توقيت القاهرة المحلي 11:16:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كتاب يتناول أزمة "باكثير" والمسرح المصري

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - كتاب يتناول أزمة باكثير والمسرح المصري

القاهرة ـ وكالات

يناقش كتاب "الخروج عن النص في علاقة باكثير والمسرح المصري" جانبا من الأزمة التي تعرض لها الأديب والشاعر والكاتب المسرحي علي أحمد باكثير على أيدي عدد من اليساريين والماركسيين بوزارة الثقافة المصرية، وكيف تحالفوا على منع عدد من مسرحياته من العرض الجماهيري منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي وحتى وفاته عام 1969.ويقدم الكتاب الذي صدر مؤخرا ضمن منشورات المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة للباحثة عبير سلامة، عددا من الوثائق الصحفية والخطية التي تكشف وجود حالة من الحصار الفكري والأدبي، بعدما تولى الشيوعيون مقاليد وزارة الثقافة.وتعرّف الباحثة باكثير بأنه أديب وشاعر ومثقف وكاتب مسرحي، مصري الجنسية من أصل يمني حضرمي، ولد بإندونيسيا عام 1910 ودخل مصر عام 1934، وهو إسلامي الرؤية والتوجه، وظل محسوبا على جماعة الإخوان المسلمين بصرف الظر عن التزامه المنظم بفكرهم، وارتبط بعلاقات قوية مع المفكر الإسلامي سيد قطب وعدد كبير من رجال يوليو/تموز 1952.وجاءت شهرة باكثير عندما اختارت "أم كلثوم" روايته الأولى "سلاّمة القس" لتحويلها إلى فيلم سينمائي عام 1944، ثم أخرج له بعد ذلك زكي طليمات، وعبد المنعم مدبولي، وكرم مطاوع، وحسن إسماعيل وغيرهم، ومن أشهر ما قدمه للسينما فيلم "وا إسلاماه" و"الشيماء"، ومن رواياته الطويلة "ملحمة عمر"، ونشر له ما يقرب من مائة مسرحية طويلة وتسجيلية قصيرة منذ عام 1940 وحتى وفاته. واقتصرت عروضه على خشبة المسرح المصري على ثماني مسرحيات فقط، وتعرض لاضطهاد منظم من جانب الذين دفعوا المسرح المصري إلى طريق مسدود، طريق الجمود والانغلاق والضمور والإجهاد، منذ أن سيطر اليسار الماركسي على المؤسسات الثقافية أواخر الخمسينيات، وحتى هزيمة يونيو/حزيران عام 1967. لكن رأيا آخر تطرحه مؤلفة الكتاب يقول بأن علاقة باكثير بالمسرح المصري منذ أواخر الخمسينيات لم تكن معركة بين يمين ويسار، ولا بين مسلمين وكفار، قدر ما كانت معركة بين مثقفين اختلفوا حول تصوراتهم لماهية الفن ووظيفته في سنوات حراك اجتماعي نشط.ويبدو أن مسرحيته "حبل الغسيل" كانت إحدى صور المواجهة مع التيار الماركسي، حيث تدور فكرتها حول "شلة" مثقفين يعتقدون بأن الدين والعروبة سبب للتخلف، ويشكلون ما يشبه تنظيما سريا لتدمير القومية واللغة العربية عبر تغذية النزعة الوطنية وإحياء اللغة الأصلية لكل بلد عربي.وهؤلاء يسيطرون على الحياة المسرحية والصحافة، ويستأجرون المؤلفين والنقاد، ويتحكمون في تشكيل لجان القراءة، ويحتكرون المنافع فيما بينهم، ويخدمون أهدافهم بأي طريقة ممكنة. وتم منع عرض المسرحية في النهاية، وأي مسرحيات أخرى لباكثير.وينقل الكتاب عن أحد كبار النقاد قوله إن المسرح ابتداءً من هذه الفترة قام بعملية "عزل فكري" لبعض وجوهه التي أكدت نفسها، والتي لا يمكن الشك في ثقافتها وصدقها، وفي مقدمة هؤلاء المعزولين: عزيز أباظة ومحمود تيمور وعلي أحمد باكثير وأمين يوسف غراب وغيرهم، وكانت عملية "العزل" هذه أول ضربة حقيقية ضد المسرح، وهذه "العنصرية الفكرية" قامت على أساس من مصالحها المشتركة.ويتناول الكتاب علاقة المثقف بالرقيب، لافتا إلى أن الرقابة وظيفة محورية في بنية أي نظام، وتمارس بحدس سياسي من الرقباء، حتى لو كانوا مثقفين وأدباء، لأن انسجام هؤلاء مع النظام يأتي من إيمان ببعض الرموز فيه، أو توهم قدرة المثقف على التغيير، أو الأمل في أن المستقبل قد يأتي بجديد، لكن حقيقة الحال أن الرقيب وكيل للنظام، ليس عليه سوى أن ينفذ الطلبات الرقابية الصريحة.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتاب يتناول أزمة باكثير والمسرح المصري كتاب يتناول أزمة باكثير والمسرح المصري



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon