تعقد اجتماعات الشق رفيع المستوى من الدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة بدءًا من 24 سبتمبر/ أيلول الجاري، إذ سيتوجه الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى مدينة نيويورك لرئاسة وفد مصر للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة في دورتها الحالية، وتعد تلك الزيارة المرتقبة هي الزيارة الخامسة من نوعها إلى المنظمة الدولية، حيث حرص الرئيس السيسي منذ توليه سلطة البلاد في 2014 على المشاركة في جميع دورات الجمعية العامة التي تعقد في سبتمبر من كل عام، ليكون بذلك أول رئيس مصري يحضر 6 دورات متتالية لاجتماعات الجمعية العامة.
تحرص مصر على المشاركة السنوية في تلك الاجتماعات بصورة فاعلة تعكس ثقل مصر الإقليمي والدولي، ودورها النشيط في أروقة المنظمة، وتعقد الاجتماعات هذا العام تحت شعار «دفع الجهود متعددة الأطراف المتصلة بالقضاء على الفقر، وتوفير تعليم عالى الجودة، والعمل المناخي، والإدماج»، حيث يعكس هذا الشعار أولويات المجتمع الدولي خلال المرحلة الحالية، والتي تتمحور حول التنمية المستدامة
ومواجهة التغيرات المناخية وتوفير مستوى معيشي أفضل لكل الشعوب.
اقراء ايضا "الخارجية الفلسطينية" تؤكّد أنّ العدوان على غزة يمهّد لـ"صفقة القرن"
وألقى السفير محمد إدريس مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، الضوء على أهم الملفات التى ستحظى باهتمام مصر خلال مشاركتها في هذا الحدث الدولي الكبير، لما يسهم في إتاحة الفرصة لتبادل الرؤى بين القادة ورؤساء الدول والحكومات حول القضايا المطروحة على أجندة المنظمة الدولية بما يساعد على توفير الحلول والبدائل للتعامل مع تلك القضايا.
- مصر دولة فاعلة ونشيطة على مستوى الأمم المتحدة بمختلف أجهزتها. وفى هذا الإطار، تحرص مصر على المساهمة فى مناقشة كافة الموضوعات ذات الأولوية والمطروحة على أجندة المنظمة، أخذاً فى الاعتبار الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي، وما تفرضه على مصر من مسؤوليات ودور هام للدفاع عن أولويات القارة الأفريقية فى إطار الأمم المتحدة، وتحقيق تطلعات شعوب القارة فى التنمية والسلام والاستقرار.
وتتضمن المشاركة المصرية حضور الفعاليات الأممية الرفيعة المستوى، التى ستكون المشاركة فى بعضها على المستوى الرئاسى والبعض الآخر على المستوى الوزارى، وإلقاء بيان مصر فى اليوم الأول للنقاش العام الذى يمتد على مدى أسبوع يعرض خلاله الرؤساء والقادة رؤيتهم للتعامل مع المشكلات والتحديات الدولية، هذا فضلاً عن العديد من اللقاءات مع رؤساء الدول والمسئولين الدوليين.
- سوف تشارك مصر فى مناقشة العديد من الموضوعات ذات الأولوية سواء السياسية أو الأمنية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، حيث توجد عدة قضايا مرتبطة بأولويات القارة الأفريقية مثل تحقيق الأمن والاستقرار فى النزاعات والقضايا بعدد من الدول الأفريقية التى مازالت مطروحة على أجندة المنظمة، وتحقيق التنمية طبقاً لأهداف أجندة التنمية 2063، ورفع معدلات النمو، وتوفير التمويل اللازم لمشروعات البنية التحتية فى أفريقيا، بما يسهم فى تحقيق الاندماج الإقليمى والتكامل الاقتصادى خاصة بعد دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية حيز النفاذ.
وتتضمن أجندة المشاركة المصرية العمل على معالجة قضايا وأزمات المنطقة العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية، بجانب الأوضاع فى كل من سوريا واليمن وليبيا، والعمل على اتباع مقاربة شاملة تهدف للحفاظ على الدولة الوطنية ومكافحة الإرهاب والطائفية والميليشيات المسلحة غير المشروعة. وسوف تتضمن أجندة مصر العديد من الموضوعات فى مجالات أخرى مثل نزع السلاح والعمل على إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل ومكافحة الإرهاب وتمويل التنمية والمناخ وحوار الحضارات وثقافة السلام.
ومن المنتظر أن يشارك الرئيس السيسي في العديد من الفعاليات الأممية الرفيعة المستوى، وإلقاء بيان مصر فى اليوم الأول للنقاش العام الذى يمتد على مدى أسبوع يعرض خلاله الرؤساء والقادة رؤاهم للتعامل مع المشكلات والتحديات الدولية، هذا فضلاً عن العديد من اللقاءات مع رؤساء الدول والمسؤولين الدوليين.
وتعقد الجمعية العامة عدة قمم تتضمن «الاجتماع رفيع المستوى بشأن التغطية الصحية الشاملة»، و»قمة تغير المناخ»، و»قمة التنمية المستدامة»، و»الحوار رفيع المستوى بشأن تمويل التنمية»، بالإضافة إلى «الاجتماع رفيع المستوى بشأن مراجعة التقدم المحرز فى إدارة أولويات دول الجزر الصغيرة النامية (مسار ساموا)، وكذلك الاجتماع الرفيع المستوى لدعم جهود نزع السلاح النووى. وتقوم البعثة بالإعداد للاجتماعات قبل ذلك بوقت طويل عبر اللجان الست للجمعية العامة، وتهدف عملية الإعداد إلى مناقشة مختلف القضايا والموضوعات، ومراجعة التقدم المحرز فيها، وذلك تمهيدا لطرح مشروعات قرارات بشأنها خلال اجتماعات الجمعية العامة.
ما توقعاتكم حول ما ستضيفه الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة تجاه القضايا الدولية والإقليمية الهامة؟
تسهم اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى إتاحة الفرصة لتبادل الرؤى بين القادة ورؤساء الدول والحكومات حول القضايا المطروحة على أجندة المنظمة الدولية خاصة بالنسبة للموضوعات السالف ذكرها، بما يساعد على توفير الحلول والبدائل للتعامل مع تلك القضايا.
هناك شعور دائم لدى الكثير من المواطنين حول العالم بأن الأمم المتحدة تقوم بدور هم أنفسهم لا يلمسونه حول أهم القضايا التى تهمهم مثل الصحة والتعليم وقضايا المرأة والشباب والسلم والأمن وغيرها... كيف ترى ذلك من وجهة نظركم؟
- الأمم المتحدة تسعى دائما للتعاون المشترك بين مختلف الدول لمواجهة التحديات التى يواجهها العالم خاصة فى مجال التنمية المستدامة، بحيث تأتى جهود الأمم المتحدة مكملة للجهود الوطنية فى هذا الصدد. ولابد من الإشارة هنا إلى أن نجاح منظمة الأمم المتحدة يتوقف على التعاون بين أعضائها، وتكاتف جهودهم تجاه مختلف القضايا، بينما تتراجع جهود الأمم المتحدة فى حالة وجود خلافات بين الدول الأعضاء تحول دون تحقيق التعاون المنشود.
- في ما يتعلق بالتعاون مع الأمم المتحدة فى مجال مكافحة الإرهاب، فقد تواصل التعاون بين الجانبين فى هذا الصدد، وتحرص مصر على التنفيذ الدقيق لكافة قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن ذات الصلة، بما فى ذلك الاستراتيجية العالمية للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب. كما تقوم مصر بالتنسيق الوثيق مع أجهزة الأمم المتحدة المعنية، وأهمها مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، والمديرية التنفيذية لمكافحة الإرهاب، ولجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن، ولجنة عقوبات داعش والقاعدة، ويتم تبادل الزيارات مع أجهزة الأمم المتحدة المتقدمة.
ومن المقرر أن تشارك مصر فى العديد من الفعاليات المرتبطة بالمنتدى العالمى لمكافحة الإرهاب على هامش أعمال الجمعية العامة، ومنها الاجتماع التنسيقى السادس عشر للجنة التنسيقية للمنتدى يوم 23 سبتمبر الذى يتضمن جلسة عن أنشطة مجموعة العمل المعنية ببناء القدرات فى إقليم شرق أفريقيا التى ترأسها مصر والاتحاد الأوروبي، والاجتماع الوزارى العاشر للمنتدى يوم 25 سبتمبر، كما من المقرر أن تعقد مصر والاتحاد الأوروبى حدثاً رفيع المستوى يوم 26 سبتمبر حول مكافحة تمويل الإرهاب تنفيذاً لقرار مجلس الأمن رقم 2462 (2019).
- تحرص مصر على تناول أولويات القارة الأفريقية فى كافة المحافل الدولية خاصة فى ظل تولى مصر الرئاسة الحالية للاتحاد الأفريقي، وتعد اجتماعات الشق رفيع المستوى من الجمعية العامة ذات أهمية خاصة فى ضوء تولى شخصية أفريقية رئاسة الدورة المقبلة للجمعية العامة، وهو السفير «تيجانى محمد باندى»، المندوب الدائم لنيجيريا لدى الأمم المتحدة فى نيويورك، أخذا فى الاعتبار الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي. وأود أن أؤكد على أن المشاركة المصرية هذا العام تأتى فى إطار استمرار الدور المصرى الفاعل فى الأمم المتحدة، وهو ما عكسه انتخاب مصر للعضوية غير الدائمة فى مجلس الأمن خلال عامى 2016 و2017، بما يؤكد على ثقة الأشقاء الأفارقة وكافة الدول فى الدور المصري النشط في أروقة المنظمة.
وتحرص مصر فى ظل رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقى أيضاً على طرح أولويات القارة الأفريقية فى كافة المحافل الدولية، وهناك عدة قضايا مرتبطة بأولويات القارة سوف تناقشها اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة مثل تحقيق الأمن والاستقرار فى النزاعات والقضايا بعدد من الدول الأفريقية التى مازالت مطروحة على أجندة المنظمة، وتحقيق التنمية طبقاً لأهداف أجندة التنمية 2063، ورفع معدلات النمو، وتوفير التمويل اللازم لمشروعات البنية التحتية في أفريقيا، بما يسهم في تحقيق الاندماج الإقليمي والتكامل الاقتصادي خاصة بعد دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية حيز النفاذ.
بصفة عامة تسعى مصر دائماً لتحقيق الاستقرار فى المنطقة العربية خاصة فى ظل الأزمات التى شهدتها المنطقة خلال الأعوام السابقة، وما شهدناه من تدمير عدد من دول المنطقة. ومن هنا، فإن مصر ترى أهمية العمل على أن ترتبط قضية الإصلاح والتطوير بتحقيق تطلعات الشعوب العربية فى التنمية والحياة الكريمة، وذلك دون المساس بمؤسسات الدولة الوطنية. كما ترى مصر أن حلول القضايا والأزمات العربية يجب أن تتأسس على الملكية والقيادة الوطنية بعيداً عن التدخلات الخارجية التى تؤدى إلى المزيد من التعقيدات وتأجيج النزاعات.
- هناك عدة قمم واجتماعات رفيعة المستوى من المنتظر أن يشارك فيها القادة والزعماء، حيث تتضمن «الاجتماع رفيع المستوى بشأن التغطية الصحية الشاملة»، و»قمة تغير المناخ»، و»قمة التنمية المستدامة»، و»الحوار رفيع المستوى بشأن تمويل التنمية»، بالإضافة إلى «الاجتماع رفيع المستوى بشأن مراجعة التقدم المحرز فى إدارة أولويات دول الجزر الصغيرة النامية (مسار ساموا)»، وكذلك الاجتماع الرفيع المستوى لدعم جهود نزع السلاح النووي.
مازالت الجهود والمناقشات جارية بين الدول الأعضاء من أجل تطوير الأمم المتحدة وتوسيع مجلس الأمن، حيث تحرص مصر على تأكيد أن هناك حاجة ماسة لتطوير منظومة الأمم المتحدة خاصة فيما يتعلق بمسألة التمثيل العادل وزيادة عضوية مجلس الأمن، وتقدّر مصر أنه من الأهمية الدفع بعملية إصلاح مجلس الأمن لجعله أكثر تمثيلاً وشفافية وحيادية ومصداقية، وذلك طبقاً لتوافق أزولوينى وإعلان سرت وهو مطلب رئيسى لاستكمال عملية إصلاح المجلس.
- تتطلع مصر للتعاون بين مختلف الدول من أجل إنجاح مؤتمر مراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية عام ٢٠٢٠ حرصا على مصداقية واستدامة المعاهدة، وتنفيذ الالتزامات الدولية ذات الصلة، بما فى ذلك قرار مؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار لعام 1995 وقرارى مجلس الأمن رقمي 487 و687 بشأن إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل. وفي هذا الإطار، يعقد مؤتمر لإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل فى الشرق الأوسط، والذى تعقد دورته الأولى خلال شهر نوفمبر المقبل برئاسة المملكة الأردنية الهاشمية.
وقد يهمك أيضًا:
منظمة التحرير تُحذِّر من فرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني تحت غطاء "صفقة القرن"
أرسل تعليقك