دمشق -مصر اليوم
إذا كانت بعض أشعار الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي حلت ذكرى رحيله الحادية عشر أمس الجمعة (1941 - 2008) قد تحولت إلى أقوال مأثورة رددها البعض فى سياقات مختلفة، فإن بعض هذه الأشعار استخدمها بعض التشكيليين والخطاطين فى لوحاتهم نظرًا لكونها عبرت عن موقف ما ارتأى الفنان ضرورة التعبير عنه بصور فنية أو خطية.
ويعد محمود درويش أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه، إذ نجد في شعر درويش امتزاج الحب بالوطن بالحبيبة الأنثى كما قام بكتابة وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني التي تم إعلانها في الجزائر.
ولا ننسى البيت الشعري الشهير "لو يدرك الزيتون غارسه .. لصار الزيتون دمعاً".. ذلك البيت الذى لخص فيه معاناة شعب اُغتصبت أرضه عنوة، وتعرضت ثقافته لمحاولات تهويد وتجريف، وقُتل بعض أبنائها المدافعين عن قضيتهم، ولكنها دائمًا فلسطين الأبية ترفض أن تنكسر أو تنحن لمحتل غاشم، كما نذكر كذلك "سجل أنا عربى" وغيرها من العبارات والأشعار التى امتد استخدامها للفنانين التشكيليين والخطاطين فى لوحاتهم.
اقرأ أيضًا:
تونس تحيي الذكرى العاشرة لرحيل محمود درويش باحتفالية "النص المضيء"
من أبرز الخطاطين الذين استخدموا عبارات وأشعار لدرويش الخطاط السورى منير الشعرانى، والذى قال لـ"بوابة الأهرام"، إنه بحث فى بعض أشعار درويش عن العبارة المقتضبة التى تساهم فى إيصال المعنى بشكل واضح.
وأضاف الفنان "أحاول فى كثير من الأحيان اختيار النصوص التى لها علاقة بالأخلاق وتعامل البشر مع بعضهم وكذلك الأمور الدنيوية لأن أمور الآخرة مع الله إما أمور الدنيا فهى مع الناس هذا من جانب".
وقال "كما أننى لم أذهب إلى نصوص متكررة، لأنها محفوظة، أريد أن أخدم المتلقى وأضيف له من حيث الوعى، أما عدا ذلك يجده فى المسجد على الآثار القديمة الخطية أو أحضر له نصوصا لم يعتد الخطاطون التعامل معها وهى من صلب النص الدينى ولكنها توجه للتعامل مع أخيه الإنسان فى حياته، بالإضافة إلى نصوص من الأشعار، الحكم، الصوفيين وحتى من الإنجيل وجميعها على علاقة بالإنسان وإنسانيته".
وذكر شعرانى بعض الأبيات التى رسمها للشاعر محمود درويش ومنها: "حبوب سنبلة تجف .. فتملأ الوادى سنابل، وما أَجمل الشام، ما أَجمل الشام، لَوْلاَ جُروحي، فَضع نصف قلبك في نصف قلبي، يا صاحب، لنصنع قلبا صحيحا فسيحا لها لِي، ولك"، وغيرهم.
وكشف شعرانى أنه من قام بعمل التصميم الخطى لمجلة الكرمة، التى ترأس تحريرها محمود درويش، حيث قام بتصميم العناوين وأسماء الكتُاب، وذلك فى الإصدار الأول للمجلة فى بيروت، والإصدار الثانى فى اليونان
قد يهمك أيضصا:
علياء السكسك تُطلق كتابها "مفاتيح" في متحف "محمود درويش"
ملف وثائقي عن محمود درويش في "الأهرام العربي"
أرسل تعليقك