توقيت القاهرة المحلي 19:48:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انخفاض أعداد الحشرات يُهدّد بحدوث بانهيار كارثي للنظم الإيكولوجية للطبيعة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - انخفاض أعداد الحشرات يُهدّد بحدوث بانهيار كارثي للنظم الإيكولوجية للطبيعة

الحشرات
لندن ـ سليم كرم

تتجه الحشرات في العالم نحو الانقراض، مما يهدد بحدوث انهيار كارثي للنظم الإيكولوجية للطبيعة، وفقًا لتقرير علمي عالمي الأول من نوعه.

وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، نقلًا عن أول مراجعة علمية في هذا النطاق، أن أكثر من 40٪ من أنواع الحشرات يتراجع أعدادها، وأن نحو الثلث معرض للخطر.

وأوضحت المراجعة أن معدل انقراض الحشرات، أسرع ثماني مرات من الثدييات والطيور والزواحف، وأن الكتلة الكلية للحشرات تتناقص بمعدل 2.5 في المائة سنويًا، وفقًا لأفضل البيانات المتاحة، مما يشير إلى أنها قد تختفي خلال قرن من الزمان.

ووفقًا للمراجعة فإن كوكب الأرض بدأ يشهد عملية الانقراض الجماعي السادسة في تاريخه، مع تقارير تفيد بخسائر فادحة بالفعل تتعرض لها الحيوانات كبيرة الحجم، التي يسهل دراستها.

وتعتبر الحشرات الكائنات الأكثر تنوعًا ووفرة، فهي تفوق عدد سكان الأرض بنحو 17 ضعفًا، ويقول الباحثون إنها ضرورية لأداء سليم لجميع النظم البيئية، باعتبارها غذاء للمخلوقات الأخرى والملقحات وإعادة تدوير المواد الغذائية، وقد كشفت الأبحاث مؤخرًا عن انخفاض في أعداد الحشرات في ألمانيا وبورتوريكو، لكن المراجعة الأخيرة تشير بقوة إلى أن الأزمة عالمية.

وحدّد الباحثون استنتاجاتهم بشروط غير معتادة على نحو غير مسبوق، حيث تؤكد النتائج أن تطورات انخفاض أعداد الحشرات، تؤكد "أن الانقراض الكبير السادس، يؤثر بشكل عميق على أشكال الحياة على كوكبنا".

وقال العلماء إنه، "ما لم نغير طرقنا في إنتاج الغذاء، فإن أعداد الحشرات كلها ستذهب إلى طريق الانقراض في بضعة عقود، وانعكاسات هذا الأمر وتأثيراته على الأنظمة البيئية على الأرض، يمكن وصفها على الأقل بأنها كارثية".

ويقول التحليل الذي نشر في مجلة "Biological Conservation"، إن الزراعة المكثفة هي المحرك الرئيسي للتراجع ، لاسيما الاستخدام الكثيف للمبيدات كما أن التحضر وتغير المناخ هما عاملان مهمان، بينما قال فرانشيسكو سانشيز بايو، من جامعة سيدني في أستراليا، الذي كتب هذه المراجعة مع كريس ويكهايزز، من أكاديمية الصين للعلوم الزراعية في بكين، "إذا لم يكن من الممكن وقف خسائر أنواع الحشرات، فإن ذلك سيكون له عواقب كارثية على كل من النظم الإيكولوجية لكوكب الأرض وعلى بقاء البشرية".

وبيّن سانشيز بايو لصحيفة "الغارديان"، أنّ معدل الخسارة السنوية البالغ 2.5٪، خلال السنوات الـ25-30 الماضية "صادم"، و في غضون 10 سنوات سيكون لدينا انخفاض كبير يصل إلى الربع، وفي نصف قرن فقط، لن يتبقى لنا سوى النصف، وفي 100 عام لن يكون لدينا أي شيء، كما أن واحدة من أكبر الآثار المترتبة على فقدان الحشرات هو التأثير على العديد من الطيور والزواحف والبرمائيات والأسماك التي تأكل الحشرات، وقال بايو، "إذا اختفى هذا المصدر الغذائي، فإن كل هذه الحيوانات ستتضور جوعًا حتى الموت"، وقد لوحظت بالفعل هذه الآثار المتتالية في بورتوريكو، حيث كشفت دراسة حديثة عن انخفاض بنسبة 98٪ في الحشرات الأرضية على مدار 35 عامًا.

اقرأ أيضًا:

دراسة بريطانية تؤكّد أن الموجات الحارة تُقضي على خصوبة ذكور الحشرات

واختارت المراجعة العلمية جمع معلومات من 73 دراسة أجريت حتى الآن، وذلك لتقييم انخفاض أعداد الحشرات، وتعد الفراشات والعثة من بين أكثر الفئات تضررًا فعلى سبيل المثال، انخفض عدد أنواع الفراشات المنتشرة على نطاق واسع بنسبة 58 في المائة على الأراضي المزروعة في إنكلترا بين عامي 2000 و2009، كما تضرر النحل بشكل خطير، حيث لم يتم العثور في عام 2013 إلا على نصف أنواع النحل الطنان في أوكلاهوما بالولايات المتحدة في عام 1949، وكان عدد مستعمرات نحل العسل في الولايات المتحدة 6 ملايين في عام 1947، ولكن تم فقدان 3.5 مليون منها منذ ذلك الحين.

وهناك أكثر من 350 ألف نوع من الخنفساء، ويعتقد أن عددها انخفض كثيرًا، خاصة خنافس الروث، وكذلك كثير من الذباب والنمل، ولكن هناك ثغرات كبيرة في أسباب التناقص، كما أن عدد قليل من الأنواع القابلة للتكيف يزداد عددها، ولكن ليس بما يكفي لتجاوز الخسائر الكبيرة، "هناك دائمًا بعض الأنواع التي تستفيد من الفراغ الذي تركه انقراض الأنواع الأخرى"، وفقا لسانشيز بايو، وفي الولايات المتحدة ، تتزايد أعداد النحلة الطنانة الشرقية بسبب تحملها لمبيدات الآفات.

وأجريت معظم الدراسات التي تم تحليلها في أوروبا الغربية والولايات المتحدة ، مع عدد قليل يتراوح من أستراليا إلى الصين والبرازيل إلى جنوب أفريقيا، ويُعتقد أن فئات جديدة من المبيدات الحشرية التي تم إدخالها في السنوات العشرين الماضية ، بما في ذلك النيونيكوتينويدز والفبرونيل، كانت ضارة بشكل خاص لأنها تستخدم بشكل روتيني وتستمر في البيئة

قد يهمك أيضًا:

علماء البيئة يكتشفون أن "غليفوسات" يقتل الحشرات التي تحافظ على التوازن البيئي

"خبراء تغذية" ينصحون بإطعام "الحشرات" إلى الكلاب

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انخفاض أعداد الحشرات يُهدّد بحدوث بانهيار كارثي للنظم الإيكولوجية للطبيعة انخفاض أعداد الحشرات يُهدّد بحدوث بانهيار كارثي للنظم الإيكولوجية للطبيعة



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon