توقيت القاهرة المحلي 15:22:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مؤلف موريتاني يصدر كتابًا عن تطور فلسفة "علم الجمال"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - مؤلف موريتاني يصدر كتابًا عن تطور فلسفة علم الجمال

نواكشوط - محمد شينا

صدر مؤخرًا كتاب للمؤلف الموريتاني سيدي محمد ولد يب،بعنوان "مدخل إلى علم الجمال" يتحدث فيه عن مبادئ عامة وأفكار توجيهية حول نشأة ومسار تطور علم الجمال أو ما أصبح يسمى منذ منتصف القرن الثامن عشر للميلاد بالأستطيقا ، وقد تناول المؤلف في فصوله مختلف تعريفات وتطبيقات الأستطيقا ، إضافة إلى عرض تاريخي لمختلف الأنساق الفلسفية والأستطيقية التي تتابعت منذ أفلاطون وحتى مرحلة ما بعد الحداثة كل ذلك في ضوء تطور النظريات الأستطيقية بدءا بالمرحلة الإغريقية القديمة ومرورا بالمرحلة الوسيطة وانتهاء بمرحلة الحداثة وما بعدها . ويتضمن الكتاب فصلا حول الفن العربي الإسلامي والشعر، والنثر، إضافة إلى الفنون الحرة والفنون التشكيلية. حددت فيه نشأة الفن الإسلامي ومصادره، تحديدا جمالية العرب قبل الإسلام، كما أبرزت فيه منهجية الإبداع الفني في الإسلام . وأشار المؤلف إلى أن هذا الفن، أي الفن العربي الإسلامي، قد تميز قبل نهاية العصر الوسيط بنوع من الخصوصية مقارنة بالفنون الأخرى غير الإسلامية . ويقول المؤلف "لهذا سَعَيْنَا في الفصل المخصص له إلى تحرير القارئ العربي من مصادرات القراءات الأستشراقية الغربية القديمة والحديثة للفن العربي الإسلامي. فهذه القراءات تصدر في الغالب عن خلفية أيديولوجية تختصر ملكة الإبداع الحر في الوعي الغربي وتُقيِّم من هذا المنطلق الفنون غير الغربية في ضوء معايير الفن الغربي الكلاسيكية، متجاهلة خصوصية فنون الحضارات الأخرى وتميزها. بل إنها تجاهلت دور العرب والمسلمين في تحريض العقل الغربي على الوعي بأزماته الذاتية خلال كل الفترة التي سبقت عصر النهضة الأوروبية، وهي نفس الفترة التي ازدهر فيها الفن العربي الإسلامي مثل سائر العلوم التي ضرب فيها العرب والمسلمون بسهام نافذة. ويشرح هذا التقدم الفكري والاجتماعي للحضارة العربية والإسلامية على الغرب القروسطي كيف أن العالم العربي - الإسلامي لم يمر بعصر وسيط . فعلى العكس من القراءة القائلة بتأخر العرب خلال العصر الوسيط فإن الحضارة العربية شهدت قبل نهاية هذا العصر، نظرا لعوامل مرتبطة بمقوماتها الذاتية وأخرى ذات صلة بعلاقاتها مع الحضارتين البيزنطية والفارسية وإلى حد ما الفكر الإغريقي ، ازدهارا ملحوظا في كل المجالات الفلسفية والفنية والعلمية، مشابها لازدهار الغرب منذ عصر النهضة التي أدت إلى ظهورها أكثرية الأسباب ذاتها التي نهض بفضلها العرب والمسلمون قبل بداية النهضة الأوروبية حوالي القرن الخامس عشر للميلاد". وبحسب المؤلف فقد كان عصر النهضة الأوروبية من وجهة النظر الأستطيقية تجديدا للعصر القديم وتجاوزا له في نفس الوقت. تجلى هذا التجديد في مجالات أدبية وفنية عديدة مثل الموسيقى والرسم وفن الأدب. وهو محاولة لمجاوزة الفكر القروسطي  خلال عصر النهضة فمن حيث رغبة الفنانين وأصحاب النزعة الإنسانية  إضفاء الطابع العلمي والثقافي على ممارساتهم الفنية من خلال إلحاقها وضمها إلى مجال المعرفة الرياضية والفلسفية والعلمية . في المقابل لم يهتم أمراء الإسلام، المولعين بالمخطوطات الجميلة ونتاجات العقل النظري الخالص، بالاكتشافات والتطلعات التي راهن عليها الإنسان الأوروبي خلال عصر النهضة للقطيعة مع ماضيه القروسطي الرجعي. فعلى العكس من ذلك غرق العالم العربي والإسلامي، خصوصا بعد الهيمنة العثمانية، في عصر وسيط ابتداء من القرنين السادس عشر والسابع عشر، عصر وسيط بدأ بالكاد يستيقظ منه. ولم يبدأ وعيه بتخلفه وتقدم عدوه التقليدي الحديث " الغرب "، إلا مع منتصف القرن التاسع عشر وذلك تحت تأثير العلوم والفنون الأوروبية. وتحدث المؤلف في نهاية الفصل المتعلق بالفن العربي الإسلامي عن مظاهر الحداثة في الفن العربي الإسلامي القديم . وأبرز كيف أنه لايمثل امتداد للفنون الكلاسيكية ، كما ذهب إلى ذلك بعض المستشرقين الغربيين ، بل حمل خلال مراحل تطوره المختلفة سمات حداثية سابقة لأوانها. وأشار المؤلف إلى أن القرن السابع عشر للميلاد قطع مع أستطيقا عصر النهضة، غدت الأستطيقا والفن في نهاية هذا القرن مجالات بحث واسعة منفتحة على ممارسة النقد، مستأنفة بذلك تقليدًا فلسفيًا قديمًا. لقد مهد انفتاح الأستطيقا على النقد خلال القرن السابع عشر ومنذ بداية القرن الثامن عشر لتحرير الأستطيقا واستقلالها الكلي. ويعد القرن الثامن عشر مرحلة تحول منقطع النظير في كل ما يتعلق بالعلاقة بين نشاطات الفكر والبحث " الفن ، العلم ، الأدب " والأشكال الاجتماعية التي تشترطها وتتأثر بها. وتحددت الاستطيقا في هذا القرن كعلم وفلسفة للفن. أكملت الأستطيقا في القرن التاسع عشر، عصر الثورة الصناعية، استقلالها. وتناول المؤلف في الفصلين الأخيرين مسألة الحداثة وما بعد  الحداثة ليس فقط في مجال الفنون وإنما أيضا في مجال الفلسفة والعلم . وبَيَّنَ أن الجدل الأختلافي الحاصل بشأن الحداثة، والحداثة الفنية على وجه التحديد، حُسِمَ في سياق مراجعة نقدية وأفضى إلى نوع من الإجماع حول القيم والمعايير والمباديء المُؤَسِسَةَ  

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤلف موريتاني يصدر كتابًا عن تطور فلسفة علم الجمال مؤلف موريتاني يصدر كتابًا عن تطور فلسفة علم الجمال



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon