توقيت القاهرة المحلي 20:45:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

روائيان يصيغان بالقصص ما عجزت "يونيسف" عن وصفه

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - روائيان يصيغان بالقصص ما عجزت يونيسف عن وصفه

الروائيين السوريين رشا عباس وخالد خليفة
دمشق - د ب أ

كيف يمكن أن تكتب عن الموت وعن معاناة لم ينج منها أحد؟ .. تتساءل الكاتبة الألمانية ليزا فوستر، عن قيام الروائيين السوريين رشا عباس (34 عاماً) وخالد خليفة (54 عاماً) بوضع مؤلفات من المستحيل إغفالها، رغم ما تصفه من فظائع، على حد تعبير فوستر.

وربما تكون اللغة الدارجة التي يستخدمها عباس وخليفة لوصف الموت من سخرية جافة، هي التي تميز لغتهما وكذلك شخصيتيهما، فهما شخصان فاقدا الأمل واقتُلعا من جذورهما، ولم يعودا خائفين من الموت الذي أصبح مجرد "عمل شاق" بالنسبة لهما.

ولا يزال خليفة يعيش في دمشق ويعد أحد أشهر الروائيين السوريين، ولكونه معارضاً للرئيس بشار الأسد فإن كتبه ممنوع تداولها في بلده.

ويقول خليفة: "هذا لا يهمني، إنه أمر سخيف، إذ لا يمكنك الحديث عن حظر كتب بينما لك أصدقاء محكوم عليهم بالسجن 15 عاماً لمجرد أنهم عبروا عن آرائهم السياسية".

ويقضي خليفة أيامه يشرب القهوة، ويعمل على كتبه، ويلتقي أصدقاءه، ويقول :"لست خائفاً من الكتابة، لا أفكر في الخوف، وإنما أفكر في إيجاد طريقي وسط المناطق المدمرة".
"اعتقال جثة"
ونشر خليفة كتابه "الموت عمل شاق" بالعربية عام 2016، وتم مؤخرا نشره بالألمانية، ومن المقرر أن يُنشر بالإنجليزية في 2019 ، وتروي القصة محاولة ثلاثة أشقاء تحقيق وصية والدهم الأخيرة ونقل جثمانه لنحو 300 كيلومتر من دمشق إلى مدافن القرية التي وُلد بها في حلب.

وفي الوقت الحالي، حيث تخوض القوات الحكومية معارك ضد متمردين ومسلحين إسلاميين في أنحاء البلاد، فإن 300 كيلومتر ليست مسافة بسيطة، وتعين على الأشقاء الدخول في مساومات خلال طريقهم للعبور من حاجز أمني تلو الآخر.

ويتم "اعتقال" جثة والدهم، الثوري، وفي حاجز آخر يتم توقيف أحد الإخوة ويعرض أمره على قاض شرعي، وبالطبع، تستغرق الرحلة أطول بكثير من المتوقع، وحتى مع زحف الديدان على الجسد المنتفخ، فإنه لا يزال هناك بعض المسافة التي يتعين قطعها.

الخيالية والبشاعة

أما كتاب رشا عباس فيضم قصصاً قصيرة، وقد تم نشر كتاب "ملخص ما جرى" باللغة الألمانية، وهو الآخر يعج بحكايات أشخاص فترت قلوبهم ورغم ذلك لم يفقدوا روح الدعابة.

ورشا عباس هي الأخرى من دمشق، ولكنها تعيش بالتناوب منذ عام 2015 في كل من هولندا وألمانيا، وعلى خلاف قصص خليفة، فإن قصصها تميل إلى الخيالية أو البشاعة.

وتقول عباس إن ما عايشته في الحرب غيّر الطريقة التي تكتب بها، وتوضح: "ربما تكون لغتي قد تكيفت مع التغيرات المتسارعة التي مررت بها، الانتقال من مكان إلى مكان، ولذلك أصبحت أكثر كثافة وتركيزاً".
الفضائع واللغة
وفي كتابات كل من عباس وخليفة، تجد الشخصيات أنفسها في مواقف كفكاوية، ويتم مراقبتهم من جانب سلطات لا يفهمها أحد ولكنها تمتلك قوى مطلقة.

ويتخلل إحساس دائم بالفزع أعمال الروائيين، وتسود أصوات المروحيات العسكرية والقذائف المضادة للطائرات والقنابل اليدوية الضوضاء في الخلفية، وكما أن قصصهم مليئة بالفظائع والأحاسيس، فإنها أيضا تظهر قدراً كبيراً من أصالة اللغة.

"معاناة لا يمكن وصفها"
ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان فإن نحو 511 ألف شخص لقوا حتفهم منذ اندلاع الحرب الأهلية في سورية عام 2011، وفي ظل عظم حجم المعاناة، أصدر صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بعد غارات جوية على الغوطة الشرقية في فبراير (شباط)، بياناً صحفياً لا يحتوي على كلمات، ووصفت الأمم المتحدة المناطق المنكوبة بأنها تشهد "معاناة لا يمكن وصفها".

كيف يمكن لكاتب أن يصف شيئا لم تعد السلطات الرسمية تجد كلاماً لوصفه؟.

وتقول عباس: "بالطبع هناك أمور يصعب وصفها، ولهذا السبب أحاول أن أصور من بعيد الأمور التي تحدث في الحرب، هناك أيضاً خوف من استغلال الأحداث المروعة وقصص الضحايا كمادة للكتابة، وهناك أيضاً عدم ارتياح يرتبط بهذا الأمر بشأن الاستفادة من مخاوف الآخرين".

ويقول خليفة: "يشعر الكتاب باستمرار بأنهم غير قادرين على تجسيد مفهوم الأمور التي لا يمكن وصفها، ولكن حتى إذا عرف العالم ما يحدث في سوريا، فإنهم لا يزالون لا يصدقونه".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روائيان يصيغان بالقصص ما عجزت يونيسف عن وصفه روائيان يصيغان بالقصص ما عجزت يونيسف عن وصفه



GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

13 عملاً في القائمة الطويلة لفرع الآداب في "زايد للكتاب"

GMT 23:00 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"زايد للكتاب" تعلن القائمة الطويلة لفرع "أدب الطفل"

GMT 04:55 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"كوميكس" تعرض 4 إصدارات في الشارقة للكتاب

GMT 22:52 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

5 إصدارات حديثة لـ "أكاديمية الشعر" في "الشارقة للكتاب"

GMT 01:43 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

20 مليون كتاب في معرض الشارقة الدولي للكتاب

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon