توقيت القاهرة المحلي 14:06:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"كرز حامض" تكشف عن معاناة امرأة ليست عادية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - كرز حامض تكشف عن معاناة امرأة ليست عادية

رواية كرز حامض
بيروت ـ مصر اليوم

"كرز حامض" هي قصة امرأة ليست عادية، امرأة عاشت حياتها خلف خيط لا بداية له ولا نهاية، كانت في التاسعة عشرة من عمرها عندما اقتص العالم منها ثمن حب أخذها من يدها نحو الهلاك، العالم الذي جردها طفلها، فقط لأنها أنجبته من دون موافقتهم بطريقة غير شرعية، لم ترَ طفلها، لم تستطع أن تلمس كفه الصغيرة أو تشم رائحة يتمه الذي فرضه العالم عليه، حتى أنها لم تستطع منحه اسمًا، وكل ما تعرفه أنه كان مولوداً ذكراً لم يعرف والده، ووالده لم يعرف بقدومه، وزاد الطين بلة، اضطراره للرحيل بعد سنوات قضاها في السجن، ما عدا كونه من ديانة أخرى، لقد كان الحمل من دون زواج فضيحة لا بد أن تقوم العائلة بالتخلص منها وكتمانها، وليس المهم مشاعر الضحية، الضحية التي ظلّ هاجس البحث عن مولودها يرافقها عشرون عاما؛ فهل يُمكن للقدر أن يجمعها بالأب والإبن؟

وتدور أحداث الرواية في أجواء الحرب السورية، وتعكس تأثير الحرب على البلاد والعباد، وتناقش موضوع الانتماء إلى الوطن، والحب والصداقة والوفاء، والنظرة إلى الآخر، والعادات والتقاليد، والموت والحياة، والحرية في الاختيار، وتشخّص اللحظة الدقيقة التي عاشتها سورية، من خلال الوضع العاطفي والإنساني المشترك بين شخصيات الرواية، ذلك ما يُمكن استجلاؤه من صورة السرود المتعددة لشخصيات "أيلول"، "آدم"، "ميرا"، "فاطمة"، "ضحى"، "وائل"، "غيداء"، "سالم"، وشخصيات أخرى؛ ولكل شخصية نصيبها من الألم والعنف والقسوة والجنون ومشاعر الفقدان والتيه، وضياع الأهل والزوج والولد، الجميع يدخلون في دائرة إنسانية مشتركة، فتغدوا الرواية عنهم، بؤرة لتلاقي أحاسيس وانفعالات متباينة ومتناقضة أحياناً، وهو ما يفتح بلاغة التمثيل الروائي للألم على آفاق إنسانية متغايرة، تضاف إلى مثيلاتها في أعمال سردية أخرى في الرواية السورية المعاصرة.

- من أجواء الرواية نقرأ:
"هذه البلاد كرزٌ حامض" قالت، "لا تحبينه ولا تستسيغين مذاقه، لكنك تضطرين إلى تناوله أحياناً وقد ترغبين في ذلك بشدة في أوقات معينة لأن شيئاً ما خارج سيطرتك يحدث لجسدك؛ شيء يشبه الوحم، لكنك بعد تناوله مرات ومرات لا بد أن تتوقفي لأنه سيخرج من أنفك. هذه البلاد سلة من الكرز الحامض، تأكلينها ثم تنتهين منها. البعض يلتهمون السلة بأكملها ولا يتركون حبة واحدة للجائعين، والبعض يتركون السلة بما فيها ويرحلون بحثاً عن فاكهة ألذ طعماً ثم يعودون بعد سنوات راضين بسلة فارغة، أما نحن فنأكل ونتقيأ لأننا محاصرون بقشها ولا نستطيع بيعها أو الخلاص من عُقَدِها التي عقدناها بأكفنا وتركنا أسمائنا قربها".

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كرز حامض تكشف عن معاناة امرأة ليست عادية كرز حامض تكشف عن معاناة امرأة ليست عادية



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon