c رواية مصرية عن بطل يتحول إلى طائر هربًا من الوحدة - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رواية مصرية عن بطل يتحول إلى طائر هربًا من الوحدة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - رواية مصرية عن بطل يتحول إلى طائر هربًا من الوحدة

رواية بطل يتحول إلى طائر هربًا من الوحدة
القاهرة - مصر اليوم

مع توالي أعماله الروائية يظل الهاجس الرئيسي الذي يطارد الكاتب المصري عادل عصمت في أعماله الإبداعية هو الحرية وكسر قيود المجتمع على الإنسان، فلما استبد به الخيال حلق عاليا في السماء متخذا هيئة "غراب".

رواية "صوت الغراب" هي أحدث أعمال الروائي المصري بعد روايته "حكايات يوسف تادرس" التي فاز عنها عصمت بجائزة نجيب محفوظ للأدب في 2016.

وبينما اتخذ بطل "حكايات يوسف تادرس" الفن سبيلا للحرية فإن بطل "صوت الغراب" سكنته فكرة التحرر حتى بدأ عقله وجسده معا يستجيبان لها، فطالت أظفاره وتحدب أنفه واحتدت ملامح وجهه وتهيأ للتحليق عاليا.

محاولة الطيران

تبدأ الأحداث الرواية، الصادرة عن الكتب خان للنشر والتوزيع بالقاهرة في 196 صفحة من القطع المتوسط، في مدينة طنطا بدلتا مصر حيث ولد بطل الرواية وراويها الذي لا يمنحه المؤلف اسما ربما إمعانا في التحرر من كل شيء حتى الأسماء.

يولد البطل لعائلة تعمل بالعطارة وتتوارثها أبا عن جد ويجد نفسه في وسط أسرة تتكون من أمه وأبيه وشقيقيه حسن ومحسن وشقيقتهم الصغرى مريم، لكنه يبقى منعزلا عن الجميع في غربته الداخلية لا ينتمي إلى أحد سوى نفسه.

راودت فكرة الطيران بطل الرواية منذ الطفولة فبدأ الحلم مع أول دراجة حصل عليها. كان يقودها ويذهب بعيدا إلى حدود مدينته ويشعر معها بالتحرر من قيود أمه وأبيه. يقول "كانت الدراجة أداة الطيران الذي جربته في ذلك اليوم. في الضوء الباهر لميدان الساعة أدركت مرة أخرى فضلها. يمكنني أن أطير بها حتى يتلاشى كل شيء، هاربا من البيت الذي بدا لي في ذلك اليوم كجزمة ضيقة علي أن أضع نفسي فيها مهما تقرح جسدي".

ومن الدراجة ينتقل بطل الرواية إلى وسيلة جديدة تساعده على التحرر والتحليق فوق همومه، فيسرق بعض الأموال من شقيقه الأكبر، ويشتري منظارا يراقب به السماء والنجوم، لكن تدريجيا يجد نفسه بدلا من ذلك يراقب الناس والمنازل والنوافذ والطرقات من فوق سطح بيته. كما كان يردد البطل "عشت أفكاري على نحو سري، منتبها لما فيها من خيال، حتى وصلت إلى اللحظة التي بدأ الحنين فيها إلى الطيران. لم أحك لأحد عن المنظار. قصتي التي لن يعرفها غيري، سوف أعيدها في ذهني طول حبسي حتى يأتي اليوم الذي أحلق فيه فوق المدينة وفوق حياتي طائرا إلى بعيد".

مع انتقال بطل الرواية إلى مرحلة التعليم الثانوي ثم الجامعة تتغير الوسيلة إلى السينما ويغرق في عالم الأفلام والصور وما وراءها من تفاصيل، ويعزز ذلك التحاق أحد زملاء دراسته بمعهد الفنون المسرحية، فقد قاده المنظار إلى التعلق بالسينما. وقد "كان الأمر مربكا" كما يقول، فالمتعة التي كان يعيشها عندما يحمل المنظار ويقف في ظلمة السطوح، متحققة في السينما بشكل حي كأنه في حياة طبيعية، حتى أن "ظلمة السينما تشبه ظلمة السطوح" وكما يقول البطل "أجلس ساكنا في لحظة سر. ينسال الناس في مناخ فضي كأنهم في حلم".

يكبر بطل الرواية وتكبر معه وحدته وأفكاره في التمرد والتحرر. يؤدي الخدمة العسكرية وبعد الانتهاء منها ينضم إلى العمل بتجارة العائلة في العطارة لكنه يبقى بلا هدف وبلا طريق، فقط خيال.

تعزيز التمرد

تدخل المرأة على خط الأحداث فيقيم بطل الرواية علاقة حميمة مع ابتسام التي هجرها زوجها وسافر إلى العراق ثم طلقها غيابيا بعد أن أصبحت أما لطفلة.

ابتسام امرأة مقهورة تركها زوجها لتتعذب وحيدة في تدبير احتياجاتها واحتياجات طفلتها، لكنها ليست النموذج المقهور الوحيد الذي يحيط بالبطل ويعزز تمرده. الشقيقة مريم كبرت وحددت هدفها بالعمل في الصحافة، لكن مدينة طنطا لا تلبي هذا الطموح فكان انتقالها إلى القاهرة هو الملاذ.

وهنا تعرضت مريم لبطش أخيها الكبير حسن الذي رفض فكرة ترك شقيقته تعيش وحدها بالعاصمة حتى ولو كان السبب العمل.

هذان النموذجان استدعيا من مخيلة البطل حكاية عمته سعاد التي ماتت مقهورة أمام عينيه وهو طفل، بعد أن أحبت شابا رفضته أسرتها، فما كان منها إلا أن تمردت على العادات والتقاليد وتبعت حبيبها في كل مكان. حبستها الأسرة في غرفة وتركتها تموت ببطء عقابا لها على "خطيئة الاختيار".

يضيق بطل الرواية بمحيطه ويتعزز شعوره بالغربة والانفصال فتبدأ مظاهر التمرد في الانتقال من الشعور والخيال إلى الجسد. يقول “كانت أظفار قدمي محدبة، أطرافها ملتصقة باللحم وسطح الظفر أسود كأن الدماء قد حبست تحته. ربما كانت أول علامة على أن التحور لم يعد يحدث في الداخل بل انتقل ليحدث في الجسد".

رغم سعيه للجوء إلى طبيب نفسي لمحاولة فهم ما يحدث له وإيداعه مصحة نفسية لفترة، إلا أن هذا لم يحل دون اكتمال الحلم أو يقلل من مأساوية النهاية. "في تلك اللحظة سمعت الطلقة، سمعتها واضحة شقت الطريق وحركت كل ما في جسدي من حيوية، وجدت نفسي أندفع إلى الشرفة بسرعة شديدة وأقف للحظات فوق السياج وأفرد أجنحتي وأطير مطلقا ذلك الصوت الخشن الذي طالما أطلقته من بلكونة بيت خالتي".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رواية مصرية عن بطل يتحول إلى طائر هربًا من الوحدة رواية مصرية عن بطل يتحول إلى طائر هربًا من الوحدة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon