توقيت القاهرة المحلي 21:08:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

موريتانيا تستحضر تراثها الثقافي بمهرجانها السنوي للمدن القديمة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - موريتانيا تستحضر تراثها الثقافي بمهرجانها السنوي للمدن القديمة

مهرجان موريتانيا السنوي للمدن القديمة
القاهرة -مصر اليوم

تمثل الأمسيات الثقافية والفنية ذات الصبغة التراثية والفلكلورية، ومعارض المنحوتات الأثرية والمخطوطات الضاربة في القدم، أبرز أنشطة وفعاليات مهرجان موريتانيا السنوي للمدن القديمة، الذي أطلق فعالياته محمد ولد الشيخ الغزواني، رئيس موريتانيا، في مدينة شنقيط شمالي البلاد، ويستمر لمدة أسبوع كامل.

ويعتبر مهرجان المدن القديمة حدثا سنويا في موريتانيا يستهدف إحياء وصيانة التراث، وينظم هذا العام في نسخته التاسعة في أعرق مدن البلاد المعروفة بـ"شنقيط"، والمصنفة إلى جانب 3 مدن أثرية أخرى هي: "وادان" و"تيشيت" و"ولاته" على لائحة اليونسكو للتراث العالمي منذ سنة 1989.

المهرجان استقطب في نسخته الـ9 هذا العام مشاركة إقليمية ودولية واسعة، أبرزها مشاركة وزيري الثقافة والاتصال المغربي والجزائري على رأس وفدي بلديهما إلى هذا المهرجان، بالإضافة إلى وفود أخرى لبلدان مغاربية وأفريقية وأوروبية، كان أبرزها المشاركة الإسبانية والفرنسية.

اقرأ أيضًا:

"الثقافة" تنجح في اقتناء 86 كتابًا ومخطوطًا من مكتبة حسن كامي

فعاليات المهرجان المتواصلة على مدى أسبوع كامل، تشهد كذلك مسابقات في القرآن الكريم والحديث الشريف، بالإضافة إلى تنظيم ألعاب تقليدية وسلسلة محاضرات وعروض تتذكر تاريخ المنطقة وإشعاعها الثقافي، وتستحضر وشائج التواصل التاريخي بين شعوب المغرب العربي وغرب أفريقيا.

ويرى المهتمون بالتراث أن الإشعاع الثقافي والعلمي لهذه المدن التي يعود تاريخ إنشائها إلى ما قبل 700 سنة، جعل الاهتمام بصيانة تراثها والاهتمام بتاريخها يتجاوز محيطها المحلي إلى دورها كجزء من تاريخ وتراث منطقة المغرب العربي ككل؛ نظرا لما لعبته هذه المدن تاريخيا من أدوار مهمة في ربط مدن شمال القارة الأفريقية بتلك الواقعة جنوب الصحراء الكبرى .

روافد للسياحة

الدكتور سيدي محمد ولد الغابر، وزير الثقافة الموريتاني، استعرض في كلمته الافتتاحية لفعاليات المهرجان هذا الدور والمكانة التاريخية لهذه المدن التي خرجت منها قوافل الحجيج، مبينا أنها "ترسم لوحة الأمة الموريتانية بكل تجلياتها وإشراقاتها، في تناغم سلسٍ، وتفاعلٍ حضاريٍ ثَري"، على حد وصفه.

واعتبر الدكتور الغابر أن مهرجان المدن القديمة في نسخته الحالية يشكل امتدادا "لما عرفته هذه البلاد من تبحر في أَنساق المعرفة، وتفنن في دروب الدراية" على حد تعبيره.وأثنى على مشاركة "أشقاء موريتانيا في المغرب العربي" ومشاركة البلدان العربية والأفريقية والأوروبية الأخرى في "هذا الحدث الثقافي الكبير" على حد تعبيره.

وبيّن الوزير أن الثقافة باتت تشكل رافدا أساسيا وجوهريا في المنظومة السياحية الوطنية للبلاد، التي تحتفي بالتزامن مع هذا الحدث بافتتاح الموسم السياحي الجديد.

المشاركة الإقليمية

زخم المشاركة الإقليمية في المهرجان عبرت عنها كلمات وزيري الاتصال والثقافة المغربي والجزائري التي ركزت على البعد المشترك لهذا التراث الثقافي والقيمي الموريتاني بوصفه قاسما يربط وشائج التواصل والقربى بين شعوب الإقليم المتداخلة في أعراقها وعاداتها وأنساقها الثقافية والقيمية.

كما جسد هذا الاهتمام الإقليمي مشاركات البلدين في المعارض التراثية بالمهرجان، حيث شاركت الجزائر بـ20 عرضا في مجالات الصناعة التقليدية والحرف، ضمت مختلف المنتوجات الجزائرية من جلود وفخار وخشب ونحاس ولباس تقليدي وحلي وتحف فنية.

يأتي ذلك علاوة على مداخلات وندوات حول المدن القديمة الجزائرية خصوصا مدينة قسنطينة وواقع المرأة الجزائرية في البيئة الصحراوية في آدرار وتيندوف، إضافة إلى السياحة في الجزائر.أما الجناح المغربي فقدم تعريفا بأنشطة المركز الثقافي المغربي وإصداراته ومؤلفاته والمخطوطات المغربية النادرة واللوحات التشكيلية ولوحات الخط العربي المنجزة من طرف تلاميذ المركز بعد سنة من التكوين.

وعكست المشاركة الإسبانية بدورها الترابط والتواصل الثقافي وقيم حسن الجوار والعيش المشترك بين الشعبين الموريتاني والإسباني.

تنشيط السياحة

وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني أكد لدى افتتاحه فعاليات المهرجان، الأحد، أن سكان شنقيط استطاعوا بعلمهم "أن يجعلوا منها منارة للعلم ومنطلقا للحجيج ورباطا للجهاد ومركزا للتبادلات التجارية".ووصل نحو 200 سائح إلى المنطقة الواقعة على بعد مئات الكيلومترات إلى الشمال من العاصمة نواكشوط، منذ إطلاق الموسم السياحي مطلع أكتوبر/تشرين الأول، بحسب أرقام رسمية.

وبحسب وكالات سياحية، يُتوقع وصول نحو 6 آلاف زائر أجنبي هذا العام إلى موريتانيا.واتخذت موريتانيا تدابير لتوفير سلامة أراضيها من خلال تقوية قدرات الجيش وتعزيز المراقبة الأمنية وتشجيع نمو المناطق النائية خاصة عند الحدود مع مالي، حيث تنشط مجموعات إسلامية متشددة.وتعتبر نسخة مهرجان المدن القديمة هذا العام أول نشاط داخلي يحضره الرئيس الموريتاني الجديد محمد ولد الشيخ الغزواني.

وبدأ تنظيم المهرجان عام 2010 بمبادرة من الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبدالعزيز، الذي دشن هذه المبادرة التي تهدف إلى إحياء تراث هذه المدن القديمة، التي يعود تاريخ إنشائها إلى أكثر من 700 سنة.وشكلت هذه المدن مراكز حضرية على طريق قوافل التجارة بين شمال القارة الأفريقية وجنوبها، حيث لعبت أدورا كمنارات إشعاع علمي وحضاري أضاء أرجاء واسعة من القارة الأفريقية ودخل إليها الإسلام على يد التجار والفاتحين الأوائل.

وشكلت هذه المدن الهوية الحضارية والمدنية لموريتانيا ما قبل نشوء الدولة، وكان أشهرها شنقيط التي حملت موريتانيا اسمها قديما وسمي الموريتانيون بـ"الشناقطة" نسبة إلى أقدم مدينة في هذه الربوع.وينظم هذا المهرجان منذ انطلاقه سنة 2010 بشكل دوري بين هذه المدن الأربعة، ويشهد اهتماما بتنمية هذه المدن وتوفير الخدمات لها، بالإضافة إلى صيانة تراثها والمحافظة على الطابع الأصلي لمبانيها العتيقة.

قد يهمك أيضًا:

تشكيلي مصري يجرّد السريالية من حدود اللون في لوحاته للمرة الأولى

التشكيلي محمد إسحاق يؤكد أن معرض أجيال يضم فنانين تميزوا في النحت في مصر وخارجها

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موريتانيا تستحضر تراثها الثقافي بمهرجانها السنوي للمدن القديمة موريتانيا تستحضر تراثها الثقافي بمهرجانها السنوي للمدن القديمة



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon