c الوجه غير المكتشف لحضارة شبه الجزيرة العربية في معرض في - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 18:56:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الوجه غير المكتشف لحضارة شبه الجزيرة العربية في معرض في واشنطن

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الوجه غير المكتشف لحضارة شبه الجزيرة العربية في معرض في واشنطن

واشنطن ـ وكالات

ظهر معرض جديد في واشنطن جانبا من جوانب الفن السعودي لم يكن معروفا من ذي قبل، مما يعد بإحداث ثورة ثقافية وتاريخية في هذه المنطقة. وكانت المفاهيم الإسلامية هي المهيمنة على المفاهيم العامة للثقافة العربية لمئات السنين. إلا أن العمليات الحديثة للكشف عن الآثار داخل الدولة السعودية الحديثة تظهر أن هناك دلائل على وجود حضارات متطورة وقديمة من شأنها أن تغير من نظرتنا إلى حقبة ما قبل الإسلام. وكانت تجارة العطارة المربحة، وخاصة تجارة البخور، سببا في وجود شبكة من القوافل كانت ممتدة من القرن الإفريقي وحتى إيران والبحر الأبيض المتوسط. وفي المنتصف تقع شبه الجزيرة العربية، التي كانت تعد مركزا معروفا للتجارة والثقافة. ويقول الدكتور جوليان رابي مدير معارض ساكلر وفرير للفن الاسيوي في واشنطن "ما نراه هو أن شبه الجزيرة العربية لم تكن شبه جزيرة مغلقة ومتصحرة ومعزولة. بل كانت في الواقع مرتبطة بشكل حيوي بسائر العالم القديم.. وهذا الواقع المكتشف يكذب الاعتقاد السائد". ويقدم معرض فرير وساكلر تماثيل ضخمة، ومنحوتات برونزية، وأواني زجاجية، مجوهرات وشواهد حجرية غامضة، تعود الى حقبة تمتد على اكثر من ستة الاف سنة مضت، ويحمل المعرض اسم "علم الآثار والتاريخ في المملكة العربية السعودية". ويدلل المعرض على وجه الخصوص، على أهمية الإنسان في فن ما قبل الاسلام في القرن السابع ميلادي، عندما اقتصر التعبير الفني إلى حد كبير على فن الخط. ومن ابرز المنحوتات تمثال برونزي يوناني يمثل هرقل يعود الى القرن الثاني ميلادي، ومجموعة من التماثيل الحجرية ذات العضلات التي كان يتم صفها على مدخل المعبد بين القرنين الثالث والرابع قبل الميلاد. ويقول رابي "بالنسبة للكثيرين ما حدث قبل الاسلام لم يكن ذا مغزى. كما ان الدراسات الاستشراقية في الغرب والولايات المتحدة نظرت إلى كل ما دار قبل الاسلام على انه منعدم الاهمية الثقافية لانهم لم يكونوا يعلمون ما كان موجودا آنذاك". ويرجع الجهل بالجزيرة العربية ما قبل الاسلام الى ندرة الوثائق المكتوبة. وتقدم الاستكشافات الاثرية التي بدأت منذ نحو اربعين عاما اول دليل ملموس قبل القرن السابع ونزول الوحي. وقد تكون الاكتشافات مثيرة للجدل بالنسبة للاسلاميين المتشددين. وفي عام 2001 دمرت طالبان تمثالي بوذا في باميان في افغانستان اللذين يرجعان الى القرن السادس الميلادي والمدرجين على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، حيث اعتبرهما المتشددون اصناما واوثانا يجب هدمها. ولكن الاسرة المالكة في السعودية اعربت عن تأييدها للاكتشافات في شبه الجزيرة العربية وتدعم المزيد من البحث في تاريخ المنطقة. ويرى الامير سلطان بن سلمان إن هذه الاكتشافات لن تحدث خلافا دينيا، بل انها على النقيض من ذلك تقدم اسلوبا جديدا لفهم الاسلام. وقال الامير سلطان "الاسلام لم يلغ الحضارات الي جاءت قبله". وأضاف "جاء الاسلام دينا كريما معتدا بثقافته ولكنه لم يحقر ما جاء قبله من الثقافات. إننا نسيئ للاسلام اذا اعتقدنا انه جاء في منطقة لا تاريخ لها والى صفحة خاوية والى اشخاص لم يكن لديهم شيء آخر". والامير سلطان هو رئيس المفوضية السعودية للسياحة والاثار، وهو يأمل ان الاهتمام بتاريخ المنطقة قد يجلب اليها السائحين. كما انه يريد ان يفهم السعوديون، خاصة الشباب، تاريخ بلادهم وتراثها. ويقول الامير "إن هذه ثورة تامة في السعودية فيما يتعلق بارتقاء الثقافة والتاريخ في البلاد الى المستوى اللائق بهما". واضاف "في غضون ثلاث سنوات سينهض السعوديون ليجدوا تاريخا لبلادهم لم يكونوا على علم به من قبل". وتخطط المملكة لانشاء عدد من المتاحف بـ "ميزانيات ضخمة"، حسبما قال الامير، وتعمل اطقم من علماء الاثار الدوليين والمؤرخين جبنا الى جنب مع علماء ومؤرخين سعوديين.ولكن الامير يقول إن السعودية تريد الاحتفاظ بالسيطرة على تراثها. وقال "لا نريد فرقا من العلماء والمؤرخين والاثريين من شتى انحاء العالم دون ان نكون معهم يدا بيد وهم يكتشفون تاريخ السعودية. اننا مستعدون والوقت مناسب". والى جانب تغيير المعتقدات والتصورات عن حضارة ما قبل الاسلام، تقدم الاكتشافات ادلة على التغيرات في البيئة والتضاريس الطبيعية. وحاليا تلقب السعودية بمملكة الصحراء، ولكن تم اكتشاف رسوم على صخور تصور اشخاصا يمتطون جمالا ويصيدون نعاما، والنعام طائر لم يتمكن من العيش في المنطقة منذ آلاف السنين. ويتطلب الامر المزيد من الابحاث لحل الخلاف بشأن ظهور أول حصان أليف في التاريخ. وتشير أدلة الى ان الحصان غير البري كان معروفا في سهوب أوراسيا منذ نحو اربعة آلاف عام قبل الميلاد. ولكن بعض علماء الاثار يقولون إلى أن رسوما اولية لرأس حصان وجزء من جسمه عثر عليها جنوب غرب السعودية قد ترجع الى سبعة آلاف عام قبل الميلاد. ويقول رابي "اذا كان ذلك صحيحا فإن ذلك قد يثبت ترويض الخيل في الجزيرة العربية قبل ما كان يعتقد بأمد طويل". ويتوقع العلماء ان تؤدي الابحاث في السعودية الى المزيد من الاكتشافات الهامة في غضون الاعوام القليلة القادمة والى ثروة من المعلومات التي قد تؤدي الى عمل معرض جديد.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوجه غير المكتشف لحضارة شبه الجزيرة العربية في معرض في واشنطن الوجه غير المكتشف لحضارة شبه الجزيرة العربية في معرض في واشنطن



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon