توقيت القاهرة المحلي 19:07:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

روائيان يصيغان بالقصص ما عجزت "يونيسف" عن وصفه

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - روائيان يصيغان بالقصص ما عجزت يونيسف عن وصفه

الروائيين السوريين رشا عباس وخالد خليفة
دمشق - د ب أ

كيف يمكن أن تكتب عن الموت وعن معاناة لم ينج منها أحد؟ .. تتساءل الكاتبة الألمانية ليزا فوستر، عن قيام الروائيين السوريين رشا عباس (34 عاماً) وخالد خليفة (54 عاماً) بوضع مؤلفات من المستحيل إغفالها، رغم ما تصفه من فظائع، على حد تعبير فوستر.

وربما تكون اللغة الدارجة التي يستخدمها عباس وخليفة لوصف الموت من سخرية جافة، هي التي تميز لغتهما وكذلك شخصيتيهما، فهما شخصان فاقدا الأمل واقتُلعا من جذورهما، ولم يعودا خائفين من الموت الذي أصبح مجرد "عمل شاق" بالنسبة لهما.

ولا يزال خليفة يعيش في دمشق ويعد أحد أشهر الروائيين السوريين، ولكونه معارضاً للرئيس بشار الأسد فإن كتبه ممنوع تداولها في بلده.

ويقول خليفة: "هذا لا يهمني، إنه أمر سخيف، إذ لا يمكنك الحديث عن حظر كتب بينما لك أصدقاء محكوم عليهم بالسجن 15 عاماً لمجرد أنهم عبروا عن آرائهم السياسية".

ويقضي خليفة أيامه يشرب القهوة، ويعمل على كتبه، ويلتقي أصدقاءه، ويقول :"لست خائفاً من الكتابة، لا أفكر في الخوف، وإنما أفكر في إيجاد طريقي وسط المناطق المدمرة".
"اعتقال جثة"
ونشر خليفة كتابه "الموت عمل شاق" بالعربية عام 2016، وتم مؤخرا نشره بالألمانية، ومن المقرر أن يُنشر بالإنجليزية في 2019 ، وتروي القصة محاولة ثلاثة أشقاء تحقيق وصية والدهم الأخيرة ونقل جثمانه لنحو 300 كيلومتر من دمشق إلى مدافن القرية التي وُلد بها في حلب.

وفي الوقت الحالي، حيث تخوض القوات الحكومية معارك ضد متمردين ومسلحين إسلاميين في أنحاء البلاد، فإن 300 كيلومتر ليست مسافة بسيطة، وتعين على الأشقاء الدخول في مساومات خلال طريقهم للعبور من حاجز أمني تلو الآخر.

ويتم "اعتقال" جثة والدهم، الثوري، وفي حاجز آخر يتم توقيف أحد الإخوة ويعرض أمره على قاض شرعي، وبالطبع، تستغرق الرحلة أطول بكثير من المتوقع، وحتى مع زحف الديدان على الجسد المنتفخ، فإنه لا يزال هناك بعض المسافة التي يتعين قطعها.

الخيالية والبشاعة

أما كتاب رشا عباس فيضم قصصاً قصيرة، وقد تم نشر كتاب "ملخص ما جرى" باللغة الألمانية، وهو الآخر يعج بحكايات أشخاص فترت قلوبهم ورغم ذلك لم يفقدوا روح الدعابة.

ورشا عباس هي الأخرى من دمشق، ولكنها تعيش بالتناوب منذ عام 2015 في كل من هولندا وألمانيا، وعلى خلاف قصص خليفة، فإن قصصها تميل إلى الخيالية أو البشاعة.

وتقول عباس إن ما عايشته في الحرب غيّر الطريقة التي تكتب بها، وتوضح: "ربما تكون لغتي قد تكيفت مع التغيرات المتسارعة التي مررت بها، الانتقال من مكان إلى مكان، ولذلك أصبحت أكثر كثافة وتركيزاً".
الفضائع واللغة
وفي كتابات كل من عباس وخليفة، تجد الشخصيات أنفسها في مواقف كفكاوية، ويتم مراقبتهم من جانب سلطات لا يفهمها أحد ولكنها تمتلك قوى مطلقة.

ويتخلل إحساس دائم بالفزع أعمال الروائيين، وتسود أصوات المروحيات العسكرية والقذائف المضادة للطائرات والقنابل اليدوية الضوضاء في الخلفية، وكما أن قصصهم مليئة بالفظائع والأحاسيس، فإنها أيضا تظهر قدراً كبيراً من أصالة اللغة.

"معاناة لا يمكن وصفها"
ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان فإن نحو 511 ألف شخص لقوا حتفهم منذ اندلاع الحرب الأهلية في سورية عام 2011، وفي ظل عظم حجم المعاناة، أصدر صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بعد غارات جوية على الغوطة الشرقية في فبراير (شباط)، بياناً صحفياً لا يحتوي على كلمات، ووصفت الأمم المتحدة المناطق المنكوبة بأنها تشهد "معاناة لا يمكن وصفها".

كيف يمكن لكاتب أن يصف شيئا لم تعد السلطات الرسمية تجد كلاماً لوصفه؟.

وتقول عباس: "بالطبع هناك أمور يصعب وصفها، ولهذا السبب أحاول أن أصور من بعيد الأمور التي تحدث في الحرب، هناك أيضاً خوف من استغلال الأحداث المروعة وقصص الضحايا كمادة للكتابة، وهناك أيضاً عدم ارتياح يرتبط بهذا الأمر بشأن الاستفادة من مخاوف الآخرين".

ويقول خليفة: "يشعر الكتاب باستمرار بأنهم غير قادرين على تجسيد مفهوم الأمور التي لا يمكن وصفها، ولكن حتى إذا عرف العالم ما يحدث في سوريا، فإنهم لا يزالون لا يصدقونه".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روائيان يصيغان بالقصص ما عجزت يونيسف عن وصفه روائيان يصيغان بالقصص ما عجزت يونيسف عن وصفه



GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

13 عملاً في القائمة الطويلة لفرع الآداب في "زايد للكتاب"

GMT 23:00 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"زايد للكتاب" تعلن القائمة الطويلة لفرع "أدب الطفل"

GMT 04:55 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"كوميكس" تعرض 4 إصدارات في الشارقة للكتاب

GMT 22:52 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

5 إصدارات حديثة لـ "أكاديمية الشعر" في "الشارقة للكتاب"

GMT 01:43 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

20 مليون كتاب في معرض الشارقة الدولي للكتاب

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
  مصر اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 11:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 20:28 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

قصف إسرائيلي على مناطق جنوب لبنان بعد هجوم لحزب الله
  مصر اليوم - قصف إسرائيلي على مناطق جنوب لبنان بعد هجوم لحزب الله

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة
  مصر اليوم - سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 19:42 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

قلق في "أرامكو" بسبب هجمات الخليج وارتفاع سعر النفط

GMT 02:08 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مي عمر تكشف عن حقيقة علمها بمقلب "رامز في الشلال"

GMT 07:15 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

كشف غموض وفاة 22 عالمًا بعد فتح مقبرة توت عنخ آمون

GMT 10:06 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

رسالة حسن الرداد إلى محمد رمضان بعد أغنية "نمبر وان"

GMT 22:21 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

روبرتو فيرمينو يُجدد شكره لزميله "محمد صلاح"

GMT 06:52 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

"مشاهير حول العالم راحوا ضحية "الالتهاب الرئوي

GMT 11:08 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

تعرَّف على أنواع السيارات الأكثر مبيعًا في عام 2018

GMT 15:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

علامة "كايلي" و"كاندال" تطلق حقائب زهيدة الثمن

GMT 14:17 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أفكار إضاءة رائعة لحفلة زفافك الخارجية

GMT 10:13 2018 الجمعة ,07 أيلول / سبتمبر

اكتشفي طرق مختلفة لتحضير الفول
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon