تغيير جذري بدأ في عالم صناعة الموضة، نقطة تحوّل لم تكن في الحسبان غيّرت كل مخططات المستقبل، وأجبرت العلامات التجارية وكل من يدور في فلكها على التفكير بحلول سريعة للتكيّف وخلق استراتيجيات جديدة للاستمرار. لا شيء مؤكّد عندما يتعلّق الأمر بمرحلة ما بعد الأزمة، فما هي وجهة نظر رئيسة التحوّل الرقمي لدى Chalhoub Group رانيا مصري، عن المرحلة القادمة؟ تابعي قراءة السطور التالية لمعرفة رأيها من خلال المقابلة التي أجريناها معها.
ما هو الجزء الأكثر تحدّياً في هذه التجربة حتى الآن؟
باختصار، غير مسبوق، هو حتماً التعبير الذي يجسّد الوضع الحالي. كل ما أستطيع قوله، إنّ مجموعة Chalhoub منذ خوضها غمار تجارة التجزئة منذ عقدين، لم تتعرّض لأيّ أزمة أجبرتها على إغلاق شبكتها بالكامل. التحدّي الأكبر يكمن أولاً بالإقفال المفاجىء لسلسلة المتاجر كافّة في المنطقة، ثانياً في تحمّل مسؤولية القوّة العاملة التي تقع على عاتق الشركة، وثالثاً بالقدرة على الحفاظ على التواصل مع الزبائن والعملاء. أعتقد بصراحة أن مجموعتنا تمكّنت من اتّخاذ التدابير الضرورية، وأتمنّى عندما تنتهي كل هذه الأزمة أن ننظر إلى الوراء وتكون قصّتنا قصّة نجاح رائعة!
ماذا يتوقّع المستهلكون من العلامات التجاريّة عند انتهاء الأزمة؟
هذا هو السؤال الذهبيّ الذي يطرحه الجميع. الاقتصاد يمّر بفترة من التحوّل في هذه الفترة الصعبة، لكن الانعكاسات لم تكن سلبية على الجميع، فمثلاً تجارة معدّات الرياضة المنزلية ازدهرت، وأسهم شركات مكالمات الفيديو إلى ارتفاع مستمرّ... من جهة أخرى، ما يثير الاهتمام هو التبدّل في سلوك المستهلك نتيجة الوباء، فقد أصبح يفكّر أكثر بقيمة الأشياء، الهدف منها، وطريقة شرائها من منطلق العائلة أيضاً، معيداً النظر بعاداته المهيمنة. من هنا، ندرك أن العلامات التجارية التي تتقن التواصل مع زبائنها عبر الإنترنت ستفوز حتماً. مجموعة Chalhoub أدركت هذا التحوّل بسلوك المستهلك قبل حدوثه ووضعنا خطّة للتحوّل تمتّد على 900 يوم، الأزمة فقط سرّعت الأمور.
هل هناك أيّ تحولات استراتيجية ستتّبعونها في المرحلة المقبلة؟
بالتأكيد! سنستمرّ في الاتّجاه الذي كنّا نسير به في الآونة الأخيرة، وهو يرتكز على توطيد العلاقة بالزبائن من خلال الإنترنت والسوشيل ميديا. نحرص اليوم على تقديم خيارات واسعة للمستهلكين، عبر الإنترنت، خدمة النقر والاستلام أو من خلال زيارة المتاجر. موظفو المبيعات لدينا على اتّصال مباشر بمنازل الزبائن، فنحن نملك الأدوات اللّازمة لفهم متطلّبات واحتياجات كل واحد منهم خلال هذه الفترة. كلّما كانت العلاقة بيننا وبين الزبائن شخصية، ضمنّا علاقة طويلة الأمد ووفية. أمّا فيما يخصّ المرحلة المقبلة، فتماماً ككل تجّار التجزئة في العالم، سندخل مرحلة التعافي من خلال اتّباع الخطوات اللّازمة. الاقتصاد سيأخذ شكلاً جديداً بعد الأزمة، وأولئكِ الذين سيخطّطون للتعافي بالطريقة الصحيحة سيتمكّنون من الصمود والاستمرار بالنجاح.من الملابس الافتراضية إلى منصّات وصالات العرض الافتراضية، فيروس كورونا دفع العلامات التجارية للانخراط أكثر بالتكنولوجيا وتجربة تقنيّات جديدة. ما رأيكِ بذلك، وهل ستتبنّى المجموعة طرق عمل مماثلة؟
نحن نؤمن باتباع عدّة مناهج، أوّلاً، جعل علامتنا التجارية مرتكزة بشكل أساسي على الحسّ الإنساني في التعامل. نحاول أن نتواصل مع الزبائن بأكثر طريقة شخصية ممكنة مستخدمين مختلف منصّاتنا. فريق العمل تمكّن من التكيّف مع الوضع بطريقة سريعة، والفضل يعود لعلاقته الوطيدة مع الزبائن. ثانياً، قمنا بمدّ فريق العمل بمختلف الأجهزة الرقميّة الضرورية للتواصل مع الزبائن. مثال على ذلك، تقنية Hero التي نستخدمها في متجر Level Shoes، فعندما يلجأ المستهلك إلى موقعنا الإلكتروني، تمكّنه من التواصل بشكل مباشر وفوري مع مندوبي المبيعات في المتاجر، فيطلب منهم التقاط الصور والفيديوهات للتصاميم التي يودّ رؤيتها بكامل تفاصيلها. ثالثاً، أصبحت التجارة الإلكترونية الشبكة الأساسية لدينا. يضمّ موقعنا أكثر من 15 علامة تجارية، وقد سرّعت أزمة كورونا الأمور وشجّعتنا على إضافة المزيد من الماركات مع ازدياد الطلب على التسوّق الإلكتروني.
Saint Laurent Paris أصبحت الدار الأولى التي تغادر تقويم الموضة التقليدي بشكل رسمي نتيجة الوباء. ما رأيكِ بهذا القرار، وهل تعتقدين أنّ المزيد من العلامات التجارية ستقوم بالمثل؟
لطالما اشتكى مصمّمو الأزياء من جداول أعمالهم المرهقة، كما أن التقويم يدفع بتجار التجزئة إلى تصفية نسبة كبيرة من المخزون، هذا إلى جانب إطلاق مجموعات الربيع والصيف خلال فصل الشتاء والعكس الصحيح، وعدم توفّر الوقت الكافي للمتاجر لعرض التصاميم بطريقة جيّدة. تقويم الموضة لم يتغيّر أو يتطوّر منذ فترة طويلة، والآن حان الوقت لتعديله بما يتماشى مع احتياجات الزبائن ومتطلّباتهم. حتماً، سيكون لذلك تأثير إيجابي مضاعف على بائعي التجزئة، وكذلك على البيئة ونظام الاستدامة.
هل ستصبح "الموضة المستدامة" جزءً من نهج مجموعة Chalhoub الجديد؟
تلعب مجموعة Chalhoub دوراً كبيراً ومهماً للغاية فيما يتعلّق بالاستدامة بشكل عام. رئيسنا التنفيذي Patrick Chalhoub هو عضو وممثّل عن المنطقة في منظمّة UNGC التي تحفّز الشركات على اتّباع نظام مستدام. من جهة أخرى، الجيل الجديد يعتبر مبدأ الاستدامة جزءً لا يتجزّأ من قيمه ويهمّه التعامل مع العلامات التجارية والشركات التي تأخذ الاستدامة على محمل الجدّ. بالنسبة لنا، يكمن مبدأ الاستدامة في صميم العلامات التجارية ودور الأزياء الفاخرة. نحن نحترم الحرفية العالية التي تدخل في الإنتاج، وأهمية أن تصبح التصاميم الفاخرة متوارثة من جيل إلى آخر. حتماً هذا المبدأ أصبح من أولويّاتنا، أكان من خلال طريقة تغليفنا لمنتجاتنا، طريقة تصميم الديكور في متاجرنا أو القيام بمبادرات لردّ الجميل لمجتمعنا.
ما هي خطوات السلامة المتّخذة ضمن متاجر Level Shoes؟
لدينا فريق عمل في مجموعة Chalhoub تحت اسم فريق استمرارية الأعمال، كان يجتمع كلّ يومين منذ بدء الأزمة والآن بشكل أسبوعي. يقوم الفريق بمراجعة البروتوكول الصارم المتّبع في متاجرنا ومستودعاتنا فيما يتعلّق بالسلامة والنظافة. نتبع أوّلاً قواعد وتوصيات الحكومة ونضع قواعدنا الخاصة أيضاً. كذلك، وفيما يتعلّق بالأحذية، نقدّم جوارب مخصصة للاستعمال الواحد ومن ثمّ نتخلّص منها بشكل فوري. نحن بحاجة إلى التكيف حتى يشعر الزبائن بالأمان
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أبرز إطلالات النجمات بأزياء شيفون بقصّة الكتف الواحدة
الكشف عن إطلالات صيفية لأصالة كامل لتلهمكن أفكارًا رائعة
أرسل تعليقك