهم في ظل حرص الرئيس السيسي واهتمامه بالشباب ، لاسيما أن العام الحالي ، هو عام الشباب كما اطلقه الرئيس السيسي ، داعياً الأحزاب السياسية والمؤسسات ، الاهتمام بالشباب والانتقال بهم من مرحلة المعارضة بلا رؤية ولا هدف إلى السعي نحو خلق جيل يملك الفكر والأبداع ، قادراً على صناعة التغيير وبناء بلده والانتقال بها إلى الأفضل ، مختتماً كلامه قائلاً :" الاستمثار في الشباب هو أفضل استثمار ، لأنه أساس تقدم مصر وبنائها ، فالشباب وحدهم هم من يملكون مفاتيح القوة والقدرة ".
أرسل تعليقك