قدّم رئيس أركان الجيش الليبي اللواء الركن عبد الرزاق الناظوري، خالص مواساته وتعازيه إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في وفاة والدته.
وأشاد اللواء الناظوري، في مقابلة خاصة مع "مصر اليوم"، الذي يزور مصر خلال الفترة الراهنة لمقابلة عدد من المسؤولين، بالقوات المسلحة المصرية وقوات الشرطة في المهمة المُثقلة الواقعة على عاتقهم منذ أحداث 25 يناير 2011 مرورًا بثورة 30 يونيه، وصولاُ إلى الظرف الراهن، وما يواجهونه من أعمال إجرامية خسيسة من جانب عناصر الجماعات المتطرفة في شمال سيناء، قائلاً "على كل مصري وعربي قابع في المنطقة العربية أن يفتخر بوجود قوات في حجم ومكانة قواتكم المسلحة المصرية، التي مازالت تُحافظ على نفسها وعلى تماسكها وعلى وحدتها في ظل ما يُحاك لها من مؤامرات ومُخططات خبيثة من جانب دول إقليمية ودولية، تهدف إلى إسقاط أكبر قوة عربية موجودة في المنطقة العربية".
وأضح أنه "بعد إسقاط الجيش العراقي من قبل القوات الأميركية، وتفتت الجيش السوري من قبَل الجماعات الإسلامية المتشددة، لم يبق أمامنا نحن كعرب قوة تحمينا وتحافظ علينا وتدرأ المخاطر التي تواجهنا سوى القوات المسلحة المصرية والقوات السعودية والإماراتية، هما الثلاث قوات الباقية لنا، فإذا سقطت لا قدر الله، لن تكون هناك منطقة عربية، لذا تسعى الدول التآمرية على جر كل من الجيش المصري والسعودي في معارك خارجية ونزاعات داخلية"
وأضاف أن "إيران تعمل على دعم وتمويل جماعات الحوثيين في اليمن، لإسقاط شرعية الرئيس هادي عبد ربه منصور، من أجل وصول الحوثيين إلى الحكم، واستهداف المملكة العربية السعودية عبر صراع سني-شيعي، إلا أن حكمة القيادة السعودية الحاكمة وعلى رأسها الملك سلمان بن عبد العزيز، وعت لذالك المخطط جيدًا وعملت على إجهاضه عبر شنها عاصفة الحزم، على المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين المدعومين من إيران، وكذالك نفس الحال في مصر، وعي جيشها لما يُحاك ضده، فعمل جاهدًا على إجهاض تلك المُخططات، وسينجح في القضاء على الجماعات المتطرفة تمامًا في سيناء لأنه يمتلك القوة وعزيمة شعبه".
وأكد الناظوري أن ما حدث في كل من مصر وتونس وليبيا واليمن وسورية مطلع عام 2011، هي "بالتأكيد ثورات عربية شنتها شعوبها ضد ظلم وجور حكامها، الذين قبعوا على السلطة عقودًا طويلة، ولم يقدموا جديدًا لشعوبهم على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، إلا الجماعات المحسوية على تيار "الإسلام السياسي" في كل من مصر وسورية وليبيا، جعلت من تلك الثورات "مؤامرات".
وبيّن أن "هنا تلاقت ثلاثة إرادات في وقت واحد، إرادة الشعوب العربية الراغبة في الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحرية، مع إرادة جماعات "الإسلام السياسي" وعلى رأسهم جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر وليبيا وسورية، مع إرادة دول "إقليمية ودولية" استغلت تلك الأحداث الساخنة في تحقيق أهدافها وغاياتها ، في العمل والسعي على وصول الجماعات الإسلامية المتشددة إلى حكم تلك الدول ، ومن ثّم العمل على إحداث حالة من الحروب بين الفصائل السياسية المختلفة ، وإنهاك جيوشها في منازعات داخلية، ومن ثم تدمير الجيوش العربية وتفتيت دول المنطقة وإعادة تخطيطها من جديد بما يتناسب مع أغراضهم الخبيثة".
وشدد الناظوري على أن كلاً من دولة قطر وتركيا، منذ أحداث الربيع العربي، تسعيان إلى الوقوف مع جماعة "الإخوان المسلمين" ودعمها من خلال المال والمساندة السياسية في المحافل الدولية ، فلا يخفى على أحد أن قطر هي أول من دعت إلى إسقاط الأنظمة العربية الحاكمة في مصر وتونس وليبيا وسورية واليمن عام 2011 عبر فضائيتها المشبوهة "قناة الجزيرة"، فعملت على تسخين الأحداث السياسية في تلك الفترة وتقديمها بصور مبالغة وتضخيمها لدى الشعوب العربية".
وأشار إلى أن قطر لم تكتف بذلك، بل أن "قطر وأميرها تميم بن حمد، وتركيا ورئيسها القيادي في التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين رجب طيب اردوغان، قدمت الدعم المادي لوصول جماعات "الإسلام السياسي" إلى سدة حكم البلاد العربية، وصرفت مليارات الدولارات من أجل تحقيق غاياتها القذرة، وها هي الآن تقوم بدعم وتمويل الجماعات المتطرفة في ليبيا ومصر وتونس.
وتابع "نحن هنا في ليبيا، رصدنا قيام كل من قطر وتركيا بدعم الجماعات المتطرفة في ليبيا بالأسلحة والأموال، بل أن قواتنا العسكرية نجحت في استهداف سفينة تركية محملة بالذخائر والأسلحة قادمة من تركيا في طريقها إلى معاقل الجماعات المتطرفة في ليبيا، فكل من تميم وأردوغان، يسعيان إلى تحقيق غايتها في الهيمنة والسيطرة على المنطقة العربية، وان يكونا لهمها الكلمة العليا، ولن ينجحا في تحقيق ذلك، فالشعوب العربية على وعي كافي بمن معها ومن ضدها".
ولفت إلى أن "الشعب المصري خرج بالملايين في 30 يونيو 2013 ليطرد حكم الإخوان المسلمين من مصر إلى الأبد، وبعدها ثار الشعب التونسي على نهج نظيره المصري ، وخرج وأسقط حكم الأخوان المسلمين، وها هي تركيا وتونس تجاهدان من أجل القضاء على الجماعات المتطرفة الداعمة لتنظيم الدولي لجماعة الإخوان".
وأكد الناظوري، أن القوات المسلحة الليبية منذ إعادة تشكيلها وتجميعها من جديد تحت قيادة الفريق خليفة حفتر، لعبت دورًا كبيرًا في التخفيف من حدة الجماعات المتطرفة في درنة
وطرابلس وسرت وبني غازي، موضحًا أنه "منذ أن خاض قائد معركة الكرامة اللواء خليفة حفتر حربًا مسلحة في مواجهة الجماعات المتطرفة، ونحن أسقطنا المئات من المتطرفين، واستطعنا أن نحرر العديد من المناطق التي كانت تحت سيطرت قوات "فجر ليبيا" التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، مثل "المرج-والبيضاء- وطبرق" ومناطق أخرى كانت تحت سيطرة تنظيم "داعش" المتطرف، على الرغم أننا لا نملك سوى أسلحة بسيطة وتعدادنا ضعيف بالمقارنة بأعضاء الجماعات المتطرفة إلا أننا نملك إرادة شعب يرغب في العودة مجدداً إلى الأمن والاستقرار".
وطالب اللواء الركن الناظوري المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي رفع الحظر المفروض على تسليح الجيش الليبي، منذ عهد الرئيس السابق معمر القذافي، قائلاً "نحن هنا في الأراضي الليبية نواجه حرباً حقيقية شرسة بمفهومها العسكري ، في مواجهة جماعات متطرفة متسلحة بأحدث الوسائل والإمكانيات وتعدادها تجاوز الآلاف".
وأكد أن "الشعب الليبي حزين جدًا على تخاذل العديد من قادة الدول العربية وعلى إهمال جامعة الدول العربية لموقف الشعب الليبي ، الذي يُذبح يوميًا تحت أيدي الجماعات المتطرفة، فكل من تونس والجزائر موقفهما متخاذل جدًا من دعم وتأييد الحكومة والجيش الليبي، عكس مصر والإمارات والسعودية، سرعان ما دعوا جامعة الدول العربية، لعقد اجتماع طارئ لبحث الموقف الليبي، وسرعان ما دعوا إلى التحرك من أجل حماية الشعب الليبي، وطالبوا بضرورة إيجاد مخرج لما تمر به من أزمات وتحديات.
وأوضح أنه "ليس جديدًا على الشعب المصري وقيادته الحكيمة وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، فمصر منذ عام تلعب1948 دورًا مهمًا لصالح الأمة العربية في الوقوف بجانبها، فالقوات المسلحة المصرية على تواصل معنا، وتدعمنا سياسيًا وعسكريًا، من خلال دعوتها لجامعة الدول العربية للانعقاد لبحث الأزمة الليبية، وتبنيها لفكرة إنشاء قوة عربية مشتركة لمواجهة التحديات والمخاطر الراهنة، وقيامها بتقديم الدعم اللوجستي والمعلوماتي لنا حول مناطق تمركز الجماعات المتطرفة في ليبيا، ومدنا بالسلاح والطائرات الحربية لمواجهة تلك العناصر.
ونوّه بأن تأسيس قوة عربية مشتركة ستساهم كثيرًا في دحر الجماعات المتطرفة في ليبيا وستساعد مجدداً على عودة الأمن والاستقرار المفقود من أربعة أعوام ، كما أنها ستساعد على إجهاض المخططات والمؤامرات التي تُحاك ضد شعوب المنطقة، وستقف حجرة عثرة أمام أطماع دول إقليمية ودولية لا يهمها بالأساس أن ترى قوة عربية موحدة.
وتعجب من الصمت والتجاهل التام الذي هو لسان حال تونس والجزائر والمغرب من الوضع في ليبيا، فكنا نعقد عليهما الآمال في الوقوف معنا وبجانبنا في مواجهة الجماعات المتطرفة، إلا أن الواقع يشهد بعكس ذالك فمنذ تنصيب اللواء خليفة حفتر قائدًا لمعركة الكرامة، وتشكيل الحكومة الليبية التي حازت على قبول واعتراف المجتمع الدولي والعربي، لم يجر أي اتصال بيننا وبينهم، بل أن رصدنا تواصلهم مع قوات فجر ليبيا الداعمة لموقف جماعة "الأخوان المسلمين".
ودعا اللواء الناظوري المصريين العاملين في الأراضي الليبية بعد تزايد حالات القتل والاختطاف من جانب العناصر المتطرفة إلى الانتقال من درنة وسرت وطرابلس، والانتقال إلى المناطق الخاضعة لسيطرة وحماية قوات الجيش الليبي في البيضاء وطبرق، مبينًا أن القوات المسلحة الليبية تعد خططًا الآن لمواجهة تلك العناصر المتطرفة وإخراجها من تلك المناطق بعد توفير الدعم العسكري اللازم من قبل الدول العربية.
أرسل تعليقك