القاهرة - مصر اليوم
صدر حديثًا عن دار "روافد" للنشر كتاب "أنا العزير" للكاتبة فردوس عبدالرحمن، ويعد معرفيًا ومضفرًا بالأدب وخصوصًا السيرة الذاتية.
ومن أجواء الكتاب، توضح فردوس عبدالرحمن، "أذكر كيف يكون وجود الإنسان مثقوبًا بلا قعر، مفتوحًا على الهاوية، يصفر فيه العدم، وبهذا أحذر الأحياء من الموت الصاحي، الموت الذي يتقافز في أرواحنا إذا نحن خايلناه بازدرائنا لأنفسنا".
وأضافت "سوف أكتب عن الرعشة الوجودية، عن التناثر والانسحاق تحت وطأة الأفكار والتصورات المضللة، عن الطعام ورائحته وكيف أنه يدشن الوجود الإنساني، عن الحب وأحواله، عن الجرح الذي يودي بالإنسان إن لم يعتن به ويحرص على التئامه."
وذكر الناقد سيد الوكيل في تعليقه على الكتاب "إنني طوال الوقت كنت أعتقد أن علم النفس مفخخ بكثير من الأوهام غير الممكنة، وكذلك رأيت أن التنمية البشرية ليست سوى نصائح وتدريبات ساذجة، لأن النفس البشرية ليست شيئًا واحدًا وبسيطًا يمكن إخضاعه لأي قواعد علمية ولا نظريات فوقية، بل حتى تجارب الآخرين ليست بالضرورة تناسبنا.. ظل هذا اعتقادي حتى قرأت كتاب (أنا العُزَيْر) للشاعرة والإعلامية فردوس عبدالرحمن".
وأضاف "أعتقد أن الفرق يكمن في الطريقة التي كُتب بها هذا الكتاب.. إنه أقرب إلى الممارسة التحليلية للنفس البشرية منه إلى الكلام عن علم النفس، وكان أول انطباع بعد القراءة الأولى هو الفزع، والخوف من المواجهة التي حدثت لي مع نفسي، كنت أراها كائنًا مستقلاً لا يخصني، لكن الدرس الأهم هو هل يمكن للإنسان أن يتعرف على ذاته ويتصالح معها؟."
وتابع "هذا ما توصلت إليه أخيرًا، بعد أن أخذني الكتاب في رحلة عجيبة، يرفعنى إلى السماء وينزل بي إلى الأرض بقوة.. وأخيرًا فهمت، أن الطريقة التي كُتب بها الكتاب، هو أن يتحول إلى تجربة ممارسة، وأن القارئ طرف أساسي لهذه الممارسة.. ربما لأول مرة أجد نفسي داخل كتاب، لا مجرد قارئ له.. كانت هذه تجربة فريدة بالنسبة لي، لأن ما حدث هو أني خرجت من التجربة إنسانًا آخر، هل هذا ممكن أم مجرد كلام بلاغي".
واختتم تعليقه بالقول "الكتاب يجعلك تعرف أن الإنسان ليس ذاتًا واحدة، بل ذوات متعددة، وكل ذات تمتلك وعيًا وطاقة مختلفة، وستدهش أن بعض هذه الذوات بدائي وقديم وعجوز.. وبعضها طفل نزق لعوب، أو شرير أو ملاك معذب غير قادر على لمس جسد يشتهيه".
أرسل تعليقك