«ألحق يا قذافي رجالة غريبة بسلاح دخلت الأرض».. بهذا الكلمات، قطعت صرخات كمال الغول، في وجه ابن أخيه الشاب «قذافي»، لحظات الصمت في إحدى الليالي حالكة الظلام، التي افترشا فيها الثنائي، الأرض بجوار «منقد النار» لإعداد كوبين من الشاي، أثناء حراستهما قطعة أرض تابعة لشركة المياه ب مركز كرداسة بمحافظة الجيزة، وذلك بعد مكالمة تلقاها «الغول» من أحد زملائه في الحراسة يخبره بدخول مجموعة مسلحة أرض الشركة.
في الوقت الذي اختار فيه «قذافي» أن يسير على ضرب عائلته بالعمل كفرد أمن ضمن مجموعة من أبناء عمومته فارضين سيطرتهم على حراسة قطعة أرض بجوار مسكنهم بكرداسة، لكن سوء الحظ أوجده بقلب معركة تبادل إطلاق النيران بين مجموعة «الغول» وغريمتها مجموعة «العقباوي وحوكة» اللذين يتصارعان على حراسة قطعة الأرض لفرض السيطرة والتربح من أموال «الغفرة».
وفي تفاصيل القضية، نشب نزاع مسلح بالبنادق الآلية «شوجن» بين أفراد عصابتين يفرضان الإتاوات «الغفرة» بالإكراه على أصحاب وملاك الأراضي بالمنطقة، بسبب خلاف على حراسة قطعة أرض تابعة لشركة المياه بكرداسة ونتج عنه مصرع أحد الأطراف، ولولا تدخل قوات الأمن وفرض السيطرة على ساحة المعركة وضبط المتهمين طرفي النزاع، لتطور الوضع بإسالة مزيد من الدماء.
وأثناء عملهم كأفراد أمن بشركة المياه والصرف الصحي بكرداسة فوجئوا بحضور المتهم الأول وبرفقته آخرون لمقر الشركة وبحوزتهم أسلحة نارية بنادق آلية وقاموا بدخول بمقر الشركة ثم حضر الطرف الثاني من المتهمين من السادس حتى التاسع وبحوزتهم أسلحة نارية بنادق آلية وأطلق الطرفان وابلا من الأعيرة النارية صوب بعضهم البعض، وذلك على أثر خلافات بينهما على حراسة الأرض فقاموا بالاختباء حتى حضر رجال الشرطة.
تحريات مباحث مركز شرطة كرداسة
بدأت الواقعة بورود بلاغ من الأهالي بوجود مشاجرة ومصابين أمام شركة مياه الشرب والصرف الصحي إثر إطلاق أعيرة نارية توجه لمكان البلاغ وبالفحص تبين أن الطرف الأول في المشاجرة كل من المتهمين من الأول إلي الخامس والطرف الثاني من المتهم السادس إلي التاسع وقيام طرفي المشاجرة بإطلاق أعيرة نارية صوب بعضهم البعض على أثر خلاف بينهم على حراسة الأرض نتج عنه وفاة المجني عليه.
وتبين أن محرز الأسلحة من الطرف الأول كل من المتهمين الرابع والخامس وأن الطرف الثاني كان بحوزتهم أسلحة نارية أثناء نشوب المشاجرة.
كما تمكن ضبط كل من المتهمين الأول والثاني والثالث والسادس وبمواجهتهم اعترفوا بحدوث المشاجرة وبيان سببها.
وتوصلت التحريات إلي قيام الأول بالاستعانة بباقي المتهمين من طرفه وبحوزته الأسلحة أثناء تواجدهم بأرض الشركة تقابلوا مع أحد رجال الطرف الثاني وحدثت مشادة كلامية بينهم، وجاء باقي المتهمين لنصرته وما أن شاهدهم الأول حتى قاموا بإطلاق وابل من الأعيرة النارية صوب الطرف الثاني قاصدين قتل أي منهم فنتج عهن ذلك وفاة المجني عليه.
أقوال الشهود
أدلى مدير عام محطات المعالجة بأكتوبر بشركة مياه الشرب والصرف الصحي بأقواله في التحقيقات بقيامه بتكليف مدير عام المحطة ومسئول باصطحاب المتهم الأول للأرض الخاصة بالشركة التي سوف يقوم بحراستها ثم ورد إليه اتصال هاتفي مفاده حدوث مشاجرة بين الطرفين أطلقوا فيها الأعيرة النارية على أثر خلاف على حراسة الأرض محل الواقعة.
نائب مدير محطة معالجة أبو رواش بشركة مياه الشرب والصرف الصحي، قال إنه أثناء قيامه باصطحاب المتهم الأول لأرض شركة والتي سوف يقوم بحراستها تنامي لعلمهم قدوم الطرف الثاني لمقر الشركة فأخبره المتهم الأول بأنه سوف يتصدى لهم والسيطرة عليهم وتبين له تواجد أشخاص آخرين برفقته مستقلين سيارة ثم حضر الطرف الثاني، وأثناء ذلك حدثت مشادة كلامية في ما بين الطرفين إثر خلاف فيما بينهم على حراسة الأرض فترك المكان وتوجه للمبنى الإداري داخل الشركة ثم حضر له المتهم الأول برفقته آخران وأبلغهم بمقدرته على التصدي للطرف الثاني وانصرف وبعدها علم بوصول رجال الشرطة لوجود إطلاق أعيرة نارية.
اعترافات عم المجني عليه
شهد كامل قذافي عبد المولى الغول - 49 سنة - أحد المتهمين، بأنه أثناء عمله بحراسة الأرض محل الواقعة رفقة المجني عليه ورد إليه اتصال هاتفي من أحد أفراد الأمن بتواجد الطرف الأول بالشركة وبحوزته أسلحة نارية فتوجه لمقر الشركة لاستطلاع الأمر وبالوصول تقابل مع المتهمين الأول والرابع والخامس وبحوزة كل منهم بندقية آلية وأطلقوا صوبهم أعيرة نارية فقام بالفرار، ونما إلي علمه وفاة المجني عليه، إثر إصابته بعيار ناري قاصدين من ذلك قتله.
الصفة التشريحية
إصابة المجني عليه بيسار الظهر بطلقة نارية من سلاح مفرد نفذت إلي البطن وأحدثت تهتكات بالكبد وبالوريد البابي وما صاحبه من نزيف دموي وهبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية والوفاة.
الأدلة الجنائية
ثبت من معاينة السيارة محل استقلال المجني عليه وجود أثار لإطلاق أعيرة نارية.
النيابة العامة
اتهمت النيابة العامة بالواقعة 9 متهمين وهم (أحمد.س – 34 سنة – مدير أمن أحد المولات التجارية، محمد.م – 50 سنة - سائق, خالد.ز – 46 سنة - عامل، هيثم.م الشهير بـ"العقباوي" – 30 سنة – هارب، رمضان.م – الشهير بـ"مدحت حوكة" – 24 سنة – حارس خاص- هارب، كامل قذافي-49 سنة – صاحب مكتب مقاولات، رزق قذافي – 55 سنة – هارب، عبد العاطي.م – 35 سنة – عامل، أحمد.م – 43 سنة – صاحب مكتب مقاولات ).
قتلوا المجني عليه قذافي عبد الجواد قذافي عبد المولى عمدا مع سبق الإصرار المعلق على حدوث أمر بأن بيتوا النية وعقدوا العزم على إزهاق روح أي من غرائمهم على حراسة الأرض الخاصة بشركة مياه الشرب والصرف الصحي وأعدوا لذلك الغرض، أسلحة نارية بنادق آلية وتوجهوا صوب مأربهم الذي أيقنوا حضور غرائمهم به متحدة إرادتهم على تحقيق النتيجة الإجرامية.
وما أن وطأت أقدامهم مسرح الواقعة حتى أطلق المتهمان الرابع والخامس وابل الأعيرة النارية صوب المجني عليهم قاصدين إزهاق روح أي منهم فأحدثوا إصابة المجني عليه والتي أودت بحياته حال تواجد المتهمين من الأول وحتى الثالث على مسرح الواقعة للشد من أذرهم.
حازوا وأحرزوا أسلحة نارية بنادق آلية سريعة الطلقات وذخائر بدون ترخيص.
استعرضوا القوة ولوحوا بالعنف واستخدموهما كفريقين قبل بعضهم البعض وأيا من تسوقه الظروف من المتواجدين بشركة مياه الشرب والصرف الصحي قاصدين من ذلك ترويعهم وتخويفهم وإلحاق الأذى بهم والتأثير في إرادتهم وفرض السطوة عليهم لفرض حراستهم على الأرض الخاصة الشركة مما ترتب عليه تكدير أمنهم وسكينتهم وتعريض حياتهم للخطر وذلك حال إحرازهم وحيازتهم أسلحة نارية بنادق آلية وذخائر وقد وقع بناء على ارتكاب تلك الجريمة الجنايات سابقة الوصف.
أمر إحالة المتهمين التسعة
أمرت النيابة العامة بإحالة المتهمين التسعة إلي محكمة الجنايات المختصة بدائرة استئناف القاهرة لمعاقبة المتهمين مع استمرار حبس المتهمين الأول والثاني والثالث والسادس والتاسع احتياطيًّا على ذمة المحاكمة الجنائية مع ضبط وإحضار المتهمين الرابع والخامس والسابع والثامن وحبسهم على ذمة المحاكمة الجنائية، ولا تزال تتداول القضية بأروقة المحاكم بالجيزة.
قد يهمك أيضا :
محافظ الجيزة يعلن ذبح٩٠٠ أضحيه للمواطنين حتى الآن مجانًا
محافظ الجيزة يتفقد المراكز التكنولوجية بالعمرانية وبولاق الدكرور
أرسل تعليقك