القاهرة ـ مصر اليوم
صدر حديثا من المركز الثقافى العربى كتاب "مدينة النعاس- رحلة إلى داخل المغرب" للكاتب الأسبانى أنطونيو دى سان مارتين.
وفي هذا العمل، الذى يتخذ شكل رحلة إلى داخل بلاد المغرب، يكتشف القارئ أولى ملامح الاحتكاك السياسى والثقافى بين الغرب الأوروبى ممثَّلا بإسبانيا والمغرب، بوابة العالم العربى والإسلامى الغربية، بُعَيد منتصف القرن التاسع عشر، فالكاتب يستوحي يوميات البعثة السفارية التى وجهها ملك إسبانيا إلى سلطان المغرب عام 1863، ليرسم للمسلمين المغاربة، أو "الموروس"، من منظور كاتب شاب، صورة غرائبية تجمع بين المتناقضات، بين القوة والضعف، الجمال والقبح، الرقة والوحشية. ويمزج في وصفه بين الوقائع التاريخية، والاستيهامات الغربية حول الشرق، والأطاريح الاستعمارية. والكتاب بذلك يقدِّمُ مادة خصبة لدراسة صورة الآخر العربى المسلم في الكتابات الأدبية الغربية الممهِّدَة للاستعمار في القرن التاسع عشر.
ومن أجواء الكتاب "أعتقد أن وصول سفارة من سكّان الشمس ستثير لدى شعب مدريد فضولاً أقل من ذلك الذة أثرناه في قاطني مراكش ونحن نقترب من تلك المدينة، على وقع أصوات موسيقاهم الفظة والنشاز، ودوى مدفعيتهم التى أطلقت على شرفنا.
كل الوجوه كان يعلوها فضول شديد.
لم تكن السياط بصفيرها الرهيب، ولا أعقاب البنادق العنيفة، كافية لردعهم، ومن كل صوب كانت تصلنا هتافاتهم المستغرِبة وصرخات نفاد الصبر؛ لأننا كنا بالنسبة إلى أولئك الناس، وأكرر مرة أخرى، حيوانات نادرة ومجهولة، تستحق أن تُفحص عن قرب".
أنطونيو دى سان مارتين، كاتب وشاعر إسبانى، خلَّف أكثر من مئتي رواية ذات صبغة تاريخية، منها "مدينة النُّعاس، رحلة إلى داخل المغرب" (1873
أرسل تعليقك