المنيا-جمال علم الدين
تختتم اليوم احتفالات السيدة العذراء في جبل الطير بسمالوط في المنيا والتى استمرت أسبوعا كاملا بمذاق خاص، بعد اعتماد بابا الفاتيكان دير جبل الطير فى مسار العائلة المقدسة والحج المسيحى.
وحرص المسلمون والأقباط على الذهاب منذ أول يوم إلى الدير للصلاة وتقدموا بالنذر والتبرك والدعاء للمرضى، وقام الباعة بفرش بضاعتهم بساحة الاحتفال ونصبت المراجيح والعاب الاطفال فى جو من السعادة والبهجة.
ويقع دير العذراء بجبل الطير بسمالوط ويرتفع عن مستوى الأرض بحوالى 100 متر ويطل على نهر النيل، وشهد الدير رحلة هروب العائلة المقدسة لـمصر، واختبأت فيه السيدة العذراء والسيد المسيح 3 أيام ويزوره ما يقرب من مليوني زائر من جميع أنحاء العالم.
ويقول القس داود ناشد وكيل مطرانية سمالوط، إن قصة الدير والكنيسة الأثرية بدأت منذ رحلة هروب العائلة المقدسة لمصر، حيث توجهت إلى منطقة مصر القديمة بالقاهرة، بعدها انتقلت إلى محافظة المنيا وتنقلت بين البهنسا ودير الجرنوس وأشنين النصارى بمغاغة، قبل أن تصل إلى جبل الطير بسمالوط، وفى المغارة الصغيرة التي تقع بحضن الجبل اختبأت السيدة العذراء والطفل يسوع لمدة 3 أيام حلت فيها البركات بالمنطقة، ثم انطلقا إلى دير المحرق بمحافظة أسيوط وأقاما هناك لمدة 6 أشهر و10 أيام.
وأوضح إنه في عام 328 ميلاديا جاءت إلى الجبل الملكة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين الأول، وعندما علمت من الأهالي أن العائلة المقدسة زارت هذه المنطقة واختبأت في المغارة، أمرت بنحت وتفريغ الصخرة المحيطة بالمغارة على طراز الكنيسة الأرثوذكسية، وأطلقت عليها اسم كنيسة السيدة العذراء، وهى عبارة عن صخرة واحدة تم تفريغها إلى أربعة حوائط صخرية، وبالصحن 10 أعمدة صخرية، وتزامن بناء الكنيسه مع بناء كنيسة بيت لحم بفلسطنين.
وأشار وكيل المطرانية، إلى أن جبل الطير سمي بهذا الاسم نسبة إلى طيور البوقيرس المهاجرة من أوروبا إلى أفريقيا، التي كانت تأتي سنويًا وتستقر على سفح الجبل للاستراحة ومعاودة السفر فكان الجبل لا يرى من كثرة الطيور وتنقر بمنقارها في صدع الجبل.
وأوضح أن الكنيسة تضم 5 مناطق أثرية هي المغارة التي لجأت إليها العائلة المقدسة وأقامت بها حوالي 3 أيام وهي السبب في بناء الكنيسة، والمعمودية الأثرية وهى منحوتة في أحد أعمدة الكنيسة وهى ترجع تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي ولا يوجد مثيلها في جميع الكنائس، واللقان الأثري وهو في صحن الكنيسة عبارة عن تجويف تستخدمه الكنيسة 3 مرات في السنة، وحامل الأيقونات كما يوجد في الكنيسة بقايا الحجاب الأثرى وهو حجاب من الصخر منحوت عليه صورة 12 تلميذا وبعض الرموز القبطية، وبسبب بساطة الناس كان البعض يتبرك بها، كما توجد أيقونة السيدة العذراء، وأيقونة القديسة دميانة والأربعين عذراء، والسلالم الشهيرة التى تصل بين الدير والوادى ويبلغ عدد درجاتها 166 درجة منحوته فى الصخر.
وأشار إلى أن الدير يتردد عليه ما يقرب من مليونى مسلم وقبطى للاحتفال بالمولد من جميع انحاء العالم، واوضح ان جميع الاستعدادات على اكمل وجه.
كما دشن الأنبا بفنوتيوس مطران سمالوط، في قداس إلهي كنيستين ومبني للخلوات والمؤتمرات ومطعم بالإضافة إلى ثلاثة أجران معمودية.
وبارك مطران سمالوط كنيسة جديدة حملت اسم " كنيسة الهروب إلي أرض مصر" وهي ذات طابع أثري و“كنيسة المغارة” والتي تم حفرها في قلب الجبل بعمق ٢٠ متر، ومبني للخلوات والمؤتمرات علي النيل مباشرة يسع ١٨٠ شخصا كما تم تدشين ثلاثة أجران معمودية، بالإضافة الي مطعم لتناول الطعام يتسع لمئات الأشخاص.
أرسل تعليقك