القاهره - أ.ش.أ
تتطلع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) إلى تحقيق انتعاش اقتصادى بالقرى الساحلية في افريقيا من خلال مشروعها المبتكر لتجفيف الأسماك (أرفف التجفيف المعلقة) الذى أدى لمضاعفة سعر كيلو السمك وتقليل نسبة الفاقد وإقامة أنشطة جديدة مساعدة إلى جانب أنشطة صيد وبيع الأسماك.
وقالت "فاو" في تقرير وزع في القاهرة اليوم انها تسعى للترويج لاستخدام "أرفف التجفيف المعلقة" في بلدان أخرى من القارة مثل كينيا، وأوغندا، وزامبيا، حيث أدى نجاح هذه التقنية حتى الآن لانتاج أسماك مجففة يتم تصديرها بسهولة وبيعها في زمبابوي، ورواندا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
ويرجع تاريخ إطلاق هذا المشروع إلى مبادرة "فاو" بالتعاون مع هيئة بوروندي لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، قبل عدة سنوات، لاقامة مشروع أولي صغير في قرية "مافوغو" على بحيرة تنغانيقا في بوروندى، بنصب 48 رفاً منخفض التكلفة من شِباك الأسلاك المعدنية المعلقة على ارتفاع متر فوق سطح الأرض، وتقديم التدريب والتوعية اللازمة حول كيفية بناء هذه الأرفف.
وما لبث أن لاحظ السكان مدى الفوائد، مع تقليل الوقت المطلوب للتجفيف من ثلاثة أيام إلى ثماني ساعات فقط، مما يعني أن المنتجين أضحى بوسعهم تجفيف دفعات متعددة من الأسماك في اليوم الواحد، ووضع الأسماك بعيداً عن متناول الحيوانات، فضلاً عن إمكانية تغطية الأرفف إن سقطت أمطار منعاً للتلف.
وسرعان ما انتشرت أنباء أرفف التجفيف بين مجتمعات الصيد، وانتشر استخدام الأرفف على طول شواطئ البحيرة لتتسع المساحة المخصصة لتجفيف الأسماك بالقرب من قرية "مافوغو"، من فدان واحد في عام 2004 إلى خمسة فدادين اليوم، وزاد عدد المجففين في جميع مواقع الصيد الرسمية على طول شواطئ بحيرة تنجانيقا من 500 إلى أكثر من 2000.
وبينما انخفضت كمية الفاقد من الأسماك بسبب سوء عمليات التجفيف قديما، بمقدار النصف تحسنت نوعية الأسماك المجففة لترتفع أسعار بيعها بما يتجاوز الضعف، حيث بلغ ما يعادل 2.5 دولار أمريكي للكيلوجرام في عام 2004 إلى ما يعادل 5 دولار للكجم حاليا.
وبفضل هذه الأرفف تسمح فترة الحفظ الأطول للأسماك المجففة بنقل المنتج من نوع محلي يعرف باسم "نداغالا"، ويحتوي على نسبة عالية من البروتين ليس فقط داخلياً بل وأيضاً إلى أسواق عابرة للحدود وإقليمية، والمساهمة في تغذية المجتمعات المحلية البعيدة عن مصادر الأسماك الطازجة.
وتقول الخبيرة يفيت ديي عوادي، مسؤولة الصناعات السمكية لدى "فاو"، أن "الشيء غير العادي هو كيف كان لهذا المشروع الضئيل تأثير كرة الثلج المتدحرجة المتنامية على العديد من مناطق الصيد الساحلية"، مضيفة "أن من النادر الآن مشاهدة مظاهر التجفيف القديمة المتخلفة؛ حتى وإن لم يكن بوسع الصيادين تدبير الأرفف المرتفعة الثمن فأنهم يقومون بعمل أرفف بديلة من الخشب وشباك الصيد. والملاحظ ان مجتمعات الصيد في البلدان المجاورة أخذت تحذو تقنية أرفف التجفيف المعلقة".
أرسل تعليقك