القاهرة ـ مصر اليوم
صدرت حديثا عن دار المدى للنشر والتوزيع، طبعة جديدة من كتاب "يوتوبيا" للمفكر البريطاني توماس مور، وترجمة الدكتور أنجيل بطرس سمعان، بعد نشرها باللغة اللاتينية لأول مرة عام 1516.
الكتاب يعد من أبرز الكتب التي تأسست عليها حركة النهضة الأوروبية، ويعد يوتوبيا أﻛﺜﺮ أعمال ﺗﻮﻣﺎس ﻣﻮر ﺷﻬﺮة وذﻳﻮﻋﺎً كما يكاد يكون اﻷول ﻣﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻷعمال اﻷدﺑﻴﺔ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪم ﺻﻮرة ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﻟﻌﺎلم مثالي، تختفي منه شرور عالم اﻟﻮاﻗﻊ، وﺗﺘﺤﻘﻖ ﻓﻴﻪ أﺣﻼم اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎدة واﻟﻜﻔﺎﻳﺔ واﻟﻌﺪل، وذﻟﻚ في ﻗﺎﻟﺐ رواﺋﻲ ﺟﺬاب.
أﻣﺎ ﻓﻜﺮة العالم المثالي أو اﻟﻔﺮدوس الأرضي أو اﻟﻴﻮﺗﻮﺑﻴﺎ كما ﺻﺎرت ﺗﺴﻤﻰ ﻣﻨﺬ ﺻﺎغ ﺗﻮﻣﺎس ﻣﻮر ﻫﺬه اﻟﻜﻠﻤﺔ، فهي ﻔﻜﺮة راودت ﺧﻴﺎل اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ ﻗﺪﻳﻢ اﻟﺰﻣﺎن وتناولها اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ والمفكرون وﻗﺪﻣﻮا لها صوراً مختلفة.
اليوتوبيا هي قصة خيالية فلسفية وسياسية، وتروي القصة التقاليد السياسية والأعراف الدينية والاجتماعية لجزيرة معزولة وغير معروفة.
ابتكر توماس مور توماس مور ( 7 فبراير 1478 - 6 يوليو 1535) فيها هذه التسمية، إذ أطلقها على مكان لا وجود له في أي مكان، وعلى حضور غائب، وحقيقة غير حقيقية. وقد تخيلها على شكل جزيرة "من أفضل الجمهوريات" عاصمتها مدينة شبحية تسمى آموروت، ونهرها آنهيدريس هو نهر بلا ماء، ورئيسها آديموس هو أمير بلا شعب، وسكانها من شعب الآلاوبوليت وهم مواطنون بلا مدينة، وجيرانهم الأكوريون، وهم سكان بلا بلد، أي إن العالم كما طرحه مور من هذا المنظور عالم معكوس أراد به إدانة شرعية العالم الصحيح الواقعي.
وكان لهذا المؤلَف أصداؤه الممتدة بين المثقفين الأوربيين في عصره حتى القرن التاسع عشر، وحتى صارت كلمة يوتوبيا تسمية لنوع أدبي يراوح بين الخرافة وقصص الرحلات، ثم صارت تسمية لنماذج وتصنيفات للأمكنة المثالية للعيش البشري.
قد يهمك ايضا
افتتاح معرض "حوار خاص جدا" في جاليري خان المغربي
أشرف زكي يوضح سبب اختيار "كوم الدكة" لمعرضه بخان المغربي
أرسل تعليقك