بغداد - نجلاء الطائي
صدر حديثاً لكاتب الأطفال جاسم محمد صالح كتاب بعنوان "مرايا الثقافة... شهادات ومداخلات في كتابات جاسم محمد صالح في أدب الأطفال". وكتب الإعلامي ناظم السعود مقدمة للكتاب، فقال فيها إنَّ الأدب الذي يبصم عليه جاسم محمد صالح لا يمكن تحديده لأجيال بعينها, وهو منفتح على أجواء الكبار والصغار معاً بحكم المتون الثرية التي شحنها به قبل ان يدفعها لوسائل النشر, ويمكن القول أن ما دعا صالح إلى الإفلات من أسر التحديد الزمني يمكن في توشيح النماذج التي يوالى نشرها في (كتب أو صحافة سيارة) بسمات فنية وأسلوبية واجتماعية تجعله قريبا من الموضوعة المختارة ومرغوباً بين الشريحة القرائية, كما أن لغته بسيطة تشف عن بنيتها الحكائية وتدل عليها من إبهار أو خزعبلات لغوية تصعب التوصيل أكثر مما تقربه، مضيفاً أنَّ الكتاب احتفائية تكريمية لكتاباته المتميزة في أدب الأطفال.
وضم الكتاب اثنتين وعشرين مقالة. كما أعدت دراسة تحليلية فنية للشخصيات القصصية. وأغلب قصصه ضمَّنها الكثير من النصائح والإرشادات في السلوك والتخاطب والالتزام وفعل الخير، كونه متيقناً تماماً أن الصغار يساهمون في كلّ معضلات عصرنا بحسب درجة تطورهم وعلى طريقتهم الخاصة، لذلك تمكنَ أن يُكيّف كتاباته للأطفال لأنه استوعب مداركهم، فكتب بالبساطة الممكنة وابتعد عن التعقيد.
وأوضح الكاتب صالح أن هذا الكتاب تتويج لكافة كتاباته في أدب الأطفال، وأنّ لكل كاتب رؤية وعليه أن يحقق ذلك من خلال اللغة، وأن يتعامل مع اللغة بحذر والتزام باستعمال المفردة، ومعرفة بالطفل، وان يكون القاموس اللغوي متناسباً مع مدارك الطفل، ويكون التواصل معه من خلال الدراسة. وأكد أن الكتابة للأطفال ليست من الأمور السهلة، فلا بد لكاتب الأطفال أن يكون ملماً بالمفاهيم التربوية طامحاً إلى بناء الطفل الواعي القادر على المساهمة في بناء وطنه ومدافعا عنه، مشيرا إلى أنّ الكتابة للأطفال رسالة وهدف وهي ذات رسالة سامية وهدف نبيل.
يذكر أنَّ كاتب الأطفال جاسم محمد صالح من بين أهم المختصين فـــي وزارة التربية في مجال تأليف المناهج وتنقيحها لعدّة سنوات, شغل منصب رئيس تحرير صحيفة (يعرب) للأطفال، نشر العديد من الدراسات والبحوث في مجال التربية، له عدد كبير من المؤلفات، نال الكثير من الجوائز، يعدّه النقاد والمتابعون لكتابه عن أدب الطفل أفضل ما صدر في العراق، له أربعون كتاباً في أدب الطفل. وترجمت مؤلفاته للأطفال إلى عدّة لغات منها: الكردية والتركية, الانكليزية واليابانية والفرنسية والبلجيكية.
أرسل تعليقك