توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اصدار "كل مئة عام أو أقل" لفاطمة الناهض

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - اصدار كل مئة عام أو أقل لفاطمة الناهض

لندن ـ وكالات

المجموعات القصصية الثلاث في كتاب «كل مئة عام أو أقل قليلا»، الذي صدر حديثا عن دار «إي - كتب» البريطانية، تكشف عن أديبة من طراز خاص. وقبل أن يتوصل قارئ فاطمة الناهض الى أنه يتعرف على كاتبة راقية، فان الدهشة ستأخذه طولا وعرضا بين سطور لا تبخل في رسم عالم واسع العبارة، فسيح المعنى، عميق الدلالات، كل في آن واحد. الفضل في ذلك يعود بالدرجة الأولى الى إن الناهض تضمخ نصوصها بدفق لا ينقطع من لغة الشعر وغناه، إنما من دون تكلف، ومن دون تقصد، سوى ما تفرضه الغايات المكثفة للقصة القصيرة. العالم الذي ترسمه الناهض يبدو مفتوحا، حتى إنها لا تحتاج أن تحدد لمجريات الأحداث مكانا، أو بيئة اجتماعية بعينها. والراوي في قصصها قد يكون هو، هي، أنا، نحن، من دون أن تفرض على نفسها شخصية دون غيرها. وقد تنظر الى عالمها من فوق، أو من تحت، أو من أي زاوية أخرى، إلا أن المقترب الفردي، يظل هو القاعدة التي تتأسس عليها الحكاية. وهذا ما قد يفعله أي قاص أو روائي محترف، إلا أن الناهض غالبا ما تغمر السرد الحكائي المفتوح بشحنات من نبض الصور والملامح حتى لتكاد تكهربه كله بالحياة، فتجعله عامرا ومتدفقا. ولا يعود من الغريب، في هذه الحال، أن تشارك كل الأشياء في رسم المعنى، لتحول المشهد الى لوحة مذهلة. لا تقترب من نصوص فاطمة الناهض إلا وتشعر أنك أمام أديبة تقف على مدخل معرض للصور حاشد بكل ما يعصف بالانسان، لكي تجد أن عالمك لن يعود هو نفسه، وأن نظرتك الى الأشياء ستكون محكومة بما لم تنظر اليه من قبل. وسترى أنه ما من شيء إلا ويساهم في رسم أبعاد الحكاية. وثمة من غنى اللغة ما يجعل السرد يفيض بالروح، حتى تكاد لا تمر جملة إلا وتكون محمّلة بدفق معنى مختلف، وصورة ساحرة. وتؤنسن الناهض كل ما يحيط بك، وتجعله شريكا في ضربات الفرشاة المتتالية، من أجل أن تصل الى ما تريد أن تأخذك اليه. عالم مشحون بما لا حصر له من المشاعر. ولكن الجوهر لا يقتصر على قابلية أخّاذة للوصف، ولكنه يعرض نسيجا، قد يغري بالتحليل والتجنيس، إلا أنه يغري بالقراءة أولا، ويجرك اليه جرّ المسحور بجنّية أدب. اقرأ، وستجد أنك تقرأ الى النهاية. صفحة بعد صفحة، لترى عالما تعيش فيه الآن، ربما، إلا أنك تراه لأول مرة، وستعود لتتعرف على أناس تعرفهم، وأماكن زرتها، وحوادث سمعت عنها، وحكايات حب خبرتها بنفسك، ولكنك ستراها مرسومة هذه المرة، بريشة أديبة تُغدق كبئر كلما نهلت منها، زادت فيضا. فاطمة الناهض لا تقدم غناها على طبق من ذهب. إنها تقدمه فحسب. حتى لا نقول انها تدلقه دلقا، من دون حساب، ومن دون تكلف. وسيجد قارئها أنه يقف حيال أديبة تخوض معتركها مع العمق الإنساني نفسه، من أنوائه المختلفة، وتكتبه كما لو كانت تخرج به الى السطح لتجعل غموضه ساطعا. وهي توظف كل ما يتاح لها توظيفه من أجل أن تشاركها المعنى، وتعيشه معها، وتراه كما رأته هي. ومع ذلك، فقد ظلت الحكايةُ حكاية. تقرأها لتعرف أناسا لم تعرفهم، ولترى أماكن لم تزرها، وحوادث لم تسمع عنها، وقصص حب لم تختبرها بنفسك! مقاربتها الساحرة، نصا ومعنى وحكاية، وفرت لأعمال الناهض المنشورة الكثير من الشهادات بالأثر اللافت بين العديد من الأدباء والنقاد والصحافيين. يقول القاص والناقد والشاعر الفلسطيني خالد الجبور: لفاطمة الناهض لغة لافتة إلى حد الادهاش، فمن يقرأها لا بد وأن يجد نفسه أسيراً لسحر اللغة التي تعيد إنتاجها على نحو يكاد أن يكون غير مسبوق، بمعنى أن صوتها لا يتقاطع مع أي من الأصوات الأدبية المعروفة في أدبنا». ويقول القاص والروائي والناقد المغربي حسن البقالي: «ثمة من الأعمال الإبداعية ما لا يحب المتلقي أن يوضع لها نقطة نهاية، كي تستمر في الإندلاق كصنبور ماء للرواء»، ويرى الكاتب والناقد المصري شوقي عبد الحميد يحيى أن: «فاطمة الناهض كاتبة تجيد التخفي وراء الكلمات، وتريد من قارئها أن يشارك ولا يقف سلبيا، والكتابة بهذا الاسلوب تتطلب من الكاتب أن ينثر بعض نقاط الضوء التي تعين القارئ»، ويقول القاص والروائي والناقد المصري سعيد رمضان علي: «من الصعب الحديث بشكل مباشر عن فاطمة الناهض. كل ما اعرفه أني أبحر مع نصوصها فتسقط عني أثقال كثيرة تقيدني». ويقول القاص والروائي المصري سمير الفيل: «نصها الإبداعي يكشف عن بعد إنساني كامن فيها. تمتلك لغتها امتلاكا كبيرا وفوق هذا تضبط الإيقاع- السردي- جيدا فلا يختل». ويرى القاص والناقد المسرحي المصري شريف صالح... ان نص الناهض يقوم على استحضار كثيف للغة، ثم تبديدها في صور تستلهم التراث المجازي، وتتجاوزه». ويقول القاص والمترجم السعودي الدكتور عبدالله الطيب: «فاطمة تأخذ الحروف، وتصنع منها دهشة مستديمة تعلق بالقلوب، اشبه بالإدمان على طعم الشوق في الكلمات، وسحر البيان في النصوص». ويقول القاص والروائي السوري نبيل حاتم: «تبتعد بك عن كل غث، أو انحدار. نصوصها لا تشبه أحداً، وكلماتها لا تشبه إلا فاطمة الناهض، مرسومة بريشة لا تليق إلا بأناملها». وتؤكد القاصة الشاعرة والناقدة الفلسطينة عايدة النوباني أن «القاصة فاطمة الناهض من الأصوات القصصية الجميلة التي تعمل على نصوصها بعناية».

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اصدار كل مئة عام أو أقل لفاطمة الناهض اصدار كل مئة عام أو أقل لفاطمة الناهض



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon