أوضح سفير مصر الأسبق لدى روسيا الدكتور عزت سعد أن روسيا تعتبر الشريك الشرقي الجديد لمصر في الشرق الأوسط، وتعتزم النية مواجهة التطرف في ليبيا، مثل باقي دول أوروبا وآسيا والمنطقة العربية.
وتوقع الدكتور سعد، خلال حواره مع "مصر اليوم"، أن يعكس التعاون المصري الروسي الذي تشهده المنطقة الآن، بدء الترتيب لمواجهة عسكرية للفوضى التي تشهدها الأراضي الليبية.
كما بيّن أنَّ عودة العلاقات "المصرية - الروسية" تتصدر دائمًا أولويات الروس؛ فهم يدركون دور مصر في المنطقة، القادر على خلق فرص سياسية، لافتًا إلى أنَّ زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى روسيا هدفها إعادة التوزان في العلاقات الدولية بالنسبة إلى مصر.
وأضاف سعد أنَّ الولايات المتحدة الأميركية لم تعد اللاعب الوحيد في العالم، بل هناك قوى أخرى تتشكل في الشرق، والسياسة الخارجية الأميركية متناقضة، ويظهر هذا جليًا في علاقاتها مع إيران والعراق ولبنان وسورية ومصر، الأمر الذي يجعلها تنظر بقلقٍ وترقبٍ لتنامي العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا، مضيفًا أن "تنامي العلاقات المصرية الروسية سينعكس إيجابًا على علاقات موسكو بدول الخليج".
وبشأن الموقف الإسرائيلي، ذكر السفير المصري الأسبق: "إسرائيل أبدت غضبها من التقارب المصري الروسي عسكريًا"، مؤكدًا أنَّ مصر تركز في مباحثاتها مع الروس على التصنيع المشترك؛ فالروس أكثر مرونة في التعاون العسكري من الأميركيين.
وشدد سعد خلال حواره على أنَّ المناورات العسكرية المصرية الروسية "تعتبر إحدى نتائج الاجتماعات التي بدأت بين الجانبين المصري والروسي مطلع آب/ أغسطس 2014 الماضي، والتي قام بها الرئيس السيسي مع طاقمه الرئاسي، وأبرم خلالها الكثير من اتفاقات التدريب المشترك في مختلف القطاعات."
ولفت سعد إلى أنَّ توقيت الإعلان عن مناورات مصر وروسيا يتزامن مع إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام مجلس الدوما أنَّ بلاده ستقف بجانب مصر عسكريًا في حربها ضد التطرف، وأنه سيرسل الأسطول الروسي إلى البحر الأبيض لمساندة مصر في تلك الحرب إذا لزم الأمر.
وأشار السفير الأسبق إلى ما نشره موقع "بريت بارت" الأميركي، الذي أكد أنَّ كلًا من مصر وروسيا وإيطاليا سيشنون هجومًا عسكريًّا على مواقع التنظيمات المتطرفة في ليبيا، للحدّ من خطورة تلك العناصر داخل الأراضي الليبية.
وذكر أنَّ التحالف اﻷوروبي اﻷميركي ضد داعش رسالة واضحة إلى بوتين، مفادها أنَّ الغرب قادر على الحشد والاصطفاف، وهو مظهر من مظاهر استعراض القوة العسكرية المنظمة ضد روسيا، لكن الرئيس الروسي يتعامل بحرفية الدبلوماسي ذي الخلفية العسكرية.
وأكّد عزت أنَّ السيسي يساند الدب الروسي في حربه التجارية ضد الاتحاد الأوروبي؛ إذ استطاع أنَّ يكسر القاعدة التي اتبعتها دول عدّة، وهي التودد للاتحاد من أجل الحصول على المنح والدعم.
ثم لفت إلى اعتبار البعض أنَّ تعزيز العلاقات الروسية مع مصر أحدث خطوة في الحرب التجارية الدائرة بين الاتحاد اﻷوروبي وروسيا، وهو ما اتضح خلال استقبال الرئيس بوتين لنظيره المصري عبدالفتاح السيسي استقبالًا عسكريًّا مشرفًا في مدينة سوتشي الروسية، والزيارة التاريخية التي شهدتها مصر في شباط/ فبراير الماضي عندما جاء بوتين إلى القاهرة.
وتابع السفير الأسبق أنَّ روسيا ستعمل على تسهيل حركة الصادرات المصرية، مضيفًا: "زيادة الصادرات من مصر بنسبة 30% ستغطي من 40 إلى 50% من حاجات روسيا من البرتقال والبطاطس والبصل والثوم من الدول المحظور الاستيراد منها".
أرسل تعليقك