كشف الخبير الأمني اللواء متقاعد مصطفى إبراهيم، عن أنَّ "الإخوان" يحاولون حاليًا العودة إلى مربع التفاوض السياسي، لافتًا إلى اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع 3 من كبار قادة الجماعة المنشقين الشهر الماضي، موضحًا أن الاجتماع استمر 3 ساعات.
وأكد اللواء إبراهيم في حوار مع "مصر اليوم"، أنَّ الاجتماع عقد بدعوة شخصية من كل من ثروت الخرباوي، وكمال الهلباوي، ومختار نوح بدعوى أنهم يريدون مناقشة ملف التطرف مع الرئيس، وخلال اللقاء تطرقوا الثلاثة إلى ملف التصالح مع جماعة "الإخوان".
وأشار إلى أنَّ الرئيس السيسي أوضح لهم أن الزمن تجاوز فترة "الإخوان" وتنظيمهم بغير رجعة وأنَّ الدولة لن تضع يدها في يد من اختار طريق الدم.
وأضاف الخبير الأمني، أنَّ الرئيس كان على موعد للاستماع إلى رؤية ثلاثة تعاملوا مع الكيانات "المتطرفة"، عقودًا طويلة، في كيفية مواجهة دعاة التطرف، وسبل تجديد الخطاب الديني، وكيفية قيادة ثورة دينية، على نهج الشيخ المجدد محمد عبده.
ويهدف ذلك إلى تمكن المسلمين، من فهم المتغيرات الدولية، وطبيعة الظرف الحدثي، فضلًا عن الطريقة المثلى لاحترام أصحاب الأديان والعقائد الأخرى، ومن ثمّ التعاطي معهم على أرضية من التسامح والتعايش المشترك.
وذكر اللواء المتقاعد أن الاجتماع انتهى إلى اتفاق مع الرئيس على تقديمهم مشروع عن كيفية مواجهة التيارات المتطرفة، وكان الهدف الأكبر للاجتماع أيضًا، يدور حول كيفية حماية الشباب من الجماعات المتطرفة، وعدم استغلالهم فى عمليات العنف، ودفعهم لتحمّل المسؤولية والشعور بالمخاطر التي تتعرض لها البلاد.
وعن موقف السيسي، أوضح اللواء مصطفى إبراهيم، أنَّ القضية صارت أكبر من "الإخوان" وخططهم وأهدافهم، فالدولة تشعر بأنَّها أمام تحدِ أضخم من مجرد التناحر مع فصيل طامع في استعادة السلطة، ولو على جثث المصريين.
وتساءل إبراهيم، مستنكرًا "كيف لقادة تنويريين أن يطرحوا فكرة التصالح مع "الإخوان" ولم يُحكّموا العقل قبل 30 حزيران/ يونيو 2013، وهو ما يعكس انحيازهم للترويع والعنف والإساءة، لافتًا إلى أنَّ اجتماعهم بالسيسي قد تطرق لملف إقرارات التوبة من جانب أعضاء الجماعة في السجن، والذي يتبناه منذ فترة مختار نوح.
وأضاف "من اللافت أن الاجتماع هو الأول لعدد من القيادات الإخوانية السابقة مع الرئيس، بما يعكس انفتاحًا من جانبه ومن جانب مؤسسة الرئاسة على كافة الأفكار والطروحات".
وتابع الخبير العسكري والاستراتيجي، إنَّ "السيسي كان حريصًا أثناء حديثه معهم على شرح رؤيته لمشروع بناء الإنسان المصري فكريًا وتنمويًا، إلى جانب تحقيق التنمية الصناعية والزراعية للشعب".
وأبرز أنَّ الرئيس السيسي شدّد على أن يكون الهم الأكبر لكل المشتغلين في العمل العام، والفاعلين في ملف الإسلام السياسي، هو مساعدة جامع الأزهر ومؤسسته على القيام بدوره التنويري في مواجهة التطرف، وفي الثورة الدينية، وفي التنقية الذهنية المحافظة المتدينة من رواسب التكفير والعنف.
وأكدّ أن الرئيس السيسي ألمح لهم إلى أنَّ "الإخوان" صاروا في السجون نتيجة أفعال الماضي، والدولة تبدو مصممة على عدم النظر إليهم مجددًا.
وأوضح اللواء إبراهيم، أنَّ الرئيس السيسي برهن على ذلك في حواره الأخير مع قناة "العربية الحدث" عندما قال: إنَّ "الإخوان" ظلوا عامًا ونصف يمارسون أفعالًا انتقامية دموية وتخريبية في مصر، مضيفًا إنَّ الحكم على بقاء الجماعة أصبح بيد الشعب المصري وأنه ملتزم بتنفيذ ما يريدونه بكل حسم.
يُذكر أنَّ ثروت الخرباوي علّق على لقاء السيسي قائلًا "كان من دواعي سروري أن التقيت بالرئيس عبد الفتاح السيسي ومعي مختار نوح وكمال الهلباوي، واستمر اللقاء ثلاث ساعات تناقشنا فيها مواضيع غاية في الأهمية".
وتابع واصفًا اللقاء "كان غير عادي مع رجل غير عادي، غاية ما أستطيع قوله: إنك يجب أن تطمئن على مصر مع هذا الرجل، ولكن يجب أن نعمل جميعًا حتى ﻻ نتركه وحده يواجه المستحيل".
أرسل تعليقك