توقيت القاهرة المحلي 14:42:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العالم لا ينتهي.عن الخراب المادي والروحي للحياة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - العالم لا ينتهي.عن الخراب المادي والروحي للحياة

دمشق ـ وكالات

يعتمد الشاعر اليوغسلافي تشارلز سيميك في ديوانه "العالم لا ينتهي" على تجربته الذاتية في بلغراد التي مزقتها الحرب من خلال صياغة قصائد تدور حول الخراب المادي والروحي للحياة في هذا العصر.وفي عمله الذي ترجمه مؤخرا الكاتب السوري أحمد أحمد، يتحدى سيميك الخط الفاصل بين المالوف واللامالوف ويبث الحياة كي يؤنسن الأشياء محققا صورا غرائبية عن الأجسام المنزلية الجامدة المغرقة في ماديتها مثل السكين والملعقة ولعل ذروة التأثير في قصائده الأولى تكمن في أن الأشياء الجامدة تشكل عبر حيواتها محاكاة قاتمة للوجود الإنساني.ويظهر في النصوص أن مساعي سيميك لتأويل العلاقة بين الحي والجامد أوصلت قصائده إلى أكثر فتوح الشعر أصالة في عصرنا إضافة إلى أن شعره صارم باعتداده ومفاهيمه ومجازه ولغته لاسيما تلك القصائد التي يتحدث فيها عن آثار الحرب على مراحل طفولته والفقر والجوع الناجم عن الظلم وممارسات الأنظمة السياسية وتأثيرها العميق على حياة الإنسان.ويسعى سيميك إلى خلق عالم من الصمت عبر نصوصه النثرية والتي تتبدى لدى قرائه عبر انتظار حدوث ما لم يقله بعد بحيث يبقى المتلقي عالقا في السلوان الذي يحل بعد ذلك إذ يتحول الحظر لديه إلى ميتافيزيقيات.يقول الشاعر اليوغسلافى "كانت أمي ضفيرة من دخان أسود.. حملتني مقمطا فوق المدن المحترقة.. كانت السماء مكانا أوسع وأشد عصفا.. من أن يلعب فيه الولد".نصوص المجموعة تظهر سوداوية الحياة لكنها تبدى حيوية في الأسلوب والخيال عبر التصدي لكل ظلم وهذا ما يبدو في إحدى قصائده التي يقول فيها "كان الألمان يغذون السير في اتجاه.. وأنا ماض في الاتجاه المعاكس.. لايزال لدى سيفي الرسمي.. أستعمله لقص شعري الذى يبلغ طوله أربعة أقدام".ويتميز أسلوب سيميك بأنه منفتح وقابل للولوج وأنه انجاز ثري وواع لطاقة الكلمات وللحدود التي تتلمسها وهي تصل إلى مبتغاها وبأنه تعبيرى بالغ الصفاء حيث ينيط هذا الشاعر اللثام عن رؤية أصيلة وعميقة كما أنه يكتب من خلال هاتين الصفتين بأقصى ما يمكنه من وضوح لا ينقصه العذوبة والاصالة ويخيل للقارئ أن عالم سيميك الشعري يخصه تماما وهو يمر على صوره المدهشة وعباراته الشائقة.يقول سيميك "ولأجل الإفطار على الشرفة نتناول بعض عنب مرسوم يخادع العين.. حتى الطيور تحاول أن تقتات منه".كما تتسم كل قصائد المجموعة بفضاء واسع بعيد يدعو إلى الغرابة التي تعبر عن إحساس كبير وعبقرية فذة ترتكز على ثقافة واسعة وشفافية مرهفة تصل بالقارئ إلى أبعد مدى

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم لا ينتهيعن الخراب المادي والروحي للحياة العالم لا ينتهيعن الخراب المادي والروحي للحياة



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon