تنتشر الأكواخ على أسطح المباني في هونغ كونغ منذ عقود ويعيش فيها أفقر الفقراء في هذه المدينة التي تعد فيها أسعار العقارات خيالية، غير أن الحكومة تعتزم تدمير هذه المساكن البائسة.
وقد بدأت أكواخ الخشب والقرميد والصفيح هذه تبنى في الخمسينات على السطوح. وهي تصمد نسبيا في وجه الأعاصير التي تضرب هذه المنطقة الواقعة في جنوب الصين والمعروفة بمناخها الحار الرطب.
وتعتبر الحكومة أن هذه المساكن خطيرة، ويوافقها السكان الرأي.
لكن ما من خيار آخر لديهم في مدينة يصل فيها سعر الشقة الفاخرة إلى 50 مليون دولار أميركي (36,8 مليون يورو) وقد يستغرق الأمر سنوات للحصول على شقة في مبنى شعبي.
فالإيجار "يكلف آلاف الدولارات (المحلي) على الأقل، ويتعذر علينا تسديد هذه الكلفة"، على ما قالت سو شينغيون ربة البيت التي تعيش مع ابنتيها وزوجها البناء في أحد هذه الأكواخ التي تستعد السلطات لتدميرها بموجب مرسوم.
وتنتشر 10 أكواخ على سطح هذا المبنى المؤلف من عشرة طوابق في حي شام شوي بو الشعبي .
وقد غادرت سو شينغيون (46 عاما) بر الصين الرئيسي قبل أربع سنوات لتلحق بزوجها وتسكن في هذا الكوخ. وهي تتمنى الحصول على بيت أفضل لابنتيها وهي كشفت أنها تقدمت بطلب لشقة مي مسكن شعبي قبل سنوات.
وصرحت ربة البيت "أخاف جدا عند وقوع الأعاصير وأخشى أن ينهار السقف علينا وأشعر بالجدران وهي تهتز". وهي تتشارك المطبخ مع جيرانها، بالإضافة إلى المرحاض وأنبوب يقوم مقام مضخة مياه.
ويمتلك السكان هذه الأكواخ في غالب الأحيان أو يدفعون إيجارات بسيطة. وما من مجال لينتقلوا للعيش في شقة خاصة.
وشرحت أنجيلا لوي التي تعمل في جمعية تكافح الفقر أن "إيجار الشهر الأول لشقة صغيرة قد يتخطى 10 آلاف دولار محلي (950 يورو) ... ويتعذر على العائلات تسديد هذا المبلغ".
وكثيرة هي الأكواخ المشيدة في الخمسينات والستينات خلال تدفق المهاجرين من بر الصين الرئيسي في فترة كانت القواعد المفروضة على هذا النوع من المساكن جد بسيطة.
وسكان الأكواخ هم من أبناء المدينة والمهاجرين، على حد سواء، بحسب أنجيلا لوي، حتى أن البعض يعيشون فيها منذ 30 عاما.
وما من تعداد رسمي لهؤلاء السكان، لكن السلطات تقدر عدد المساكن غير الصحية ب 170 ألف مسكن.
وتشن الحكومة حملة تستهدف "المساكن المتخلةف عن المعايير" من قبيل هذه الأكواخ، مشيرة إلى أن المسألة تتعلق بسلامة السكان.
وبين العامين 2001 و 2011، دمرت السلطات 400 ألف كوخ.
غير أن وتيرة عمليات إعادة الإسكان جد بطيئة بالمقارنة مع عمليات التدمير، على حد قول أنجيلا لوي التي تندد بنقص التنسيق بين الوكالات الحكومية المختلفة.
ولا يحق لسكان هذه الأكواخ ومستأجيرها الحصول على أي تعويض، إذ أن القانون لا يعترف بمساكنهم.
وكشف كوانغ شوان (55 عاما) الذي هاجر من فيتنام قبل سنوات ويعيش في أحد الأكواخ منذ 10 سنوات "لم يقل لي أحد إن هذه المساكن غير شرعية".
وتؤكد وزارتا الإعمار والإسكان أنهما تنسقان نشاطاتهما وأن الشقق الميسورة الكلفة ستقدم لهؤلاء الذين يستوفون الشروط المطلوبة.
وكانت لوائح الانتظار تضم في نهاية آذار/مارس 250 ألف متقدم بطلب في هونغ كونغ التي يعيش فيها 7,2 ملايين نسمة مع فترة انتظار تناهز ثلاث سنوات، بحسب وزارة الإسكان.
ويمكن لسكان هذه الأكواخ الانتقال إلى ملاجئ، لكن هذه الأخيرة تقع في أقاصي هونغ كونغ، ما يرغمهم على البحث عن عمل آخر ومدارس أخرى للأولاد.
وختمت أنجيلا لوي قائلة إن "هونغ كونغ مدينة غنية ... ومن واجبنا تأمين مسكن لائق لكل فرد من سكانها".
أرسل تعليقك