القاهرة ـ مصر اليوم
ظواهر جوية جامحة بدأت تضرب البلاد فى السنوات الأخيرة لتعلن رسميًّا أن التغيُّرات المناخية التى يشهدها العالم أجمع بدأت تُلقي بظلالها على مصر فغيَّرت من سمات الطقس؛ فبعد أن كان معتدلًا حارًا صيفًا باردًا شتاءً أصبح شديد الحرارة رطبًا صيفًا شديد البرودة شتاءً.
الأمر لم يقف فقط عند تغيُّرات فى حالة الطقس؛ حيث حذَّر رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون من اختفاء 3 مدن، وهى: "ميامي والإسكندرية وشنجهاي" فى حال لم يتم اتخاذ إجراءات لمنع ارتفاع درجات الحرارة على سطح الأرض.
تصريحات رئيس وزراء بريطانيا تبدو مخيفةً، ولكنَّ متابعي التاريخ على علم بأن الإسكندرية غرقت من قبل وتعرَّضت لتسونامي فى عام ١٣٠٣ ميلاديًّا وانفلق البحر نصفين، وبالرغم من أن الجميع متخوِّف من غرق الإسكندرية إلا أن دراسةً جديدةً للشبكة القومية للزلازل، التابعة للمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أكدت أنه ليست الإسكندرية فقط المعرَّضة لحدوث تسونامي؛ حيث أُجريت الدراسة على مدن الساحل الشمالى لإعداد خريطة مخاطر التسونامي عن طريق تحديد ارتفاعات الأمواج المتوقَّعة عند كل ساحل.
وقامت الدراسة بناءً على تتبُّع آثار التسونامي التاريخية للسواحل القريبة من أوروبا، وتمت النمذجة وفقًا للسيناريو الأسوأ لكل مصدر لموجات التسونامي التى تم جمعها فى نموذج عن الزلازل -المتسبِّب الأول فى التسونامى- من حيث الموقع والقوة والعمق وأماكن التصدع ودراسة كل منها على حدة والخروج بمؤشرات أعلى موجة فى الساحل المصرى باستخدام خريطة توزيع أعماق البحر المتوسط والساحل الشمالى بدقة 500 متر للأعماق الكبيرة فى البحر.
وخرجت الدراسة إلى تقسيم الساحل الشمالي لعدة مناطق وفقًا لمستوى الخطورة تتراوح ما بين منخفضة وعالية جدًّا، وتم تقييم مدن: "السلوم، دمياط، الإسكندرية" بأنها مدن عالية الخطورة، أما مدن الدلتا فتكون خطورة من متوسطة إلى عالية.
الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أكد أن المعهد يقوم بدراسات مستمرة لدراسة آثار التغيرات المناخية، وهناك تنسيق مستمر بين المعهد ومعهد بحوث الشواطئ وغرفة عمليات مجلس الوزراء لوضع إستراتيجية للتعامل مع الكوارث والأزمات ووضع سيناريوهات استباقية حتى يتسنَّى للدولة حماية المواطنين.
وأشار "القاضي"، إلى أن الدولة بكافة أجهزتها المعنية لديها إستراتيجية للتعامل مع الأزمات والكوارث، يتم تحديثها أولًا بأول وتدريب العاملين فى الدولة عليها تحسبًا لأى طوارئ.
مؤكدًا أنه لا يمكن منع حدوث التسونامي؛ لأنها موجات سريعة الانتشار، ولكن نظام الإنذار المبكر لمعرفة حدوث التسونامي يتيح الاستعداد له قبل حدوثه بثوانٍ؛ حيث إخلاء السواحل من المواطنين.
وأكد الدكتور محمود شاهين، رئيس غرفة التحاليل والتنبؤات الجوية بهيئة الأرصاد الجوية، أن التغيرات المناخية يشهدها العالم أجمع ومصر كان لها نصيب تمثَّل فى ظهور الظواهر الجوية الجامحة كسقوط حبات البرد والثلج على القاهرة، وهو ما حدث خلال السنوات الماضية فى المدن الجديدة بشرق القاهرة.
وأضاف "شاهين"، أن سقوط السيول أيضًا من التغيُّرات المناخية، فضلًا عن ارتفاع نسب الرطوبة فى الصيف بمعدلات عالية وانخفاض درجات الحرارة لتحت الصفر فى فصل الشتاء.
وقال: إن ما يدور عن اختفاء الإسكندرية وغرقها ومدن الدلتا هو مجرد دراسات وتوقعات لا يمكن الجزم بها، ولكن يجب العمل على الحفاظ على درجة حرارة الأرض من خلال تقليل استخدام الوقود الحفري، وهو توصيات كافة مؤتمرات مواجهة التغيُّرات المناخية.
قد يهمك أيضًا:
الأرصاد تكشف حالة الطقس على مدار الـ 72 ساعة المقبلة بدءًا من غدٍ
إعلان حالة الطوارئ القصوى في مصر للتعامل مع السيول وتقلبات الطقس
أرسل تعليقك