توقيت القاهرة المحلي 10:43:06 آخر تحديث
الأربعاء 23 نيسان / أبريل 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

روائيان يصيغان بالقصص ما عجزت "يونيسف" عن وصفه

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - روائيان يصيغان بالقصص ما عجزت يونيسف عن وصفه

الروائيين السوريين رشا عباس وخالد خليفة
دمشق - د ب أ

كيف يمكن أن تكتب عن الموت وعن معاناة لم ينج منها أحد؟ .. تتساءل الكاتبة الألمانية ليزا فوستر، عن قيام الروائيين السوريين رشا عباس (34 عاماً) وخالد خليفة (54 عاماً) بوضع مؤلفات من المستحيل إغفالها، رغم ما تصفه من فظائع، على حد تعبير فوستر.

وربما تكون اللغة الدارجة التي يستخدمها عباس وخليفة لوصف الموت من سخرية جافة، هي التي تميز لغتهما وكذلك شخصيتيهما، فهما شخصان فاقدا الأمل واقتُلعا من جذورهما، ولم يعودا خائفين من الموت الذي أصبح مجرد "عمل شاق" بالنسبة لهما.

ولا يزال خليفة يعيش في دمشق ويعد أحد أشهر الروائيين السوريين، ولكونه معارضاً للرئيس بشار الأسد فإن كتبه ممنوع تداولها في بلده.

ويقول خليفة: "هذا لا يهمني، إنه أمر سخيف، إذ لا يمكنك الحديث عن حظر كتب بينما لك أصدقاء محكوم عليهم بالسجن 15 عاماً لمجرد أنهم عبروا عن آرائهم السياسية".

ويقضي خليفة أيامه يشرب القهوة، ويعمل على كتبه، ويلتقي أصدقاءه، ويقول :"لست خائفاً من الكتابة، لا أفكر في الخوف، وإنما أفكر في إيجاد طريقي وسط المناطق المدمرة".
"اعتقال جثة"
ونشر خليفة كتابه "الموت عمل شاق" بالعربية عام 2016، وتم مؤخرا نشره بالألمانية، ومن المقرر أن يُنشر بالإنجليزية في 2019 ، وتروي القصة محاولة ثلاثة أشقاء تحقيق وصية والدهم الأخيرة ونقل جثمانه لنحو 300 كيلومتر من دمشق إلى مدافن القرية التي وُلد بها في حلب.

وفي الوقت الحالي، حيث تخوض القوات الحكومية معارك ضد متمردين ومسلحين إسلاميين في أنحاء البلاد، فإن 300 كيلومتر ليست مسافة بسيطة، وتعين على الأشقاء الدخول في مساومات خلال طريقهم للعبور من حاجز أمني تلو الآخر.

ويتم "اعتقال" جثة والدهم، الثوري، وفي حاجز آخر يتم توقيف أحد الإخوة ويعرض أمره على قاض شرعي، وبالطبع، تستغرق الرحلة أطول بكثير من المتوقع، وحتى مع زحف الديدان على الجسد المنتفخ، فإنه لا يزال هناك بعض المسافة التي يتعين قطعها.

الخيالية والبشاعة

أما كتاب رشا عباس فيضم قصصاً قصيرة، وقد تم نشر كتاب "ملخص ما جرى" باللغة الألمانية، وهو الآخر يعج بحكايات أشخاص فترت قلوبهم ورغم ذلك لم يفقدوا روح الدعابة.

ورشا عباس هي الأخرى من دمشق، ولكنها تعيش بالتناوب منذ عام 2015 في كل من هولندا وألمانيا، وعلى خلاف قصص خليفة، فإن قصصها تميل إلى الخيالية أو البشاعة.

وتقول عباس إن ما عايشته في الحرب غيّر الطريقة التي تكتب بها، وتوضح: "ربما تكون لغتي قد تكيفت مع التغيرات المتسارعة التي مررت بها، الانتقال من مكان إلى مكان، ولذلك أصبحت أكثر كثافة وتركيزاً".
الفضائع واللغة
وفي كتابات كل من عباس وخليفة، تجد الشخصيات أنفسها في مواقف كفكاوية، ويتم مراقبتهم من جانب سلطات لا يفهمها أحد ولكنها تمتلك قوى مطلقة.

ويتخلل إحساس دائم بالفزع أعمال الروائيين، وتسود أصوات المروحيات العسكرية والقذائف المضادة للطائرات والقنابل اليدوية الضوضاء في الخلفية، وكما أن قصصهم مليئة بالفظائع والأحاسيس، فإنها أيضا تظهر قدراً كبيراً من أصالة اللغة.

"معاناة لا يمكن وصفها"
ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان فإن نحو 511 ألف شخص لقوا حتفهم منذ اندلاع الحرب الأهلية في سورية عام 2011، وفي ظل عظم حجم المعاناة، أصدر صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بعد غارات جوية على الغوطة الشرقية في فبراير (شباط)، بياناً صحفياً لا يحتوي على كلمات، ووصفت الأمم المتحدة المناطق المنكوبة بأنها تشهد "معاناة لا يمكن وصفها".

كيف يمكن لكاتب أن يصف شيئا لم تعد السلطات الرسمية تجد كلاماً لوصفه؟.

وتقول عباس: "بالطبع هناك أمور يصعب وصفها، ولهذا السبب أحاول أن أصور من بعيد الأمور التي تحدث في الحرب، هناك أيضاً خوف من استغلال الأحداث المروعة وقصص الضحايا كمادة للكتابة، وهناك أيضاً عدم ارتياح يرتبط بهذا الأمر بشأن الاستفادة من مخاوف الآخرين".

ويقول خليفة: "يشعر الكتاب باستمرار بأنهم غير قادرين على تجسيد مفهوم الأمور التي لا يمكن وصفها، ولكن حتى إذا عرف العالم ما يحدث في سوريا، فإنهم لا يزالون لا يصدقونه".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روائيان يصيغان بالقصص ما عجزت يونيسف عن وصفه روائيان يصيغان بالقصص ما عجزت يونيسف عن وصفه



GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

13 عملاً في القائمة الطويلة لفرع الآداب في "زايد للكتاب"

GMT 23:00 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"زايد للكتاب" تعلن القائمة الطويلة لفرع "أدب الطفل"

GMT 04:55 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"كوميكس" تعرض 4 إصدارات في الشارقة للكتاب

GMT 22:52 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

5 إصدارات حديثة لـ "أكاديمية الشعر" في "الشارقة للكتاب"

GMT 01:43 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

20 مليون كتاب في معرض الشارقة الدولي للكتاب

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 21:15 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

عبد الشافي يكشف أن بطولة السوبر صعبة على الأهلي

GMT 19:47 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

بث الفيلم النادر الحب في طريق مسدود

GMT 22:10 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

رئيس القناة الثالثة يُعلن فصل عزة الحناوي من "ماسبيرو"

GMT 06:52 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

محمد فضل شاكر يجدد أغنية "العام الجديد" مع ريم يوسف

GMT 04:59 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

احذف حسابك على "فيسبوك" إن كتبت هذه المنشوارت في 2017

GMT 03:09 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

مدحت تيخا يبرز أصعب مشهد واجهه في "عمارة رشدي

GMT 04:35 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

وفاة الفنان أبو بكر سالم بعد صراع مع المرض

GMT 14:13 2014 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

ابتكرت تصميمات لفانوس رمضان على هيئة علم مصر

GMT 03:14 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"روبيان" يعرض في "421" في أبوظبي الأربعاء

GMT 04:28 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

عبير صبري تؤكّد أن "الطوفان" كسر قاعدة "النجم الواحد"

GMT 11:15 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نورهان تتعاقد على "كلام كبار" مع محمد نور وإيهاب فهمي

GMT 14:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

غضب في الأهلي بسبب مكافأة المديرين

GMT 15:31 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يصنع رقمًا تاريخيًا جديدًا مع فريقه ليفربول

GMT 09:31 2015 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

غابات إندونيسيا تتعرض لأسوأ صيف منذ عام 1997

GMT 07:51 2016 الأربعاء ,17 شباط / فبراير

"جراب حواء" على قناة النهار آذار المقبل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon