أبو ظبي ـ سعيد المهيري
بمناسبة دخول موسم الرطب، يتواصل "مهرجان النخلة" في بلدية دبا الحصن، احتفاءً وتقديراً لهذه الشجرة المباركة التي تشكل جزء عزيز في تاريخ وذاكرة أبناء دولة الإمارات، لما لها من فضل كبير على أبناء الوطن، فقد كانت ولا تزال رمزاً للعطاء، ومن هذا المنطلق يرد أهالي دبا الحصن جزء من هذا الجميل للنخلة ويتذكرون بكل وفاء ما قدمته لهم على مر التاريخ من عطاء غير محدود، حيث كان المسكن والمأكل وجميع الأدوات المتعلقة بالحياة من مصدرها.
وأوضح علي أحمد يعروف رئيس المجلس البلدي في دبا الحصن، والذي افتتح المهرجان، إن جيل اليوم لا يدرك الكثير من تفاصيل ومظاهر الحياة الماضية والدور الكبير الذي قامت به النخلة من أجل معيشة الناس وتحسين أحوالهم، لذلك يستهدف المهرجان تسليط الضوء على تاريخ النخلة وبالأخص في مناطق دبا، كونها تشتهر منذ القدم بزراعة أشجار النخيل. من جانبه، ذكر جمعة عبدالله المغني رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان، الذي يستمر ثلاثة أيام ويقام بجانب سوق السمك والخضار في ميناء دبا الحصن، أن المهرجان يركز على أهم أسماء النخيل وأجود أنواع الرطب التي كانت تشتهر بها مدينة دبا منذ القدم، فهناك الخاطره وقش حميد وقش فلقه والنغال والصلاني وجميع هذه الأنواع من الرطب شهيرة منذ القدم، وهي أول من تثمر من الرطب، أما اللولو والخنزي والشهل فهو من «الأخرى» أي أنه يتأخر في طرح الثمار، وجميع هذه الأنواع اشتهرت بها دبا منذ القدم، كذلك هناك "الشهل" الذي ارتبط اسمه بنخيل دبا وأصبح جزءً من البيئة الزراعية، إلا أن بعض الأشجار من النخيل بدأت تتوارى بسبب انحسار الأمطار وارتفاع نسبه الملوحة في الآبار ونضوب المياه الجوفية في الكثير من المناطق الزراعية. موضحاً أن بلدية دبا الحصن لديها خطة لزراعة أشجار النخيل بمعظم الشوارع الداخلية والأحياء السكنية، وأن هذه الخطة قطعت شوطاً مهماً، ويضم المهرجان نماذج من ثمار ورطب النخيل ذات الجودة العالية التي قامت البلدية بزراعتها، كذلك ضم المهرجان أنواعاً أخرى من مسلمات النخلة من الخصب وهو عبارة عن خوص النخل المسفوف، حيث خصصت اللجنة المنظمة للمهرجان ركناً لخياطة الخصف والحبال، وذلك من خلال الاستعانة بأصحاب الخبرة والمختصين.
أرسل تعليقك