افتتحت مساء السبت في العاصمة التونسية الدورة الخامسة والعشرون لمهرجان "ايام قرطاج السينمائية" بعرض فيلم تمبكتو"، أحدث عمل للمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو.
وأقيم حفل افتتاح المهرجان الذي يستمر حتى السادس من كانون الاول/ديسمبر، في "المسرح البلدي" (وسط العاصمة) الذي شيد سنة 1902.
وأمام المسرح، فرش السجاد الاحمر ليمشي عليه نجوم وضيوف المهرجان الذين أوصلتهم سيارات ليموزين فخمة، كما يحصل في المهرجانات السينمائية الكبرى.
وأعلنت السينمائية التونسية درة بوشوشة مديرة المهرجان، خلال حفل الافتتاح، أن "+أيام قرطاج السينمائية+ ستتحول بداية من هذا العام الى مهرجان سنوي بعدما كانت تعقد مرة كل عامين بالتناوب مع مهرجان +أيام قرطاج المسرحية+".
و"أيام قرطاج السينمائية" التي انطلقت دورتها الاولى سنة 1966 هي أقدم مهرجان سينمائي في المنطقة العربية وافريقيا.
ويهدف المهرجان الذي تنظمه وزارة الثقافة التونسية، إلى التعريف بالسينما العربية والافريقية.
وأضافت درة بوشوشة ان المهرجان سيقدم، وللمرة الاولى منذ نشأته، عروضا سينمائية خارج العاصمة تونس في 6 مدن هي منزل بورقيبة وجندوبة (شمال) وتالة والقيروان وسط وقفصة ومدنين (جنوب) على أن يتم "سنة 2015 تعميم المهرجان على كل الجهات" في البلاد.
وقال السينمائي التونسي ابراهيم لطيف، في كلمة القاها خلال الافتتاح، ان مهرجان قرطاج السينمائي "حافظ على مكانته" على الرغم من ظهور مهرجانات "أكثر ثراء وبهرجة" في افريقيا والمنطقة العربية.
وعبر عن الاسف لأن "أكثر من 100 قاعة سينما" أغلقت في تونس منذ استقلال البلاد عن فرنسا سنة 1956.
وخصصت وزارة الثقافة التونسية 8 قاعات سينما لاحتضان فعاليات الدورة الخامسة والعشرين لايام قرطاج السينمائية.
وعبر المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو عن "تأثره" لافتتاح أيام قرطاج السينمائية بفيلمه "تمبكتو" المعروف ايضا باسم "شجن الطيور".
وقال المخرج انه صور الفيلم الذي يدوم 97 دقيقة في وقت "استعجالي" وفي ظل "صعوبات كبيرة".
ويتناول الفيلم قضية التطرف الديني ويروي قصة صراع سكان مدينة تمبكتو في مالي مع اسلاميين متطرفين سيطروا عليها وفرضوا فيها فهمهم المتشدد للشريعة الاسلامية بإجبار النساء على ارتداء النقاب وتحريم الموسيقى والتدخين وكرة القدم واقامة الحدود.
وساهم في إنتاج الفيلم تقنيون تونسيون حضروا حفل الافتتاح مع المخرج الموريتاني.
وكان "تمبكتو" الفيلم الافريقي والعربي الوحيد الذي نافس للفوز بالسعفة الذهبية للافلام الطويلة في الدورة الاخيرة لمهرجان "كان" السينمائي في فرنسا.
وتشتمل "أيام قرطاج السينمائية" على 3 مسابقات رسمية هي مسابقة الأفلام الروائية الطويلةومسابقة الافلام الروائية القصيرة ومسابقة الافلام الوثائقية.
ويتنافس في المسابقات الرسمية للدورة الخامسة والعشرين للمهرجان حوالى 50 فيلما من 22 دولة إفريقية وعربية.
ويرئس الممثل والسينمائي الاميركي الشهير داني غلوفر لجنة تحكيم مسابقة الافلام الطويلة والقصيرة، فيما يرئس الصحافي والناقد اللبناني بيار ابي صعب لجنة تحكيم مسابقة الافلام الوثائقية.
وبحسب نص القانون المنظم لمهرجان قرطاج السينمائي "ينبغي للأفلام المشاركة في المسابقات الرسمية (..) أن تكون قد أنتجت خلال ال24 شهرا التي تسبق المهرجان" و"أن يكون مخرجها إفريقيا أو عربيا أو من أصل إفريقي أو من أصل عربي" و"ألا يكون قد تم استغلالها تجاريا ولا ثقافيا في تونس باستثناء الأفلام التونسية".
و"لا يمكن لكل بلد المشاركة بأكثر من فيلمين في كل مسابقة رسمية باستثناء تونس التي يحق لها المشاركة بثلاثة على الأكثر في كل مسابقة رسمية" بحسب النص نفسه.
وساهم مهرجان قرطاج السينمائي في اكتشاف مواهب سينمائية صاعدة في افريقيا والدول العربية وقد مر عبره سينمائيون بارزون مثل يوسف شاهين (مصر) ونوري بوزيد ومفيدة التلاتلي (تونس) ومرزاق علواش (الجزائر) وسليمان سيسي (مالي) وعصمان صنبان، ودجبريل ديوب منبيتي (السنغال) وإدريسا ودراغو (بوركينا فاسو).
ونشأت في اطار المهرجان منظمات وجمعيات سينمائية اقليمية وقارية مثل "اتحاد النقاد السينمائيين العرب" و"الاتحاد الإفريقي للسينمائيين" و"الجامعة الإفريقية للنقد السينمائي".
أرسل تعليقك