c ترجمة جديدة تعيد استكشاف التحفة الفنية الأدبية "أساطير خريفية" - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 13:50:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترجمة جديدة تعيد استكشاف التحفة الفنية الأدبية "أساطير خريفية"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - ترجمة جديدة تعيد استكشاف التحفة الفنية الأدبية أساطير خريفية

المجموعة القصصية "أساطير خريفية"
واشنطن ـ مصر اليوم

تصدر ترجمة جديدة لأول مرة لعمل أدبي شهير، تتلافى أخطاء ترجمة سابقة، وتعيد اكتشاف المجموعة القصصية "أساطير خريفية" للكاتب الأمريكي، جيم هاريسون (1937- 2016) ، في خطوة لتصحيح الترجمة التي وضعها "سيرج لينز" لأحد أشهر كتب هاريسون، حيث يقول مترجم معظم أعمال هاريسون إلى الفرنسية، بريس ماتيوسون، إن الترجمة السابقة تقريبية أحياناً وتعتريها بعض الأخطاء المؤسفة، على رغم قيمتها، وهو ما دفعه إلى وضع ترجمة جديدة لها صدرت حديثاً عن دار "فلاماريون" الباريسية.

وبحسب صحيفة الشرق الأوسط يرى بريس ماتيوسون أنه يتوجّب إعادة ترجمة النصوص الأدبية كل خمسين عاماً، من منطلق أن كل ترجمة تشيخ مع الوقت، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بتحفة أدبية نادرة مثل "أساطير خريفية"؟، وكل واحدة من القصص الثلاث الطويلة التي تتألف منها هذه المجموعة تتحلى بتلك الصلابة الشفّافة والقاطعة لبلّورةٍ مقتلعة من عمق النفس البشرية، وبالتالي، ثمة قاسمان مشتركان في هذه السرديات: الأول هو شعورنا طوال فترة قراءتها بأن يد عملاقٍ هي تلك التي كتبتها، والآخر هو العنف الذي يحتل موقعاً مركزياً في كل منها ويشكّل خيطاً موجّهاً لأحداثها.. عنف رجلٍ مجروح في جسده وقلبه وكبريائه، إثر تعرّضه للخيانة على يد صديق أو زوجة أو الحياة نفسها، ولا يرى خلاصاً له إلا بالانتقام.

انتقام
و"انتقام" هو عنوان القصة الأولى التي نشاهد في بدايتها كوشران، بطلها، منازعاً في الصحراء المكسيكية قبل أن ينقذه قروي وابنته من الذئاب والطيور الكاسرة التي كانت على وشك التهامه.

ومن مراجعته شريط حياته أثناء مرحلة شفائه، يتبيّن لنا أنه طّيار حربي سابق استقرّ بعد طلاقه في مدينة توكسون في ولاية تكساس الأمريكية، حيث كان يمضي وقته في ممارسة رياضة كرة المضرب مع رجال أثرياء، ومن بينهم الملياردير تيبي الذي ينتمي إلى المافيا المكسيكية ويعيش محاطاً بحرّاسه القتلة وبرفقة شابة فاتنة تدعى ميريا، وعلى رغم الصداقة التي تجمعه بهذا الأخير، لن يلبث كوشران أن يقع في حبّ ميريا. وحين تبادله هذه الشابة مشاعره ويكتشف تيبي لقاءاتهما السرّية، يقرر الانتقام منهما بطريقة وحشية.

الرجل الذي تخلّى عن اسمه

وفي القصة الثانية، "الرجل الذي تخلّى عن اسمه"، نتعرّف إلى طالب جامعي خجول يدعى نوردستروم ويعشق في السرّ طالبة شقراء لا تهتم لوجوده.

لكن تشاء الظروف يوماً أن يلتقيان ويعيشان علاقة، فتتغيّر نظرة هذه الشابة إليه وتقبل الزواج منه وتنجب له ابنةً، وبعد سنواتٍ طويلة من الحياة الزوجية السعيدة يجمع نوردستروم خلالها ثروة كبيرة، تطلب زوجته الطلاق منه، فتنقلب حياته رأساً على عقب ويبدأ مرحلة تأمّل في مسيرته يستنتج خلالها أن حياته لم تكن "سوى تراكم أفعال يومية متكرِّرة"، وأن نجاحه المهني مجرّد كذبة، قبل أن يبرهن لنا، في سياق محاولته إنقاذ نفسه، أن مهما كانت طبيعة أخطائنا، ثمة وقتاً لتصحيحها، لأن "لعبة الحياة لا تنتهي إلا حين توافينا المنيّة".

أساطير خريفية
القصة الثالثة، "أساطير خريفية"، نرى في بدايتها الأخوة الثلاثة "لولدو" يغادرون مزرعة والدهم متوجّهين إلى كندا للانضمام إلى الجيش الإنكليزي ومحاربة الألمان إثر اندلاع الحرب العالمية الأولى.

وبخلاف ألفرد، الأخ الأكبر، الرصين والخجول، وصامويل، الأخ الأصغر، الحالم الهشّ والمثقف الوحيد في العائلة المولع بتأمل ودراسة الطبيعة، يبدو "تريستان"، بطل القصة، متمرّداً منذ صغره ويعاني من صعوبة في التعبير عن مشاعره، على رغم جرأته وطابعه المغامر.
وحين يصل الأخوة الثلاثة إلى فرنسا، ينخرط ألفرد وتريستان مباشرةً في المعارك، بينما يحتل صامويل منصباً إدارياً داخل الجيش، لكن حين يُكلَّف بمهمة استطلاعية ويُقتَل في كمين، يجنّ تريستان وينطلق في تنفيذ عمليات عسكرية يقتل خلالها ألمان كثر انتقاماً لأخيه، قبل أن تعتبره قيادته مجنوناً وترحّله إلى أميركا حيث يتزوّج بهدفٍ واحد: إنجاب طفل يحلّ مكان صامويل.

ولأن ألمه من فقدان أخيه لن يخفّ، يحاول خنقه برحلات بحرية طويلة لا يواجه خلالها احتدام العناصر في عرض البحر فحسب، بل أيضاً كل أنواع المخاطر، قبل أن يعود إلى مزرعة والده بعد سنوات ويتمكن من تأسيس حياةٍ أخرى. لكن هل ستكون هذه الحياة أفضل من حياته السابقة؟.

تأملات وجودية
قيمة هذه المجموعة ـ كما يقول المترجم ماتيوسون، لا تقتصر على أسلوبها الفريد وحيوية شخصياتها، بل في التأملات الوجودية الغزيرة المسيَّرة في قصصها وتعكس رؤية صاحبها العميقة والبصيرة للحياة وإنسانيته النادرة.

وإذ لا مجال هنا لاستحضار نماذج مختلفة عن هذه التأملات، نكتفي بواحد تتجلى فيه أيضاً مهارة الكاتب الأمريكي "هاريسون" في خلط العنف والشعر داخل نصّه ضمن كيمياء فريدة تجعلنا نرغب في قراءة ـ أو إعادة قراءة ـ جميع أعماله، حيث يتجنّب البشر مواجهة اللغز المؤسِف الذي يتعلق بغياب نظامٍ عادل في توزيع المكافآت والعقوبات على هذه الأرض، خصوصاً في الحالات الأكثر مأساوية، كمصير أطفال قبيلة "نيز بيرسي" (الهندية) الذين كانوا ينامون في خِيَمهم .."حين مزّقتهم نيران فرقة الخيّالة الأميركية. لا شيء أكثر دناءة من لقاء طفلٍ برصاصة بندقية. ثم يا للهوّة في فهم ما حدث، فالصحف آنذاك تغنّت بالانتصار الكبير لجيشنا. نودّ أن نصدّق بأن كل نجوم الكون تتجمّد رعباً وقرفاً أمام مثل هذه الوحشية، بأن كوكبة "أوريون" تتفكك وكوكبة "صليب الجنوب" تنهار. وهو ما لا يحصل طبعاً أبداً. الثابت يبقى على حاله، وكل منّا يصطدم في حلقته الخاصة بهذا اللغز إلى ما لا نهاية".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترجمة جديدة تعيد استكشاف التحفة الفنية الأدبية أساطير خريفية ترجمة جديدة تعيد استكشاف التحفة الفنية الأدبية أساطير خريفية



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon