c "أشياء عادية فى الميدان"سري عبدالعال يعيش تجربة ميدانين - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 09:19:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"أشياء عادية فى الميدان"سري عبدالعال يعيش تجربة ميدانين

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - أشياء عادية فى الميدانسري عبدالعال يعيش تجربة ميدانين

القاهرة ـ وكالات

تتناول رواية "أشياء عادية في الميدان" للروائي السيد نجم، رؤية محورية حول تجربة الرجل الذي شارك في معارك حرب أكتوبر 73، وأمضى أيامه يصارع في معاركه الصغيرة في العمل والحياة، فلما كانت بدايات ثورة 25 يناير، ذهب إلى ميدان التحرير، من باب الفضول، لكنه ذهب وبقي يشارك، ولم يعد إلى منزله، إلا بعد ما عرف إعلاميا بـ "موقعة الجمل". فقد كان "سري" واحدا ممن اشتركوا في حرب أكتوبر، وبعد انتهاء المعارك، تفرغ لمعاركه الصغيرة في العمل، وبات كل طموحه أن يقود المصلحة الحكومية التي يعمل بها، وان يكون هو الرجل الأول فيها.في مقابل ذلك، بعد تسرحه من الجندية، نسي "سرى" ما كانت عليه الروح الجماعية بينه وبين زملائه الجنود، وخصال الفداء والتضحية التي ضمته مع بقية الجنود، في ابسط شئون الحياة بينهم، وحتى لحظات مواجهة العدو، وان تزوج من "رسمية" فهو لم ينجب منها.اعتاد "سري" على ذلك النمط من الحياة الرتيبة التي اعتادتها، ولم يسع إلى تغيرها. من مظاهر تلك الحياة الروتينية.. احتساء فنجان القهوة في مقهى قريبا من منزله "مقهى أمفتيريون".لكن هناك شيئا ما يدور من حوله الآن، ارتباك في الطرق، مظاهرات هنا وهناك، حتى فنجان القهوة المفضل لديه، لم يعد يحتسيه، لأن الولد "مهدي" عامل الكافتيريا أو "الكافتيري" لم يعد يحضر إلى المقهى.. تغيب بلا عذر واضح!فلما حضر ذات صباح، كان أغبر أشعث، يبدو وكأنه لم ينم منذ زمن، وحتى لم يغتسل، ويرفع الغيار والأوساخ من عينيه وملابسه. ومن المعروف عن "مهدي" هو الصمت، وان نطق فهو يشكو قلة الحيلة التي تعجزه عن الزواج والإنفاق على والده العاجز وعن بقية إخوته.هذا الصباح حضر ليثرثر، لم يشأ أن ينتظر من يسأله، تقدم نحو "سري" وبدأ يقص ويسرد عن تلك المظاهرات وهذه الشعارات التي راجت.. منها: "سلمية.. سلمية"، "الشعب يريد إسقاط الفساد".. وغيرها.من باب الفضول (لا أكثر) قرر "سري" رؤية ما يحدث هناك، في ميدان التحرير، وتعلق بأول سيارة تابعة لهيئة النقل العام متجهة إلى ميدان التحرير. وخلال تلك الرحلة القصيرة التي لم تكتمل، حيث صدرت التعليمات للسائق بعدم تجاوز "ميدان رمسيس"، وهو المكان المناسب للوصول إليه بعيدا عن منطقة المظاهرات. كان خلال تلك الرحلة القصيرة من الأحداث ما يشي بالاضطراب، أشد مظاهرة، تلك السيدة الصغيرة التي كادت أن تلد، وكل ما ترجوه أن يصل السائق إلى المستشفى القريب جدا من الميدان، وهو ما لم يتحقق! كان على سري أن يتابع الرحلة سيرا على الأقدام من خلال شارع الجلاء إلى ميدان التحرير. وهو ما انجزه جبرا. لكنه الشارع نفسه الذي سار فيه من حوالي الاريعين سنة، يوم أن كان طالبا بالجامعة، ويسير ضمن جماعات المتظاهرين، يطالب بإعدام قادة القوات الجوية، بعد الهزيمة العسكرية في عام 1967، وتذكر بعض من تفاصيل ما حدث! فلما بلغ نهاية شارع الجلاء، ومدخل ميدان التحرير، هاله ما يراه.. هتافات وصياح وصراخ من الشباب.. كر وفر بينهم وبين أفراد قوات الشرطة.. خراطيم مياه باردة وقنابل مسيلة للدموع.. اختنقات وإصابات مختلفة بين أفراد المتظاهرين.رويدا رويدا نسى أو تناسى "سري" انه العجوز الهرم الذي يحتفظ بوقاره وحسن هندامه.. شارك الشباب من حوله: القي بالطوب أو قطع الأحجار الصغيرة، سب الجنود ورجال النظام، وتقدم مع من تقدموا، ثم فر معهم بعيدا.لكنه شعر بالإجهاد سريعا، تذكر انه شارف على الستين من عمره! وقرر قرارا لا رجعة فيه.. أن يبقى في الميدان، ميدان التحرير.كان عليه أن يبدأ رحلة جديدة مع نفسه، أين سينام؟ ومن أين سيأكل؟ وبدأ يعسعس في المكان، بدا وكأنه على أرض جديدة، عالم لا يعرفه؟ بينما هو في ميدان التحرير، الذي يمر من خلاله كل صباح ومساء، وهو في طريقه إلى عمله!أخيرا قرر أن يبيت في ساحة مسجد "عمر مكرم" مع بعض المتظاهرين.. والعمل داخل خيمة الإسعاف القريبة من المسجد، لنجدة وإسعاف شباب المتظاهرين.تذكر انه العمل الذي مارسه أثناء حرب أكتوبر، وان لم يكن طبيبا، فقد اكتسب خبرة أفادته في ممارسة الإسعافات الأولية. وهنا كان التماس بين تجربة الحرب وتجربة الثورة مع "سري".بدا وكأن "سري" يطرح مقارنة خفية بين معاناة شباب الثورة، ومعاناة جنود أكتوبر.. وبان له أن الموت واحد والتعرض للأخطار واحدة.. وفي التجربتين لم يعبأ أحدهم بالموت.شغله أكثر، وهو ما أدهشه، أن معاناة ميدان التحرير كانت في تلك الأشياء التي نعتبرها هينة وعادية وبسيطة! هناك تجربة قضاء الحاجة والذهاب إلى دورة المياه، وضرورة الاستحمام، وضرورة توفير الأدوية اللازمة للإسعاف، توفير كروت شحن الموبيل، وتدخين السجائر! قد تبدو كلها من الأمور العادية، والتي قد يمارسها المرء بلا مشاكل في حياته العادية، لكن حقيقة ما حدث إنها لم تكن كذلك. وكان منها من المعاناة، مثل ما لمواجهة عنف الشرطة.. بينما ما كانت كذلك إثناء معارك اكتوبر73!ومع ذلك كله، صمد "سري عبدالعال" وشارك وتحمل، حتى كانت "موقعة الجمل".. تلك التي بدت فاصلة في الأحداث، حيث قرر بعدها أن يعود إلى منزله وهو على يقين أن الانتصار سوف يتحقق لشباب الثورة.يذكر أن "أشياء عادية فى الميدان" للسيد نجم، صدرت عن سلسلة "روايات الهلال"، عدد فبراير 2013، لعلها تتوافق مع مرور عامين على بداية ثورة 25 يناير.وهي الكتاب الثاني له حول الثورة، حيث نشر من قبل دراسة في كتاب بعنوان "ثورة 25يناير.. رؤية ثقافية ونماذج تطبيقية".والرواية هي الكتاب الثالث والثلاثون للكاتب، حيث نشر من قبل في الإبداع الروائي والقصصي. آخرها رواية "الروح وما شجاها". وقصص في أدب الطفل.. آخرها قصص "الديك كوك" عن سلسلة أولاد وبنات بدار الهلال، بالإضافة إلى الدراسات في مجال أدب المقاومة.. آخرها "الطفل والحرب في الأدب العبري" عن دار "اى كتب" بلندن. وثلاث كتب في الثقافة الرقمية، آخرها "النشر الالكتروني.. تقنية جديدة لأفق جديدة" عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.أما رواية "أشياء عادية في الميدان" فهي العمل الروائي الخامس له، وقد نشر من قبل: "أيام يوسف المنسي - السمان يهاجر شرقا - العتبات الضيقة - يا بهية وخبريني (ثلاث روايات قصيرة) - الروح وما شجاها". كما تضمن كتابه "غرفة ضيقة بلا جدران، رواية قصيرة بالعنوان نفسه. تقع الرواية في عشرة فصول و150 صفحة، صغيرة الحجم إذن، إلا أن الروائي حرص على التقاط المواقف والأحداث والشخصيات التقاطا مكثفا، بحيث بدت الرواية جملة من اللقطات السريعة الراصدة.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أشياء عادية فى الميدانسري عبدالعال يعيش تجربة ميدانين أشياء عادية فى الميدانسري عبدالعال يعيش تجربة ميدانين



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
  مصر اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
  مصر اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 00:26 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

موعد نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي والزمالك

GMT 07:19 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الخميس 8 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 05:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير مكرونة باردة بالجمبري

GMT 05:32 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير عصير الليمون باللبن

GMT 23:50 2020 الأربعاء ,23 أيلول / سبتمبر

انخفاض سعر نفط خام القياس العالمي

GMT 23:25 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 19:23 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

منال سلامة تكشف كواليس تعرضها لحادث مميت

GMT 23:49 2020 الأحد ,13 أيلول / سبتمبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الأحد 13 سبتمبر 2020

GMT 16:49 2020 السبت ,12 أيلول / سبتمبر

مقتل شخصين في تحطم طائرة قرب مطار لوس أنجلوس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon