دمشق ـ وكالات
يقدم الباحث السوري في كتاب "آخر الكلام" مجموعة من الأفكار على شكل خواطر تحمل في معانيها كثيراً من الرؤى والطروحات التي يفكر بها الإنسان العادي والمثقف ويطمحان إلى تحقيقها.
ويوضح الكاتب في إحدى مقالاته بعنوان "الثقافة ليست حيادية" أنه "منذ سنوات عديدة تلح علينا قضايا كثيرة من أولوياتها الإصرار على تعزيز أسباب وسبل حضورنا الفعال والحيوي على الساحة العربية والعالمية وهذا الحضور الذي يتحول على المستوى العالمي بإطراد إلى جبهة للصراع بين الثقافات في وقت أصبحت فيه الثقافة هي جبهة الدفاع الأولى في هذا الصراع بل ربما أصبح وجودنا في التاريخ والجغرافيا مرهونا في المقام الأول بوجودنا الثقافي".ويرى القيم أن زمن التحديث الاجتماعي والبحث عن تشكيل الوعي الثقافي في عالمنا المتغير يحتاج أن يكون الإبداع أسمى من التغيير للعمل على إضافة مناخات ضرورية لحدوث الإبداع الذي يتضمن التجدد نظرا لإمكانية دخول النتاج الإبداعي إلى التاريخ بصفته يسعى إلى تغيير في إطار العلاقات الاجتماعية داخل المجتمع وبين المجتمع والمجتمعات الأخرى كونه قادرا على تناول عوامل التناقضات الداخلية والخارجية وما ينجم عنها من تحديات وصولا إلى منافسة المجتمعات الأخرى بما نمتلكه من إبداع.
ويعتبر الباحث أن الترجمة سمة أساسية من سمات الحضارة و"لهذا اعتنى بها الخلفاء وقاموا بإنشاء بيوت الحكمة وتكليف العلماء بنقل معارف اليونان والهند وبلاد فارس إلى اللغة العربية مضيفين اليها من علمهم ومعارفهم خدمة لبناء الثقافة العربية وحفظها ونشرها إسلاميا وعالميا إضافة للاهتمام بها في عصرنا الحالي بغية تقديم أكبر فائدة ممكنة".وفي مقال بعنوان "تحديات متحفية" يرى القيم أن المتاحف في مناطق كثيرة من العالم تواجه تحديات مهنية كبيرة كونها تجمع بين جدرانها عراقة وفنون الماضي في إطار مجتمعي يشهد بصورة مستمرة ومتسارعة تطورات تقنية وعلمية لا حدود لها وهذا جعل كل من يعمل في حقل الآثار والمتاحف في حالة سباق مع الزمن في محاولة منه حتى يكون المتحف المكان المثالي الذي يجمع بين الماضي والحاضر.ويضيف أن "الباحث أو الدارس أو الفنان الاختصاصي الذي يقوم بزيارة المتاحف كجزء من عمله أو اختصاصه يعاني في أغلب الأحيان من الرتابة والتكرار في أسلوب الشرح والعرض وهنا تبرز الحاجة الملحة مع تطور التقنية وأساليب العرض إلى العمل على وضع برامج وطرق عرض جديدة تلبي حاجات الزائر والباحث والدارس والطالب في إطار كل ما هو جديد في عالم المعلومات والاتصال والتقانة".
أرسل تعليقك