c إريك رولو يفرج عن ذكرياته الصحفية والديبلوماسية في الشرق الأدنى - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 02:08:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إريك رولو يفرج عن ذكرياته الصحفية والديبلوماسية في الشرق الأدنى

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - إريك رولو يفرج عن ذكرياته الصحفية والديبلوماسية في الشرق الأدنى

القاهرة ـ مصر اليوم

يعود الصحافي والكاتب الفرنسي إريك رولو، في كتابه الصادر مؤخرا بعنوان «في كواليس الشرق الأدنى»، إلى سنوات مشتعلة من تاريخ المنطقة العربية، في إطار صراعها مع المشروع الصهيوني، ومع الأطماع الاستعمارية الغربية، فضلا عن صراعاتها الداخلية. والسنوات المقصودة، هي سنوات الخمسينات والستينات من القرن الماضي. يروي رولو في الكتاب ذكرياته عن المنطقة العربية، خصوصا لقاءاته بزعماء ورؤساء ومناضلين وقادة من أمثال الرئيسين المصريين جمال عبد الناصر وأنور السادات، والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، والرئيس الإيراني الأسبق أبو الحسن بني صدر، والمسؤولين الإسرائيليين بن غوريون وغولدا مائيير وموشي دايان وغيرهم.. يروي المؤلف إن الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران هو الذي اختاره عام 1984 ليكون سفير فرنسا في ليبيا إثر تأزّم العلاقات بين البلدين بسبب الأوضاع في التشاد. وقد ارتأى الرئيس الفرنسي إنهاء تلك الأزمة بالطرق الدبلوماسية لذا قبل فكرة عقد لقاء بينه وبين الزعيم الليبي معمر القذافي في الرابع عشر من العام المذكور في فندق بجزيرة كريت اليونانية. وقبل اللقاء، طلب ميتران من مستشاريه مساعدته على فهم شخصيّة القذافي الذي بدا له صعب المراس، ومتقلبا في مواقفه بحيث يصعب التوافق معه، فما كان من المستشارين إلاّ أن نصحوه بالاستعانة بإريك رولو الذي كان قد التقى بالزعيم الليبي في أكثر من مناسبة وأجرى معه حوارات مطوّلة. ولهذا السبب كان اختيار رولو لهذا المنصب. يبتعد رولو في كتابه عن التحاليل السياسة، وطرح الرؤى الاستراتيجية، مكتفيا بسرد الذكرايت، ولعل أهمها ذكرياته عن لقائه مع الزعيم المصري الراحل جمال عبدالناصر عام 1963، وقد تمّ اللقاء بحسب رولو في فيلا الرئيس في ضاحية «منشية البكري» التي زيّنت جدرانها الرماديّة بصور أهداها له أصدقاؤه الرؤساء من أمثال كوامي نكروما ونهرو ونوشوان لاي وسوكارنو. وكان الرئيس وحيدا في الفيلا إذ أن عائلته كانت تقضي عطلة الصيف في الإسكندرية. ويذكر إريك رولو أن جمال عبد الناصر كان يهوى السباحة ولعبة التنس والشطرنج ويعشق مشاهدة أفلام الوسترن الأميركية. وأما المقابلة الثانية فقد تمّت في «قصر القبّة» عام 1970، وأثناءها أعلن الرئيس المصري من دون أيّة مواربة أنه مستعد لتوقيع وثيقة سلام مع إسرائيل، ولتطبيع تدريجي للعلاقات معها. وأضاف الرئيس المصري بأن المشكل الحقيقي هو حكومة واشنطن التي تسعى منذ عام 1965 إلى إسقاط نظامه ذلك أن الهدف الإستراتيجي للأميركان حسب رأيه هو «إسقاط الأنظمة التقدميّة العربيّة». ويروي رولو عن لقاءاته مع غولدا مائيير، التي كانت آنذاك وزيرة للخارجية عام 1965. ويشير إلى أنها كانت تدخّن طوال الوقت وأمامها منفضة مليئة بأعقاب السجائر. وفي العام نفسه قابل رولو بن غوريون وبالرغم من أنه كان في الثالثة والثمانين من عمره، فإنه بدا بكامل حيويته، وكان يضرب بيده على الطاولة بقوة أثناء الحديث. وقد اعترف أنه يمتلك أزيد من عشرين ألف كتاب غير أن «العهد القديم» هو أفضل كتاب بالنسبة إليه. وفي ذلك اللقاء قال له بن غوريون: «لقد جئنا إلى هنا وسرقنا أراضيهم لذلك هم لن يقبلوا بإقامة سلام معنا.. لذا علينا أن نظلّ أقوياء ولا بدّ أن يكون لنا جيش قويّ». وقد أفرد رولو صفحات عديدة لذكرياته المهنية والشخصية خصوصا في فندق سميراميس بالقاهرة مع شخصيات أصبحت مرموقة كالأخضر الإبراهيمي وجلال الطالباني ومهدي بن بركة، وقدم استطلاعا واسعا عن الإنجازات التي حققها جمال عبد الناصر لمصر والعرب، سواء على الصعيد السياسي، أو في النهضة الاقتصادية. لكنه لم ينس سلبيات تلك المرحلة، وهي برأيه، خروج اليهود والأقليات الأوروبية من مصر نتيجة سياسة التمصير الشاملة. وتحدث المؤلف عن تفاصيل حرب 1967 التي يسميها الإسرائيليون حرب الستة أيام التي اندلعت في الخامس من يونيو، وهو كان نائما في أحد فنادق القاهرة. وينقل عن مقربين من عبد الناصر إن الزعيم المصري حاول تجنب الحرب مع إسرائيل قدر الإمكان لوعيه بعدم تكافؤ ميزان القوة، وإن الواقعية كما كتب هيكل في «الأهرام» فرضت نفسها على مصر التي كانت يومها أمام تحديات مواجهة واشنطن والإصلاحات الضخمة وتبعات فشل الوحدة مع سوريا والتحمس القومي القائم على مزايدات متبادلة. لكن عبد الناصر، وكما يقول المؤلف، استفز الولايات المتحدة وإسرائيل، بدعمه حركات التحرر في العالم العربي، وتأييده النظام في دمشق. ومع ذلك فإن المؤلف ينقل عن لسان اسحق رابين أن خطاب الحرب الوقائية لم يكن إلا تغطية على النية الحقيقية والمبيتة لإسرائيل بضرب مصر عبد الناصر الذي لم يكن يريد الحرب على حد تصريحه لصحيفة «لوموند» عام 1968، وهو ما أكده لاحقا بيغين عام 1982 بقوله «حشد القوات المصرية لم يثبت نية عبد الناصر بالبدء بالحرب ولنكن أمناء ونعترف أننا نحن الذين بادرنا بالحرب». وتناول المؤلف في فصل «حرب الست ساعات» سياق الهزيمة المصرية المتوقعة والسريعة التي تطلبت ست ساعات فقط لتدمير القوات الجوية المصرية و24 ساعة فقط لدخول سيناء وقطاع غزة بالتزامن مع شروع وزير الدفاع الجنرال ديان في إرسال قوات عسكرية إلى الأردن وسوريا متأكدا من تحقيق انتصار آخر. وردا على سخط الشارع المصري ومعترفا بمسؤوليته عن الهزيمة النكراء، لم يتردد عبد الناصر في الإعلان عن الاستقالة باكيا والتي عاد عنها نزولا عند نفس الشارع الذي طالب الزعيم بالبقاء وتجسيدا لقول أحد المثقفين المناهضين له «يمكن انتقاد الرئيس والتنديد به لكن لا يمكن لفظه وإبعاده إّذا أخطأ لأنه هو الذي أعاد الكرامة للمصريين البسطاء». وتناول أريك رولو في كتابه، التداعيات التي أدت إلى حدوث حرب 1973 في عهد الرئيس أنور السادات، وقال: بعد فشل خطة روجرز الأولى والثانية وتلاعب كيسنجر المزدوج بالعرب من أجل إسقاط كل مشاريع السلام رغم النية المصرية الصادقة ووفاة عبد الناصر بعد حرب إبادة إسرائيلية قاسية، لم يتردد السادات البراغماتي الذي خلف ناصر في القضاء على إرث عبد الناصر داخليا وخارجيا في لمح البصر والخضوع للأمر الواقع الإسرائيلي بعد حرب عربية جديدة كان عبد الناصر قد بدأ يتهيأ لها، وهي الحرب التي بدأها الجيش المصري منتصرا ومحدثا المفاجأة بعبوره قناة السويس وأنهاها منهزما عربيا في رمضان - أكتوبر من عام 1973. ويضيف إن السادات سارع إلى إبرام سلام مصري إسرائيلي منفرد تحدث عن الإسراع في بعثه لدبلوماسيين كبيرين أثناء جنازة عبد الناصر تحت وطأة إيمانه أن واشنطن تملك 99% من أوراق الشرق الأوسط ويأسه من مقاربته الدبلوماسية ومن العرب الذين طالبهم بالضغط على إسرائيل بالتوقف عن تصدير النفط للغرب. وقد تحقق السلام المصري الإسرائيلي عام 1977على أنقاض أوهام ساداتية وتبعه اتفاق أوسلو عام 1993 الذي لم يغير شيئا من حقيقة رفض إسرائيل لسلام حقيقي وشامل مع الفلسطينيين في ظل موازين قوة استمرت في صالحها أكثر من أي وقت مضى. الصحافي والوسيط عمل إريك رولو، المولود في القاهرة في الثلاثينات من القرن الماضي (من أصل يهودي واسمه الحقيقي إلي ريفول)، مراسلا متجوّلا لفترة طويلة في جريدة «لوموند» الفرنسية مكلّفا بتغطية الأحداث الساخنة في بلدان الشرق العربي. وسهّلت له هذه المهمّة التعرف عن كثب على الشخصيات السياسية. ويعود تاريخ تميز رولو الماركسي التوجه في الصحافة السياسية بعد أن كلفه مؤسس صحيفة «لوموند» هوبير بوف ميري بتغطية الشرق الأوسط وعمره لا يتجاوز الثلاثين وتفرده كصحفي متعاون بمقابلة مع حسن البنا عام 1949 قبل طرده من مصر عام 1951. رولو الذي أنهى حياته الصحفية سفيرا في تونس وتركيا مؤلف كتابي «فلسطينيون دون وطن» بمشاركة أبو إياد، الصادر عام 1978 و»الفلسطينيون» الصادر عام 1984.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إريك رولو يفرج عن ذكرياته الصحفية والديبلوماسية في الشرق الأدنى إريك رولو يفرج عن ذكرياته الصحفية والديبلوماسية في الشرق الأدنى



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon