عمان ـ بترا
احتفل بالمكتبة الوطنية مساء امس الاحد باشهار رواية (بابنوس) للاديبة سميحة خريس والتي صدرت حديثا ضمن مشروع التفرغ الابداعي بوزارة الثقافة .
وتضمن الحفل الذي ادارته القاصة مجدولين ابو الرب قراءة نقدية للدكتورة مها العتوم وشهادة ابداعية للكاتبة الروائية عن الظروف التي دفعتها لكتابة النص .
وقالت العتوم ان رواية بابنوس هي تراجيديا الحلم الانساني بالبحث عن الحرية والعدالة وهو الحلم الذي لا يرتبط بمكان واحد، كما لا يحده زمان واحد في الوقت الذي تجري فيه احداث الرواية في مكان مسمى ويحده اللغة واللون والقضية ويشير الى زمن بعينه.
وأوضحت ان عنصري الزمان والمكان في الرواية هما شخصيتان في الرواية ، بالاضافة لتشكيلهما الاطار الاولي او الظاهري للرواية ، ثم ما يلبث الزمان والمكان ان يتبادلا الادوار مع بعض شخصيات الرواية ، حيث لا يعود المكان او الزمان مرتبطا بحدود الجغرافيا او الوقت ، وتغدو بعض شخصيات الرواية هي التمثيل الفني لمكان الرواية وزمانها الرمزيين .
واعتبرت العتوم الرواية لا تقدم بطلا تقليديا واحدا على الرغم من ظهور بابنوس في اول الرواية واستمرارها في نهايتها كما تظهر في عنوان الرواية وان ثنائية الاسود والابيض هي البطولة في هذه الرواية ، وهي ليست عن الفوارق العنصرية وانما عن الفوارق الانسانية التي لا تقف عند حد اختلاف اللون .
ورأت ان الرواية تقدم نهاية ساخرة من خلال مناظرة بين امراتين تخوضان الحرب ذاتها ضد السلطة الذكورية ويمارسن ما سمته الحكامة وهما وجهان مختلفان في اللون والعرق والدين ، ومتشابهتان في كونهما ضحية للظلم.
كما أوضحت العتوم بان لغة الرواية عالية حتى باستخدام المحكية السودانية ، بل انها فاضت شاعرية وعذوبة بتقديم النكهة الشعبية في الكلام والزجل والشعر ، والامر الذي جعل الرواية كما لو انها كتبت من قبل ابنة للمكان ومن رواية تبدو كما لو انها بنت التفاصيل الصغيرة الخاصة بنكهة ذلك المكان والزمان .
وقالت الكاتبة سميحة خريس "بان الرواية مثلت لي اختبارا ملموسا في فهمي موضوع الكتابة والذي اعتبره موضوعا حسيا على التحول الى روحانية خالصة وان (بابنوس) مثلت لي تحديا من نوع خاص شعرت معها اني اقفز الى مجاهل تطالبني بمعرفتها قبل التصدي لها ، لا من حيث المعلومة بقدر ما هو الفهم العميق لذلك الافق المختلف.
واضافت ان هذه الرواية هي اهداء لروح " الطيب صالح" الذي مثل لدي الروح السودانية التي عرفتها عبر روايته قبل لقائي بالسودان بلدا وبشرا ، وكاني اقول له اسمح لي باضافة فقرة الى الحكاية الدامية التي ما زالت تجري هناك .
وبينت خريس بان (بابنوس) ما هي الا صرخة المظلوم في البرية من خلال رحلة عاشتها خريس من انتصارات وانكسارات نفسية مع ابطال وهي ايضا رحلة لجدل عقلاني لفرط ما طرحت امامها من مسائلات اخلاقية وفكرية وسياسية لا تتعلق بحيز صغير كتلك البلدة الصغيرة التي ابتدعتها ولكن بكون كامل مثقل بالازمات والتطاحن الاجتماعي والسياسي.
أرسل تعليقك