القاهرة - مصر اليوم
من محافظة الفيوم، خرجت أسرة كاملة مكونة من «ربة منزل» وزوجها وطفلين للبحث عن لقمة العيش، والهروب من المشكلات، والتخلص من نظرة الدونية لسجن الزوج أكثر من مرة.
استقرت الأسرة الصغيرة في شقة صغيرة بمنطقة النهضة في السلام مكونة من حجرة واحدة ودورة مياه، تأكلها الرطوبة ولا تدخلها الشمس، وتنعدم فيها أبسط مقومات الحياة، وأمام مشكلات المعيشة وقلة المال، خرجت الأم لبيع الخضار في السوق.
لكن عاد «الأب» مرة أخرى للاتجار في المواد المخدرة، وتم سجنه، وأصبحت كل المسئولية على كاهل الأم، التي رفضت أن تعيش بكرامة، واتجهت إلى تعاطي أقراص الترامادول، مبررة أن هذا ينسيها ويخفف عنها غياب زوجها والحياة القاسية.
الأم أصبحت أكثر قسوة، تغضب لأتفه الأسباب، جيرانها كرهوها، فكانت تقيم حفلات تعذيب لنجلتها الصغيرة التي لم تتجاوز الـ8 أعوام، كان الجيران يسمعون صوت صراخ الطفلة تستغيث طالبة النجدة من قبضة أم فقدت مشاعر الأمومة، لكن كانوا ممنوعين من الاقتراب، فمن حاول تخليص الصغيرة من بطش أمها، لا يسلم من السب والشتم بأقذر الألفاظ، فابتعد الأهالي تاركين الأسرة بمشاكلها، لعلها تتغير يوما ما.
لكن لم يعلم الأهالي أن هذا يوم سيكون سريعا، وأن التغير قادم أسرع مما يتخيلون، ففي يوم الحادث المشؤوم، استيقظ الأهالي على صراخ ربة منزل، كانت تلقي القمامة في مقلب منطقة النهضة في السلام، بعد عثورها على جثة طفلة في جوال.
وأسرع الناس إلى المكان، وأخرجوا الطفلة من الجوال، وكانت الصدمة الكبيرة، فالطفلة عارية تماما، لا يوجد جزء من جسمها لا يخلو من آثار إطفاء السجائر فيه، وعلامات حروق في كل مكان، وضرب وكدمات وسحجات في جسد الصغيرة، وصمغ داخل فمها، ويدين وقدمين مقيدتين، وتساءلوا ماذا فعلت المسكينة لكي تتحمل كل هذا التعذيب؟
ما إن أخرج الأهالي الطفلة، حتى تعرفوا عليها، فقال أحدهم :«دي بنت بياعة الخضار»، ذهب وأحضرها من السوق، وحاولت الأم إخفاء جريمتها، ومثلت دور الأم الثكلى على طفلتها، فانهارت في البكاء والعويل، وحملت طفلتها مرددة: «مين عمل فيكي كده»، وصرخ الأهالي في وجهها :«أكيد انتي، انتي اللي على طول بتضربيها»، أنكرت القاتلة الاتهام، لكن الأهالي أحاطوها بدائرة، قائلين «بلغ النقطة تيجي بسرعة».
هرول أحدهم إلى نقطة النهضة وأحضر أمين شرطة ومخبرين وضابط، ألقوا القبض على الأم ونقلوا الطفلة إلى المشرحة، أمام النيابة لم تستطع القاتلة إنكار التهمة، وحاولت تبرير فعلتها، قائلة: «أنا كنت بربيها، لما شفتها بتلامس أعضائها التناسلية وأعضاء شقيقها، أيوة أنا حبستها في أوضة ضلمة من المغرب للفجر وقيدت ايديها ورجليها، وحطيت في فمها صمغ علشان تتكتم متصرخش، وحرقتها بآلة حادة».
وذكرت أنها حاولت مع بزوغ ضوء النهار، إيقاظ طفلتها، لكن الطفلة كانت قد فارقت الحياة، وبسرعة أحضرت جوالا ولفت جثمان الصغيرة داخله، وحملتها وألقتها بالقمامة وادعت هروبها.
وعليها، أمرت النيابة بحبس المتهمة على ذمة التحقيق، والتصريح بدفن الجثة وإيداع الطفل الصغير إحدى دور الرعاية.
أرسل تعليقك