توقيت القاهرة المحلي 04:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"كورونا" يُحسن جودة الهواء حول العالم بفعل تدابير الحجر المنزلي

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - كورونا يُحسن جودة الهواء حول العالم بفعل تدابير الحجر المنزلي

التلوث الجوي
روما ـ مصر اليوم

إذا نظرنا بشكل مختلف للأوضاع التي فرضها وتسبب فيها تفشي فيروس كورونا المستجد، فسنجد أنه بالرغم من أن للفيروس ضحايا بالمئات ومصابين بالمئات، إلا أن الجانب المشرق، هو ما تمثل في تحسن لافت في جودة الهواء بالبلدان التي تشهد شللا شبه كامل للأنشطة الاقتصادية بسبب الفيروس، بفعل تراجع مستويات التلوث الجوي، لكن من المبكر التكهن بتبعات هذا الوضع.
وأظهرت صور التقطتها الأقمار الصناعية التابعة لوكالة الفضاء الأمركية (ناسا)، الشهر الماضي، تراجعا كبيرا في مستوى تركيز ثاني أكسيد النيتروجين الناجم بشكل رئيسي عن المركبات ومراكز إنتاج الطاقة الحرارية، في مدينة ووهان الصينية منشأ وباء كورونا المستجد. وبعدما كانت خريطة التلوث في المنطقة باللونين الأحمر والبرتقالي، انتقلت إلى الأزرق بفعل تقلص مستويات التلوث.
وسجلت وكالة الفضاء الأوروبية الظاهرة عينها مطلع الشهر الجاري في شمال إيطاليا التي يقبع سكانها في الحجر المنزلي منذ أسابيع لتطويق انتشار الفيروس. كذلك لوحظ الوضع نفسه في مدريد وبرشلونة حيث فرضت تدابير الحجر على السكان منذ منتصف مارس الحالي، وفق الوكالة الأوروبية للبيئة، حيث يسبب ثاني أكسيد النيتروجين التهابا قويا في المجاري التنفسية، وهو من الغازات الملوثة.
ويوضح فنسان هنري بوش من برنامج "كوبرنيكوس" الأوروبي لمراقبة الأرض لوكالة "فرانس برس" أن هذا الغاز "يبقى يوما واحدا في الغلاف الجوي" ويستقر على مقربة من مصادر الانبعاثات، ما يجعل منه مؤشرا جيدا لكثافة الأنشطة البشرية.
وتعد مستويات التراجع هذه غير مسبوقة بحدتها، حيث أوضحت الباحثة في وكالة الفضاء الأميركية في ليو في تعليقا على تقلص التلوث في الصين "هذه المرة الأولى التي أرى فيها تغيرا بهذه الدرجة في منطقة بهذا الحجم بفعل حدث معين".
ويقول ألبرتو غونزاليز أورتيز الاختصاصي في جودة الهواء في الوكالة الأوروبية للبيئة إنه حتى في الأزمة الاقتصادية العالمية في 2008 و2009، كان التراجع "أكثر استمرارا على المدى الزمني".
ويلفت فنسان هنري بوش إلى أن مستويات التركيز الوسطي بثاني أكسيد النيتروجين في شمال إيطاليا تراجعت إلى النصف تقريبا.

ماذا عن المدى الطويل؟
وفي بلدان ومناطق أخرى اتخذت تدابير حجر منزلي، بينها فرنسا وبلجيكا والأرجنتين وتونس وكولومبيا وكاليفورنيا وبافاريا، يتعين الانتظار قليلا لرصد تطور الوضع، لكن ذلك لا يعني أن الهواء في العالم بات نقيا. ففي الصين، سجلت بكين محطات تلوث بالجسميات الدقيقة في فبراير بحسب بيانات مرصد "ناسا إيرث". كذلك الأمر مع باريس التي سجلت معدلا متوسطا في مؤشر التلوث رغم تدابير الحجر المنزلي، بفعل وجود جسيمات دقيقة وغاز الأوزون في الغلاف الجوي.
ويوضح فنسان هنري بوش أن تركيز المواد الملوثة قد يتغير تبعا للأحوال الجوية. ويقول: "بعض مصادر الانبعاثات مثل إنتاج الطاقة وتلك المتصلة بالسكن لا تتراجع على ما يبدو عندما يلازم عدد أكبر من الأشخاص المنازل"، غير أنه يلفت إلى أن مستويات الجزيئات الدقيقة (2,5 ميكرومتر و10 ميكرومتر) وأول أكسيد الكربون "ستتراجع أيضا مع الوقت" خصوصا بفعل تراجع حركة النقل والصناعة.
ويشير الاختصاصي الفرنسي في معالجة الأمراض الرئوية، برونو أوسيه، إلى أن "أي تراجع في التلوث نبأ سار"، حيث أنه على المدى القصير، يسبب التلوث بالجزيئات الدقيقة التهابات في العينين والحلق ومشكلات تنفسية. ولدى الأشخاص المسنين أم المصابين بالربو، قد تكون الرعاية الطبية لازمة لمعالجة مشكلات تنفسية أو قلبية وعائية في الأيام والأسابيع التي تلي التعرض لهذه العناصر. وقد تنتهي الحالات الأكثر خطورة بالوفاة.
وعلى المدى الطويل، قد يؤدي ذلك إلى أمراض مزمنة أو تنفسية أو قلبية وعائية أو سرطان في الرئة، حيث يوضح أوسيه أن التزام المنزل قد يتيح "تقليص الالتهابات"، خصوصا في ظل ارتباط جودة الهواء في داخل المساكن بتلك المسجلة في الخارج، غير أن ألبرتو غونزاليز أورتيز يشير إلى صعوبة التكهن بالتبعات على المدى الطويل لأن "الأثر الأكبر ينجم عن التعرض على المدى الطويل".

وقد يهمك أيضًا:

التلوث الجوي يثير موجة من الاستياء في الصين

التلوث الجوي يصل إلى التيبت في الصين

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كورونا يُحسن جودة الهواء حول العالم بفعل تدابير الحجر المنزلي كورونا يُحسن جودة الهواء حول العالم بفعل تدابير الحجر المنزلي



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 17:41 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
  مصر اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 02:00 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ
  مصر اليوم - تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 17:46 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما
  مصر اليوم - منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"الأرصاد المصرية " تعلن عن درجات الحرارة المتوقعة الأربعاء

GMT 03:57 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

توماس توخيل يتوج بـ11 لقبًا قبل بداية مشواره مع منتخب إنجلترا

GMT 12:10 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

صدام جديد بين مانشستر يونايتد وليفربول في كأس الاتحاد

GMT 12:38 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

تفاصيل القبض على والد طفلة التعرية في الدقهلية

GMT 07:05 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تعرف على أبرز 5 أسباب للشعور بالتعب طوال الوقت

GMT 18:17 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

بسنت شوقي تكشف تفاصيل زواجها من محمد فراج
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon