توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

" ذاكرة الجراح" رواية جديدة للمغربي توفيقي بلعيد

  مصر اليوم -

  مصر اليوم -  ذاكرة الجراح رواية جديدة للمغربي توفيقي بلعيد

الدار البيضاء: سعيد بونوار

يعود الكاتب المغربي والمعتقل السياسي السابق توفيقي بلعيد إلى بعد تجربة إصدار أشعاره التي كتبها في غياهب السجون، ومنحها عنوان"منعطفات سائبة"، إلى ساحة الكتابة عن تجربة الاعتقال والسجن من خلال رواية ترصد واقع محاكمة  مجموعة من الشباب تطلعوا خلال عقد السبعينات من القرن الماضي إلى تغيير نظام الحكم، وتشبثوا بالديمقراطية، قبل أن تصدر في حقهم أحكام بالمؤبد والإعدام والحرمان من الكثير من الحقوق الوطنية، رواية "واقعية" عن تجربة رجل "خبر تجربة الاعتقال السياسي، وهي بالتأكيد ليست أوراق شخص بعينه، بقدر ما هي سيرة مرحلة وجيل كاملين"، عمدت إلى الكشف عن الكثير من الحقائق المرتبطة بوضعية احترام حقوق الإنسان في المغرب في فترات سابقة. و تعتبر  ورواية  بلعيد  الجديدة التي تحمل عنوان"ذاكرة الجراح"، وصدرت هذا الأسبوع طبعتها الثانية أهداها الكاتب إلى كافة المنظمات الحقوقية العالمية التي آزرت المعتقلين السياسيين المغاربة، وضغطت في اتجاه الإفراج عنهم، واعتبرها المؤلف "نصبًا تذكاريًا لأشخاص وعلاقات وأحداث طالتا يد الزمان بالتغيير والعبث والإهمال". إنها رواية تحفل وترصد لأحداث ووقائع عاشها معارضون، وظلت حبيسة الكتمان قبل أن يعلن المغرب  طي صفحة الماضي والدخول في تجربة المصالحة و الإنصاف.   هذا و يقول الكاتب عن هذا الميلاد الذي أضيف إلى عشرات الكتب التي أرخت لوقائع سجن عدد من المعارضين السياسيين أو ممن سعوا في إلى قلب النظام "وأنا أبحث عن مكان يليق بالإنسان وعن نص إبداعي، وقفت في حضرة الموت مرات عدة،  في حضرة الخصاص الشديد على النفس، وفي حضرة حب ماحق، وتسمرت فوق أرصفة مختلفة لهذا العالم، مودعا العزيزين على النفس : الأموات المغيبين قسرًا عن العيون استضافتني مخافر الإسكات و زنازين الكبح بعدد الهبات التي عرفتها الشوارع والمدن، صادفت كل الحقارات التي يفرزها مجتمع الخصاص والبطش، دون أن أضيع وردة الجمال الذابلة أو يتيه مني الطفل الساكن دواخلي في زاوية باردة، ودون أن أبحث عن مبررات للقتل أو الانسلال بعيدًا عن لساني والحرف". و يذكر أن  "أدب السجن" قد برز في خارطة الإبداع الأدبي والشعري المغربي، بالنظر إلى عشرات الأعمال التي صدرت أخيرًا ولقي أكثرها انتشارًا واسعًا بين القراء موقعة بأسماء معتقلين سياسيين سابقين، تحول بعضها إلى أعمال سينمائية وتلفزيونية. وهنا يحدثنا الكاتب حسن نجمي رئيس اتحاد كتاب المغرب  سابقًا عن هذه التجربة بالقول: "من الصعب أن نضع هذا الأدب في سلة واحدة، أو نصدر حوله حكمًا جازمًا، ذلك أن التجارب تختلف والأجيال التي عاشت السجن تختلف من جيل لآخر، هناك كتاب ومبدعون وشعراء حقيقيون دخلوا السجن وواصلوا الكتابة على تجربة المحنة كما سبق أن كتبوا عن تجارب مريحة، في حين أن هناك معتقلين سياسيين أو عسكريين كتبوا عن تجاربهم الإنسانية المريرة فتوفق بعضهم في أن يطور تجربته الكتابية ويحفر لنفسه موقعًا اعتباريًا ككاتب أو مبدع يمكن الاعتراف بقيمته الإبداعية أو الفكرية، في حين أخفق الكثيرون في الارتقاء بتجربة السجن إلى مستوى التجربة الإبداعية، وبالتالي ظلت كتاباتهم مجرد شهادات توثيقية أكثر منها شيئا آخر، طبعا من الصعب أن نتحدث عن جنس أدبي يمكن وصفه بأدب السجون، فالأمر أولا وأخيرا يظل متعلقا بموضوع الكتابة، إن كتابات السجن لكي تكون أدبا لابد لكتابها من امتلاك حد أدنى من المعرفة الأدبية وخبرة الكتابة وحس جمالي يجعل التجربة المرة في النص الأدبي أفضل وأعمق وأجمل لشكلها الخام في الواقع ، لذلك ينبغي أن نميز بمقتضيات الصرامة الأدبية و المنهجية بين كتابة سجنية يحق لنا أن ندرجها في باب الكتابة الأدبية والإبداعية وأخرى لا يمكن أن نتعامل معها إلا باعتبارها وثيقة اجتماعية يمكن أن تفيد الباحث "السوسيولوجي" أو المؤرخ أو المحلل النفساني، ومن تمة فإن الكثير من الكتابات الملتصقة بتجربة الاعتقال تظل مليئة بالصراخ والأنين وبغير قليل من الادعاء والانتفاخ الذاتي أكثر مما هي نصوص حية، وأظن أن الحديث عن أدب السجون في المغرب لا يمكن فصله عن تراث أدب السجون في العالم العربي والعالم".  

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 ذاكرة الجراح رواية جديدة للمغربي توفيقي بلعيد  ذاكرة الجراح رواية جديدة للمغربي توفيقي بلعيد



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon