"من السياحة إلى رئاسة فيفا"، عبارة تلخص باختصار، حياة الرجل القوي في عالم كرة القدم، جوزيف بلاتر، الذي نجح في الظفر بولاية خامسة على رأس الاتحاد الدولي "فيفا"، معززا قبضته على اللعبة الأكثر شعبية في العالم.
ورغم فضيحة الفساد التي تورط فيها 7 من مسؤولي "فيفا"، بينهم مقربين منه، استطاع بلاتر أن يحافظ على منصبه، وسط معارضة كبيرة من الاتحاد الأوروبي "يويفا" الذي طالبه بالرحيل عن قيادة اللعبة.
ولد السويسري جوزف بلاتر في 10 مارس عام 1939 في فييج بسويسرا، وتخرج في كلية الاقتصاد والتجارة بجامعة لوزان السويسرية.
وبدأ بلاتر حياته المهنية عام 1959، كأمين عام لهيئة السياحة السويسرية، قبل أن يصبح عام 1964 مديرا في الاتحاد السويسري للهوكي، وما لبث أن عين بعد سنتين رئيسا للجمعية السويسرية للصحافة الرياضية.
ولقيت حياته تحولا جذريا عندما بلغ الثانية والثلاثين حيث تعاقدت معه شركة لونجين السويسرية لصناعة الساعات، وأوكلت إليه منصب مدير العلاقات العامة والتسويق فيها، وشارك مع هذه المؤسسة التي كانت الراعية الأساسية لأولمبياد ميونيخ بألمانيا عام 1972.
وانضم بلاتر إلى "فيفا" عام 1975، بعد سنة واحدة على انتخاب البرازيلي جواو هافيلانج رئيسا، وأوكل إليه منصب المدير الفني عام 1977، قبل أن يعين أمينا عاما عام 1981 خلفا للألماني هلموت كايزر.
ولأنه خضع لدورات تدريبية في صفوف الجيش السويسري كسائر مواطنيه، فإنه حاليا برتبة "كولونيل" وهي أعلى رتبة لغير العاملين في الجيش بصفة رسمية.
وتولى بلاتر رئاسة "فيفا" عام 1998 بعد 17 عاما قضاها في منصب الأمين العام، وتفوق حينذاك على السويدي لينارت يوهانسون، رئيس "يويفا"، حيث حصل بلاتر على 111 صوتا مقابل 80 صوتا ليوهانسون، في انتخابات شابتها مزاعم الرشوة.
وانتخب بلاتر للفترة الثانية في 2002، متفوقا على الكاميروني عيسى حياتو حيث حصل على 139 صوتا مقابل 56 صوتا لحياتو.
ثم انتخب بالتزكية في 2007، وتولى المنصب لفترة رابعة في 2011، حيث كان المرشح الوحيد في الانتخابات بعدما خرج القطري محمد بن همام من ساحة المنافسة، وأقصي من "فيفا" قبل أيام قليلة من الانتخابات، بسبب ادعاءات الفساد.
وفي 2015، أعلن بلاتر في البداية نيته عدم الترشح مجددا، والاكتفاء بأربع فترات في رئاسة "فيفا"، قبل أن يتراجع عن ذلك قائلا: "أقول لكم إننا سنبني فيفا جديد.. إنني مستعد أن أمضي بكم قدما".
التغييرات والقرارات التي قام بها في كرة القدم:
طُبّق هذا التغيير منذ كأس العالم 2002، وتمثل في عدم تأهيل الفريق الحائز على بطولة كأس العالم بشكل أوتوماتيكي إلى نهائيات بطولة كأس العالم القادمة، كما كان الحال في البطولات الستة عشر السابقة لكأس العالم.
طُبّق هذا التغيير في يورو 2004، حيث قام بإستبدال الهدف الذهبي في الأشواط الإضافية بالهدف الفضي، حيث كانت قاعدة الهدف الذهبي تنص على أن المباراة تنتهي حالما يسجل أحد الفريقين الهدف أولا، بينما قاعدة الهدف الفضي نصت على أن المباراة مستمرة إلى نهاية الشوطين الإضافيين والنتيجة النهائية تحدد الفريق الفائز.
طُبّق هذا القرار في عام 2004، ويتمثل في إنذار اللاعبين الذين يقومون بنزع قميصهم بعد تسجيلهم لهدف نظرا لاحتوائها على بعض الإيحاءات التي قد تكون عنصرية أحيانا مما يسبب في تجريح آخرين سواء كانوا من الجمهور أو لاعبي الطرف الآخر.
أرسل تعليقك