c محمد غازي الأخرس يستحضر الخوف في رواية "ليلة المعاطف الرئاسية" - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 22:01:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محمد غازي الأخرس يستحضر الخوف في رواية "ليلة المعاطف الرئاسية"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - محمد غازي الأخرس يستحضر الخوف في رواية ليلة المعاطف الرئاسية

رواية "ليلة المعاطف الرئاسية"
أبوظبي ـ مصر اليوم

صدرت عن "دار الحكمة" بلندن رواية "ليلة المعاطف الرئاسية" للكاتب محمد غازي الأخرس، وهي باكورة أعماله الروائية التي تتمحور ثيمتها الرئيسية حول الخطف والقتل والترويع، بعد ومجيء السلطة الجديدة التي أذكت الصراعات والفتن الطائفية وهيّجت رواسب الماضي السحيق، ودفعت بعض العراقيين إلى حافة التوحش.

وبحسب ما نشرته صحيفة الشرق الأوسط، تقوم الرواية برمتها على حدثين متوازيين، الأول يستدرج فيه الجنرال "كوكز" ضحيته التي يسمّيها الروائي أولاً "القارئ" ثم "القارئ – الكاتب" لاحقاً، ويصطحبه معه، رغم اعتراض زوجته، في دبّابته برحلة ليلية طويلة تبدأ من شارع "القناة" وتنتهي بمعسكر أميركي في شارع "المطار".

فيما يبدأ الحدث الثاني عندما يذهب المدير "عوّاد"، في رابع أيام عيد الأضحى لاستعادة أبنائه الثلاثة المُختطَفين، ويموت، من الخوف ربما، إثر مناوشة بين جنود أميركيين وجماعة مسلّحة، ثم نكتشف تباعاً أن أولاده الثلاثة قد قُتلوا بدمٍ بارد وكدّسهم السائق في المقعد الخلفي، بينما ينحشر الضحية الخامسة "حيدوري" في صندوق السيارة التي يقودها أحد تلامذة المدير السابقين" وفي السياق ذاته، يتم اختطاف زوج "زينب"، ابنة المدير "عوّاد"، لكنه يتدارك نفسه بدفع فدية كبيرة ويهاجر إلى الدنمارك مباشرة على أمل لمّ شمل العائلة لاحقاً.

لاو يستغرق الحدثان الروائيان أكثر من ليلة ونصف نهار قادم، لكن زمنهما الواقعي يمتد إلى ثمانينات القرن الماضي واندلاع الحرب العراقية - الإيرانية وما خلّفته من آثار وخيمة على طبيعة المجتمع العراقي، الذي أنجب في خاتمة المطاف شخصيات معطوبة ذهنياً كتلك التي نراها تتحرك على مدار النص الروائي الذي تفوح منه رائحة الدم والموت والخراب.

أما الشخصيات فهي كثيرة ولا تقتصر على أبطال الحدَثين المُشار إليهما سلفاً، فهناك شخصيات تتوالد ضمن النسقين السرديين للرواية، لكنها سرعان ما تتلاشى أو تكتفي بأدوار هامشية تساهم في تأثيث المتن السردي، مثل "سالم نعيم"، و"خلدون سامي الشمّاع"، و"شلومو إسحاق"، و"حجي دنيّن"، و"العريف المظلي" الذي نُقل إلى الملحقية العسكرية في نيودلهي وتعرّف إلى فتاة هندوسية ثم هرب معها إلى كشمير ليصبح أثراً بعد عين.

ويكشف الحدث الأول عن خلفية عائلة "عوّاد عبد اللطيف الموحان"، مدير "مدرسة البواسل الابتدائية"، وأولاده الثلاثة "صباح" و"صبري" و"ليث" الذين لقوا مصرعهم على أيدي الخاطفين، كما نتعرف على زوجته "رباب" وابنته "زينب" التي كانت تتواصل مع أبيها عبر الهاتف الجوال قبل أن يفارق الحياة في تلك الليلة المشؤومة، أما البنات الأربع فكنّ مجرد رقم ضمن السياق السردي للرواية.

وفي حين يعرّي الحدث الثاني شخصيات أخرى أكثر أهمية في تفعيل الجانب الدرامي للنص الروائي، أبرزها الجنرال كوكز، و،القارئ – الكاتب،، والشاعرة والباحثة السوسيوكولوجية علياء مطر، المُلقبة"الخاتون" التي تكتب عن الخوف الإنساني وفقاً لمفاتيح ألفريد أدلر وفرضية الشعور بالنقص، وقد أنجزت أطروحة الدكتوراه المعنونة "المقاييس السوسيوكولوجية الثابتة لنمط الشخصية العراقية الشجاعة" ونالت عنها درجة الامتياز، وحظيت باهتمام "الرئيس" الذي قلّدها وساماً رفيعاً، وأغدق عليها لقب "أدلر العراقية".

التي تستدعي دراسة الشخصية الجبانة، والوقوف على أسباب ذعرها وهلعها من الموت، فالفكرة التي قدَحها "العريف المظلي" في القوات الخاصة بتشكيل "فوج الانتصار على الخوف" ستتفرع إلى هيئات، وفرق طبية خاصة بفحص جثث الجبناء والمتخاذلين لاستخلاص المعادلات التشريحية، والتوصل إلى آخر مستجدات نظرية الجينوم البشري التي هرّب أبحاثها طالب ألباني إلى روسيا لكن المخابرات الأميركية سرقت نتائجها، ثم وصلت إلى أيدي الصرب والأتراك قبل أن تقع في أيدي المخابرات العراقية الناشطة في أوروبا لتجد طريقها مباشرة إلى مكتب الرئيس.

لم تُضمّن "الخاتون" أطروحتها نتائج البحث التي توصلت إليها، لذلك ظلت المعادلة لُغزاً سرّبته الشاعرة إلى القصائد، والقصائد موجودة في ديوان، والديوان مخبأ في خِزانة مُقفلة لا يمكن فتحها إلاّ بشفرة سرّية مؤلفة من عشرين رقماً، وعلى "القارئ – الكاتب" الذي خطفه الجنرال أن يؤول هذه القصائد ويكتشف المعادلة التشريحية.

وتبدو شخصية "القارئ – الكاتب" غامضة ومثيرة في الوقت ذاته، فقد ورث الخوف عن جده "ساطع مدهوش"، لكنه تفوّق في دراسته الجامعية، وحصل على امتياز عن أطروحة دراسته العليا التي تناولت "أثر الخوف في استمرار الحرب في العراق... دراسة سوسيوكولوجية" والتي أشرفت عليها الدكتورة "علياء مطر"، لكنه وقع في حبها فخفّف قليلاً من فضاء الرواية الكابوسية التي يتداركها المؤلف بين آونة وأخرى بالسخرية السوداء، والمواقف الطريفة، والمفاجآت المدروسة التي تكسر الإيقاع السوداوي القاتم.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد غازي الأخرس يستحضر الخوف في رواية ليلة المعاطف الرئاسية محمد غازي الأخرس يستحضر الخوف في رواية ليلة المعاطف الرئاسية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 21:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني توجّه رسالة إلى محمد صلاح

GMT 17:26 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 20 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:09 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا ترد على رسالة طالب جامعي بطريقة طريفة

GMT 11:06 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وكالة فيتش ترفع التصنيف الائتماني للبنوك المصرية

GMT 19:10 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

أسعار الكتاكيت في مصر اليوم الجمعة 25 سبتمبر 2020

GMT 15:28 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

تعيين تركي آل الشيخ رئيسًا للاتحاد العربي لكرة القدم

GMT 16:33 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

جلوس صيف 2016 تتألق باللون الرمادي

GMT 17:06 2021 الثلاثاء ,07 أيلول / سبتمبر

لطيفة تطرح كليبها "الأستاذ" برفقة شقيق أمير كرارة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon