القاهرة - أسماء سعد
اختتمت فعاليات المؤتمر العربي الرابع عشر للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، الإثنين في مدينة شرم الشيخ، والذي شهد مناقشة 170 بحثا علميا تم تقديمها من مختلف الدول العربية، ليتواصل "مصر اليوم" لإجراء مقابلة مع عاطف عبد الحميد رئيس هيئة الطاقة الذرية، الذي تحدث عن مشروع الضبعة النووي واستعداد البلاد له وإجراءات التأمين الخاصة به.
وقال إن المشروع القومي الضخم"الضبعة النووي" سيذكره التاريخ، لأنه قادر على أن يكون قاطرة تنطلق بالبلاد للأمام، بإمكانه أن يكون نقلة غير مسبوقة على مستوى الاقتصاد والطاقة وتلبية احتياجات البلاد، وإدخالها عصر جديد من خلال تحقيق النتائج الاقتصادية المبهرة.
وتابع "المفاعل ذروة التجسيد للاستغلال الأمثل للطاقة السلمية، والتي لا يعلم الكثيرون أنها مرتبطة بمجالات الصحة والصناعة والتعليم والغذاء، فهناك استخدام فعال لها في المجال الطبي على سبيل المثال، هي الوسيلة الأضّل لتعقيم القسطرات والأدوات الجراحية الحساسة ومحاليل الدم، وخامات تصنيع الأدوية، وبإمكاننا عن طريق النظائر المشعة الكشف المبكر عن أورام السرطان المؤرقة للعالم.
وأضاف: الطاقة النووية بإمكانها دعم الاقتصاد بشكل مباشر عن طريق تأمين الاحتياجات من الطاقة، ويدعمه بشكل آخر عن طريق الإسهام في مجالات زراعية من خلال تطبيق تكنولوجيا الإشعاع للحفاظ على المحاصيل الزراعية وأهمها القمح وتقليل نسبة التالف منه بـ 20%، ويستخدم أثريًا للحفاظ على التراث في التحليل والترميم، ومجال البيئة بنقل المصادر المشعة المغلقة والتخلص منها بشكل آمن، بخلاف العديد من التطبيقات الصناعية، وبالتالي نساعد في الكثير من المجالات المتشعبة، وهو مانحتاج توعية مجتمعية بشأنه.
وقال عن التخوف من الكوارث النووية أو حوادث المحطات النووية، مشروع الضبعة آمن 100%، ومحسن أوتوماتيكيًا من أية أعطال أو أخطاء حتى لو وقعت بشكل فج فإن المشروع يتمتع بمعالجة ذاتية بأنظمة متقدمة للغاية، تحول دون أي تسرب إشعاعي أو المساس بقلب المشروع، وأطلعنا بشكل مفصل على البنود والتفاصيل في عقد المشروع التي تفصح عن تأمين المحطة وتشغيلها، وتيقنا من توافر أعلى المواصفات الفنية، بأكثر الأسعار مناسبة وشروط تجارية تضمن حقوقنا، وخطط تأمين إمداد الوقود لمدة 5 سنوات على الأقل.
وأوضح أن تدريب العناصر العاملة في المشروع وتجهيزها،يتم بشكل دؤوب وعلى أعلى مستوى، فالمفاعل الواحد يحتاج لتشغيل ما بين 700 إلى 1000 شخص، يحصلون حاليًا على جرعات تدريبية على جهاز محاكاة مماثل لما سيتم في المشروع الحقيقي في الضبعة، نتعاون مع الحكومة بوزارة التعليم وغيرها من الجهات التي تدعمنا بالكوادر وخبراء الطاقة الذرية، وسيمثل المفاعل المدرسة الأولى في علم الطاقة الذرية، ولدينا عناصر طافت دول أخرى وتنقل لنا خبراتها في الأرجنتين وجنوب أفريقيا وأميركا.
وقال عن حركة البحث العلمي ومتابعة المستجدات فيما يخص دخول مصر لعصر المشاريع النووية، إنه يملك استراتيجية متكاملة لتسويق ودراسة الأبحاث العلمية، والهيئة يتدفق منها 500 بحث سنويا، ينال 200 منها على الأقل حظوظ النشر في كبرى الدوريات العلمية المتخصصة، ونواكب خطة الدولة حتى العام 2030 الذي ننتظره لنكون قد وصلنا إلى أوج درجات ومعدلات النجاح البحثي في هذا المجال.
وأشار إلى أن الميزانية الخاصة بالمشروع " تبلغ في إجمالها 400 مليون جنيه، منهم 300 يذهبون كمرتبات، قال إنه سيسعى لتحسينها وتحسين أوضاع العاملين أسوة بباقي الهيئات في الدولة، بالنظر إلى دورهم المستقبلي الذي سيشكل فارق في الطاقة والصناعة والتعليم والاقتصاد.
أرسل تعليقك