اعتقد مقيم صحيفة التلغراف البريطانية اندرو انجلش عند ذهابه لقيادة سيارة فيراري GTC4Lusso أنها ستكون واحدة من سيارات المدرسة القديمة أكثر قوة مما يستطيع جمال تصميم الستينات أن يتعامل معه، ولكنه وجد انها سيارة تنطلق مثل الحصان، ويشير فيها الرقم 4 الى عدد المقاعد على ما يبدو، ومشابه الى حد كبير لسيارة FF.
وحاولت فيراري في عام 2011 الحصول على مدخل في سوق سيارات الدفع الرباعي مع الفرامل المذهلة، ومنذ ذلك الحين قدم العديد من العروض السخية في مجال السيارات الرائعة لمختلف الملوك والسلاطين مثل دروغو فيراري وجي تي أو 2015 و بريد فان، وهارولد أدوفرد استون مارتن دي بيه 5، الى جانب رلينت سيميتر جي تي ايه، وفلوفو 1800 وجنيس أف أف، وفوكسهول جسغنم.
واستحقت معظم السيارات المدح مع نظام الفرامل القوية، إلا أن سيارة أف أف كانت سريعة جدا وصغيرة جدا وغير عملية، وقالت فيراري انه في الخمس سنوات الماضية باعت 6000 سيارة بين 10 الى 12% من المبيعات كان في بريطانيا، ولكن القليل من الناس رأوا هذه السيارات في الشارع، وقال مسجل السيارات أن 216 نموذج من أف أف سجل حتى العام الماضي في جميع أنحاء بريطانيا.
ويعرف عن عالم السيارات انه لا مكان لقول " ابدا" فعندما أعلن مدير فيراري سيرجيو مارسيوني ان فيراري لن تصنع سيارات رباعية الدفع مرة أخر لم يكن يعني ذلك حقا فالسيارة الجديدة GTC4 هي أقرب ما يكون الى سيارات الدفع الرباعية التي تعطي فيراري خمس سنوات اضافية لتراقب وتراجع نفسها.
وصنعت السيارة من مجسّم من الألمونيوم المشابه لـFF تم ضبطه أكثر الى الأمام لتحسين التعامل مع الرياح ولتحسين ديناميكا الهواء، وتبدو السيارة رشيقة مع فتحات على الجناح ضخمة بشكل كاريكاتوري، ويعتبر هيكل السيارة الخارجي كبير بعض الشيء ولو أن بضع انشات أخذت من المقدمة فسيبدو التصميم أكثر توازنا ولأضاف المزيد من المساحة للأقدام، ويبلغ حجم المقاعد الخلفية 450 لتر ويصبح 800 لتر اذا طويت.
وتعتبر مساحة السيارة جيدة لوضع الساقان في المقاعد الخلفية التي تتسع لثلاث أشخاص بشكل مريح، ونتيجة لذلك تصبح مساحة التخزين قليلة والتي لا تتسع للكثير من الاشياء، وتعد مقصورة القيادة بسيطة بشكل مخادع، وصنعت المقاعد من الجلد الفاخر، وأكثر ما يلفت الانتباه فيها شاشات اللمس الجديدة الكبيرة والتي تقع في مركز لوحة التحكم وسط ازرار التدفئة والتبديل، ويستخدم الكونسول المركزي الوسطي للتخزين وهو عملي لحد كبير.
وتمتلك السيارة نظام رسومات بيانية واضحة وتسلسل منطقي للأوامر، ولكن ليس هناك اتصال بالواي فاي الذي أصبح من الضروريات لعمل ساتناف في الاونة الأخيرة، وتمتلك السيارة محرك V12 سعة 6.2 أسطوانة ينتج قوة 681 حصان وعزم دوران 514 رطل/قدم، ويصل الى سرعة قصوى 208ميل/الساعة بينما تستطيع السيارة أن تصل الى سرعة 62 ميل/الساعة في غضون 3.4 ثوان، وتسير 18.8 ميلا/الغالون وتبعث 350غرام/كيلومتر من ثاني أكسيد الكربون.
وتحتوي السيارة على سبع سرعات، ولا تسيطر العجلات الأربع على كل السرعات فحتى سرعة 124 ميل/الساعة يكون التحكم على العجلات الامامية وما فوق ذلك يصبح الدفع رباعي في السيارة، وتمتلك نظام توجيه خلفي ZF يعمل بالطاقة الكهربائية ويدفع التعليق الكلفي لاعطاء بضع درجات اضافية من التوجيه في أي من الاتجاهات.
وتتكون المجموعة الكاملة من ضوابط التحكم فيها من وحدة التحكم الالكتروني ووحدة القيادة الخلفية والدفع الرباعي الى جانب نظام الانزلاق الجانبي الذي يأتي مع الجيل الرابع من فيراري للمساعدة في ابقاء السيارة مستقرة ومرنة مع جميع أنواع الاسطح وعلى كل السرعات، وتقول فيراري أن هذه السيارة ارتفعت استجابتها بنسبة 5%، وأصبحت أكثر رشاقة بنسبة 8%.
ويصدر المحرك الكثير من الأصوات وهو مصمم للسفر الطويل ولديه استجابة لطيفة وواضحة والركوب جيد جدا في السيارة، وتعتبر سيارة لينة ولديها الكثير من ردود الافعال في القيادة والفرامل، ويدور المحرك حوالي 8250 دورة/الدقيقة وبالتالي ينتج الكثير من القوة والعزم الذي تمكن السائق من نقل السرعات بسهولة وتلقائية.
ويقارب وزن السيارة من 2 طن، الا أن محركها ليس سريع التبديل مثل توربون نيسان جي تي أر أو بورش 911، ولكن بجميع الاحوال فإنه مناسب وسريع، ويعتبر الدوران الاول في الزوايا بالسيارة على السرعات العالية معقدا بعض الشيء على القيادة بنظام الدفع الرباعي، وبالتالي يجب على السائق أن يكون لطيفا مع المقود.
ولا تعتبر مشكلة التوجيه مشكلة حصرية على فيراري وحدها، ومن المهم أن تكون قدرة الدفع الرباعي على السرعات القليلة والأسطح الغريبة في ذات الوقت، وهذا يعطي شعور قوي بالسيارات رباعية الدفع العالية مثل سيارات سوبر كوبيه هذا النوع من السيارات لا تسعى فيراري الى صنعه، ومقل سابقتها فان GTC تماما ما يحتاجه العالم من الاداء االعالي للفرامل وهي أكثر استقرارًا على الطرق الزلقة ولكنها ما تزال تحتاج الى دقة في التوجيه عند الزوايا، والأسطح الجافة.
أرسل تعليقك